الحزن الذي يحييني

في عزلة هذه الهوة العميقة في جوفي تعلّمت إخفاء حزني!! تعلمت أن أرميه كحجرٍ ثقيلٍ واستمتع بالإنصات جيداً حتى أسمع دوي ارتطامه في آخر النفق.. تعلمت جيداً أن أقتات على فتات الأمل المقدّد مهما كانت ضئيلة فلا أدع وجهك الشقي يلتهمني في الغياب.. آويت عصافير كثيرة في صدري بنيت أعشاشها قشة قشة لتربّت على رأسي فأغفو قليلاً قبل أن يصحو ذاك القلق الأشيب الذي لا يزال يئن في ساعات أرقي يسحبني معه عبر تلك الأدغال المتشابكة للذاكرة حيث الرطوبة تبلل كل شيء كل شيء حتى الأفكار..!! ابتلعت النار مراراً كي لا أنطفىئ واقتلعت بصمتٍ أشواك اغترابي قبل أن تفقع عيني.. لعله الحزن علتي الوحيدة أو ربما كان خطيئتي الأصلية.. وكم من أنبياء كذبة توالت علي ومرت بأحصنتها الضخمة على أرضي البكر فلم تترك سوى حفرٍ عميقةً على ممرات جسدي.. لم أمد يوماً يداً أو سيفاً لأرد صفعاتها، بل كنت بصمتٍ أحمقَ ألوي ذراع الحب قبل أن تمتد لتخنقني وأدفنه بتأنٍ في ركن ما تحت جلدي كقصيدة رديئة او كشهابٍ ليلي مر دون أي أثر.. ولا زلت كل ليلةٍ أقتلع بقايا الورد الميت في أصيص روحي..

وأنمو أنمو فحسب….

ريم البندك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى