مختصر مفيد تركيا هي الشرق الأوسط

– منذ نهاية الحرب العالمية الأولى والجغرافيا التركية التي تتوسط أوروبا بآسيا تشكل المفصل الأهم للمتغيرات في العالم. فحدودها الجديدة مهدت لولادة تجمع سكاني وثروة اقتصادية وعسكرية جعلتها بمنأى عن الغزوات من جهة والثورات من جهة مقابلة، على عكس تضخمها أيام الخلافة العثمانية وهكذا صارت أكثر الكيانات استقراراً.

– في الخمسينيات عندما كانت الناصرية هي التحدي الأول للمشروع الغربي كانت تركيا حجر الرحى في الحلف المعادي لجمال عبد الناصر.

– في السبعينيات عندما صعدت سورية برئاسة الرئيس الراحل حافظ الأسد كانت تركيا هي القاعدة المحورية لمحاولات تطويع سورية.

– المؤشرات التي تقدّمها السياسات التركية لا ترتبط بحزب وزعامة بعينهما. فالسياسات فيها أعمق من شخص الحاكم.

– في الحرب على سورية شكلت تركيا القاعدة المركزية لدرجة كادت الحرب تكون تركية يدعمها الآخرون.

– التحوّلات التركية الجديدة نحو روسيا وإيران تعبير عن التحولات في الموازين العميقة بين الغرب والشرق والمكانة الموضوعية لتركيا في قلب هذه الموازين وليست مجرد لعب في السياسة.

– الصعود التركي على حساب الدور السعودي ليس نتاجاً لقضية جمال الخاشقجي، بل مجرد حسن توظيف مدروس لها في سياق بات طبيعياً مع حقبة تنتهي وحقبة تتهيأ للولادة.

– شيخوخة الدورين السعودي والإسرائيلي تؤشران لدور تركي قادم في قضايا المنطقة وإعادة إحياء عملية تفاوضية حول القضية الفلسطينية برعاية روسية بشروط جديدة تعلن نهاية صفقة القرن.

– تكاد تركيا أن تكون هي الشرق الأوسط كدور سياسي، لأن الشرق الحقيقي يبدأ من حدودها مع سورية والعراق وإيران.

ناصر قنديل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى