دمشق: عملية نوعية للجيش السوري تُحرّر نساء وأطفال السويداء المختطفين عند «داعش»

قام الجيش السوري بعملية نوعية ودقيقة أسفرت عن تحرير جميع المختطفات في أيدي «داعش» الإرهابي وقتل جميع الإرهابيين المختطَفين.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن عملية بطولية ودقيقة قام بها أبطال الجيش السوري في منطقة حميمة شمال شرق تدمر بالاشتباك المباشر مع مجموعة من تنظيم «داعش» الإرهابي الذي اختطف نساء وأطفالاً من محافظة السويداء قبل أسابيع وبعد معركة طاحنة استطاع الجيش من تحرير جميع المختطفات الـ 19 وقتل الإرهابيين المختطِفين».

وكان تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق ينص على إطلاق سراح كافة مختطفات مدينة السويداء السورية قد تأجل بتاريخ 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك لأسباب غير معروفة.

وعلمت «سبوتنيك» أنه كان من المنتظر أن تحتفل محافظة السويداء، بتحرير الدفعة الثانية من نساء السويداء المختطفات، من قبضة مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي المحاصرين في عمق الجروف الصخرية بتلول الصفا في البادية الشرقية للمحافظة.

وعُلم حينها من مصدر مطلع أن: اتفاقاً يرعاه الجانبان الروسي والأميركي، تمّ التوصل إليه منذ أيام ينص على إطلاق سراح 29 مختطفا لدى التنظيم التكفيري، جميعهم من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح مجموعة من «الداعشيات» المعتقلات لدى القوات الأميركية والميليشيات الكردية المدعومة من قبلها في منطقة شرق الفرات. وكان قد سبق ذلك بأيام قليلة على تأجيل استمرار تنفيذ الاتفاق، تحرير دفعة من النساء والأطفال الذين اختطفهم تنظيم «داعش» الإرهابي من قرية الشبكي بريف السويداء الشرقي منذ 25 يوليو/ تموز الماضي.

وكان الجيش السوري بدأ معركته لتحرير بادية السويداء بتاريخ 25 تموز/ يوليو الماضي بعد هجوم شنه التنظيم الإرهابي على مدينة السويداء وبعض قرى ريفها الشرقي، استشهد وأصيب خلاله عشرات المدنيين، وتمكّنت وحدات الجيش خلال هذه العملية العسكرية من تحرير نحو ثلاثة آلاف كيلومتر مربع وتطهيرها من سيطرة مقاتلي التنظيم الإرهابي، وحصار من تبقى منهم في تلول الصفا التي بات الجيب الداعشي فيها يلفظ أنفاسه الأخيرة.

إلى ذلك، أنهى الهلال الأحمر السوري عملية تسليم مساعدات إغاثية وطبية تكفي 50.000 شخص في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، فيما لا تزال حملة التلقيح التي ينفذها فريق طبي متخصص، مستمرة.

عملية إيصال المساعدات إلى مخيم الركبان التي تمّ التحضير لها لثلاثين يوماً، تكللت بالنجاح من خلال التوزيع المباشر عبر لجان محلية معتمدة في المخيم، بحسب ما أوضح مصدر في الهلال الأحمر السوري لوكالة «سبوتنيك».

المصدر أشار إلى أن المساعدات الإنسانية التي أوصلها الهلال الأحمر السوري إلى محتاجيها تضمنت حمولة 78 شاحنة محملة بنحو 10500 سلة غذائية و18 ألف سلة ألبسة أطفال.

إضافة إلى أكثر من 10 آلاف سلة نظافة شخصية، وأكثر من 10 آلاف شادر، 10.075 و1200 سلة خاصة بحديثي الولادة، إضافة إلى أدوية ومتمّمات غذائية خاصة بالأطفال والنساء.

وأوضح المصدر أن حملة التلقيح التي تنفذها في المخيم كوادر طبية متخصصة، والتي من المقرر أن تقدم هذا النوع من الرعاية الصحية لعشرة آلاف من أطفال المخيم، لا تزال مستمرة، وتتضمن لقاحات ضد أمراض شلل الأطفال، الحصبة، التهاب الكبد، والسل.

وكانت مصادر في الهلال الأحمر السوري أكدت أن 21 مختصاً من المنظمة، بدأوا في الرابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي بتقديم اللقاحات الخاصة لتحصين أطفال المخيم الواقع عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، ضد الأمراض المذكورة، بعد وصولهم بحماية الشرطة العسكرية الروسية إلى المخيم. وكان رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، الفريق فلاديمير سافتشينكو، أكد في وقت سابق أن الجانب الروسي «قام بتنفيذ جميع المهام بشأن ضمان أمن القافلة الإنسانية»، كاشفاً عن أن روسيا عقدت اجتماعات عدة مع موظفي الأمم المتحدة ومع ممثلي الولايات المتحدة، حيث تم أخيراً التوصل إلى صيغة لوصول القافلة إلى المخيم». ويوم السبت الماضي، وصلت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان للنازحين بتسهيل من الحكومة وحماية من الجانب الروسي وذلك بعد أيام على منع مرورها من قبل القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة التنف.

وأكد رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة شؤون الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، الأربعاء، أن ثمّة ضرورة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى قرارات أساسية بشأن عودة السوريين من مخيم «الركبان»، إلى أماكن الإقامة الدائمة، مشدداً على ضرورة «حل هذا الأمر بشكل فوري وحاسم، والمسؤولية المباشرة عن ذلك تقع في المقام الأول على الجانب الأميركي».

وأشار إلى أن «روسيا، إلى جانب الزملاء السوريين، مستعدة لمواصلة تقديم المساعدة والدعم الشاملين في تنفيذ الأنشطة الإنسانية، وبشكل عام في عودة اللاجئين من منطقة الـ 55 كيلومتراً حول القاعدة العسكرية الأميركية في «التنف» إلى أماكن إقامتهم الدائمة.

على صعيد آخر، حذرت الخارجية الروسية من أن المنطقة منزوعة السلاح في إدلب السورية لا تزال غير مكتملة وسط استمرار الإرهابيين في تنفيذ استفزازات يومية هناك.

وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي أسبوعي أمس: «بالرغم من النجاحات الفعلية في إقامة المنطقة منزوعة السلاح على طول حدود إدلب بموجب مذكرة سوتشي، من السابق لأوانه الحديث عن استكمال هذه العملية. الإرهابيون المنتمون لـ«جبهة النصرة» وحلفاؤهم من التنظيمات المسلحة غير الشرعية يقومون باستفزازات هناك بشكل يومي». واتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان خلال قمتهما في سوتشي في 17 سبتمبر الماضي على إجراءات تضمن التهدئة في منطقة إدلب لخفض التوتر، تشمل سحب عناصر الجماعات الإرهابية وكافة الأسلحة الثقيلة من شريط بعمق ما بين 15 و20 كيلومتراً بحلول 15 أكتوبر الماضي. ولم يدخل نظام المنطقة منزوعة السلاح حيز التنفيذ بشكل كامل في الموعد المحدد له بسبب عدم توفر الضمانات الأمنية من الطرف التركي.

وفي سياق منفصل، لفتت زاخاروفا إلى أن واقع الخراب في مدينة الرقة السورية، التي كاد التحالف الدولي بقيادة واشنطن يدمرها جراء عملية استعادتها من «داعش» عام 2017، يختلف عن الصورة المتفائلة التي ترسمها المنظمات غير الحكومية الغربية، وذلك في وقت لم تبدأ فيه بعد أي أعمال لإعادة إعمار المدينة المنكوبة. كما أكدت زاخاروفا وقوف موسكو مع إجراء تحقيق شامل في ما كشفه تقرير الأمم المتحدة مؤخراً عن جرائم جماعية ارتكبها «داعش» ضد المدنيين في العراق.

وأيّدت الدبلوماسية الروسية وصف الأمم المتحدة لممارسات «داعش» بأنها ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مشدّدة على ضرورة تقديم المتورطين في هذه الجرائم للعدالة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى