جورج جبور لـ»البناء»: لاعتبار يوم وفاة المتنبي في 27 أيلول يوماً عالمياً للغة العربية

حاوره: نبيل المقدم

لا يملّ الدكتور جورج جبور المستشار السابق للرئيس حافط الاسد والعالم والمفكر المرموق من المطالبة باعتماد يوم تاريخ وفاة المتنبي يوماً عالمياً للغة العربية، معتبراً اليوم المعتمد حالياً من قبل الأمم المتحدة، وهو الثامن عشر من كانون الأول من كل عام لا يقع في موقعه الصحيح. حول هذه الإشكالية كان هذا الحوار مع الدكتور جبور في زيارته الأخيرة الى بيروت.

ما هو مأخذك على اليوم العالمي للغة العربية؟

ـ ليس العجز في أننا قبلنا بموعد تشذّ دلالاته عن دلالات مواعيد الأيام العالمية للغات الرسمية الأخرى، بل العجز الأدهى والأكبر أننا راضخون لما اقترح علينا ولا نبذل الجهد القليل اللازم لتغييره. ما هكذا تعبر الأمم عن اعتزازها بلغتها التي بها ومن خلالها تتجسّد ثقافتها.

اليوم العالمي للغة العربية متى ورد لأول مرة هذا التعبير؟

ـ ورد لأول مرة على حد علمي في نشرة برنامج المجلس الدولي للغة العربية عن المؤتمر الدولي السنوي الذي عقد في بيروت 19 23 آذار عام 2012. في الصفحة 33 يرد عنوان محاضرتي كما يلي: يوم بدء التنزيل الشريف يوماً عالمياً للغة العربية. في خريف ذلك العام أعلنت اليونيسكو مواعيد عالمية للغات الرسمية في الأمم المتحدة. كان نصيب اللغة العربية اعتماد موعد قبولها لغة رسمية في الأمم المتحدة يوم 18 من الشهر الثاني عشر. وهنا يصح السوال التالي هل ابتكرت اليونيسكو هذا التعبير أم أخذته من مصدر ما. هل ورد في أدبيات اليونيسكو هذا التعبير قبل الشهر الثالث من عام 2012؟

ربما لأن يوم التنزيل قد يكون مثار جدل.

إذا كان يوم التنزيل موضع اعتراض، لأنه كما قيل وكما قد يُقال يغذّي التطرف الإسلامي، فلماذا لا يتم اختيار يوم منسجم مع الدلالات الثقافية الذاتية لأيام اللغات الأخرى؟ لماذا نهمل المتنبي مثلاً حين تحتفي الانكليزية بشكسبير والروسية ببوشكين.

يعني تريد أن تقول إنك صاحب فكرة يوم اللغة العربية؟

نعم ومنذ عام 2006 حين دعاني رئيس جامعة حلب الدكتور محمد علي حورية إلى إلقاء محاضرة في مؤتمر دولي عن اللغات يقيمه معهد اللغات في الجامعة. اخترت أن أحاضر تحت عنوان التنافس اللغوي العالمي. في ختام محاضرتي طرحت السؤال التالي: إذا إننا نحتفل بيوم الفرانكوفونية، فلماذا لا يكون للغتنا عرسها السنوي في تاريخ محدّد؟ يومها كان سؤالي لماذا لا يتربّع المتنبي على عرش يوم اللغة العربية العالمي؟

أما الإجابة فهي ان الدول العربية لم تدعم ذلك فضلت اليوم الذي اختارته الأمم المتحدة.

وهنا أود أن أشير الى رسالة وردتني من الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين في اجتماعها الذي عقدته بعد ظهر يوم الأربعاء الواقع في 17 تشرين الأول 2018 وقررت فيه تبني اقتراحي المتعلق باعتماد تاريخ وفاة المتنبي يوماً عالمياً للغة العربية وأن الاتحاد سيسعى ما أمكنه لتحقيق هذا الهدف. وأنا قمت بتوجيه رسالة إلى المديرة العامة لمنظمة اليونسيكو طالبت فيها باعتماد تاريخ وفاة المتنبي يوماً عالمياً للغة العربية.

من المتعارف عليه أن اليوم العالمي للغة العربية هو 18 كانون الأول من كل عام بقرار من اليونسيكو أما يوم اللغة العربية كما قرّرته المنظمة العربية للتعليم والتربية والثقافة فهو الأول من آذار. كيف تشرح لنا هذا اللغط؟

ـ في الحقيقة لقد علمت بهذين التاريخين من مصادر ثانوية ولا أحكم بدقتهما. ما أحكم بدقته هو أن عمر الإعلان الرسمي عن إحداث يوم اللغة العربية لم يتجاوز الأعوام العشرة، فكيف يصح أن يكون العنوان يوم اللغة العربية في عامها الثاني عشر. هو يصحّ لسببين الاول جوهري هو أن مصدراً موثوقاً أعلمني بأن المنظمة العربية للتعليم والتربية نزلت عند رغبة اليونسكو في ألا يكون للغة العربية الا يوم احتفالي هو 18 كانون الأول وهو التاريخ الذي قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار اللغة العربية واحدة من لغاتها الرسمية وذلك عام 1974. وهذا الأمر تأكد منه وزير التربية السوري أن تاريخ الاول من آذار لم يعد معتمداً لدى المنظمة العربية للتعليم وهذا أمر مؤسف.

ولكنك ما زلت مصراً على تاريخ الأول من آذار، لماذا؟

ـ شهر آذار شهر رائع ونشط يقبل فيه الطلاب على العلم وعلى الحياة بعزم أشد، فلماذا لا نخلّد فيه مبادرة سورية هي في أصل إحداث يوم للغة العربية. لماذا لا نعيد الأمور الى نصابها الطبيعي فنعلن يوم 15 آذار من كل عام هو اليوم الذي فيه انطلقت فكرة إحداث يوم اللغة العربية قبل اثني عشر عاماً. لماذا لا نعلنه في سورية ولبنان ومن ثم نحاول إقناع الدول العربية وإقناع اليونسكو بأنه حق لا ينازع فيه منصف؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى