الإعلامي أحمد مسلماني لـ«البناء»: ما نقدّمه إعلامياً هو قليل أمام دماء الشهداء ومعلولا «أيقونة» عانت ما عانته من موجة الإرهاب

عبير حمدان

نحتاج إلى الكثير من النصوص والإصدارات كي نبحث ونناقش طبيعة ما تعيشه بلادنا من أزمات، ولأن الكتابة فعلٌ يدخل ضمن إطار المعركة التي تخوضها القوى المقاومة للأطماع الاستعمارية التي تلبس لبوساً مختلفاً وفق كل مرحلة نجهد لتوثيق الواقع كما هو دون إضافات، ولكن يبقى كل ما نقدّمه على الصعيد الإعلامي قليلاً جداً أمام دماء الشهداء وفق تعبير الزميل أحمد مسلماني الذي يقدم اليوم إصداره الأول «حزب الله والجغرافيا السياسية للأقليات» معلولا نموذجاً كوثيقة لكل من عاش هذه المرحلة وكذلك للأجيال القادمة علّها تدرك الاسباب الفعلية التي جعلت بلادنا ساحة للصراع لكونها منطقة اطماع منذ القدم وسورية كانت في قلب هذه الاطماع وفي قلب الصراع على مستقبل العالم العربي.

وقد وقع الزميل مسلماني كتابه الصادر عن دار بيسان ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب، وحول اختيار «معلولا» نموذجاً ضمن ميدان واسع للأزمة وساحات الصراع القائم، يقول مسلماني في تصريح للـ»البناء»: لماذا معلولا تحديداً ذلك لأنها تعني الكثير في واقع الأقليات، هي قرية مسيحية تعني الكثير مظلومة إعلامياً وتاريخياً، ولم تُعكس صورتها بالشكل المطلوب، وعانت ما عانته جراء موجة الإرهاب الأخيرة. وبالتالي تُشكل نموذجاً لهذه الاقليات التي كانت متعايشة قبل وصول الإرهاب، وكانت منصهرة بالتفاعل الاسلامي المسيحي وأتى الإرهاب كي يفرق بينهما».

ويتابع مسلماني: «في كتابي أشير إلى الإرهاب الذي دخل إلى معلولا كما أشرت إلى المناطق التي دخلها الإرهاب ولكن التركيز على معلولا مردّه إلى اعتبارها أيقونة للمسيحيين في هذا الشرق وما تمثله في الوجدان المسيحي، وبطبيعة الحال الكتاب سياسي وليس مجرد دراسة عابرة، وفي الكتاب أوضح منبع الفكر التكفيري الذي يتعارض مع الفكر الإسلامي المحمدي الاصيل الذي نعتمده والذي دعا إلى الرحمة الإلهية والتفاعل البناء مع الاديان الأخرى. ومن هنا حاولنا أن نقف عند هذا الموضوع لنقول إن «حزب الله» كحالة مقاومة تنتمي إلى الدين الاسلامي اختارت الدخول إلى سورية كانت لديها أهداف عدة. وأحد هذه الاهداف برأيي وحسب ما أفردت الوقائع أنه أحد اسباب هذا الدخول هو حماية هذه الاقليات، وأنا أستعرض في الكتاب عن المواثيق الدولية التي حاولت أن تحمي هذه الأقليات ولكنها لم تفعل ولم نصل إلى اي مكان معها. أهل معلولا هم الذي يتكلمون ضمن هذا الإطار، الكتاب يحتوي على شقين الاول نظري والثاني عملي، والشق الثاني يحاكي وقائع عما حدث فعلاً في معلولا بلسان أهلها».

وعن إمكانية نجاح الإعلام المقاوم في مواجهة الضخ الإعلامي المضاد، يقول مسلماني:» الإعلام يلعب دوراً كبيراً في الصراع القائم بين محورين، ونحن اليوم نتكلم عن المعارك الاساسية التي تُغير في المنطقة وهي المعارك الإعلامية، وأنا أتكلم عن الاستراتيجية التي اعتمدها تنظيم داعش للدخول إلى بعض المناطق والتي هي الاستراتيجية الإعلامية، وقد تمكّن التنظيم الإرهابي الدخول الى الكثير من المناطق والمدن مستخدماً سلاح الإعلام، لذا علينا أن نقوي حضورنا الإعلامي وهناك حالات نجحنا فيها، ولكن ضمن إطار أوسع هناك تفوق للجانب العسكري على الجانب الإعلامي، وسؤالك دقيق في هذا الاطار حيث إنه من الصعب أننا تمكنا كمحور مقاوم من تقديم كل ما يلزم إعلامياً، والطريق طويل ومن جهتي أتمنى أن أكون قد قدمت في كتابي جزءاً بسيطاً من الذي يجب أن يظهر إلى العلن وفي النهاية يبقى كل ما نقدّمه من مادة إعلامية أو نصوص وإصدارات قليلاً جداً أمام وهج دماء الشهداء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى