نصرالله: إيران لن تكون لوحدها عندما تُشنّ عليها الحرب وهي مستعدة لحلّ مشكلة الكهرباء في لبنان وتسليح جيشه ليصبح الأقوى في المنطقة

أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ ما يحصل في المنطقة هو إصرار أميركي على محاربة إيران، متوعّداً بأنّ «إيران لن تكون لوحدها عندما تشنّ أميركا عليها الحرب لأنّ كلّ منطقتنا مرتبطة بها».

وإذا أشار إلى أنّ إيران جاهزة لحلّ مشكلة الكهرباء في لبنان في أقلّ من سنة وبأسعار متدنية جداً، أعرب عن استعداده «كصديق لإيران لإستيراد سلاح دفاع جوي للجيش اللبناني، والإتيان بكلّ ما يريده ليصبح أقوى جيش في المنطقة».

كلام السيد نصرالله جاء في كلمة له خلال مهرجان «الأربعون ربيعاً» الذي أقامه حزب الله في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران في «مجمّع سيد الشهداء» بالضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد في مستهلها أنه «حين نتحدث عن مصيرنا وعن حقيقة المعركة الدائرة في المنطقة، فإنّ الجمهورية الإسلامية تُعدّ من أكبر العناوين وهي الدولة الأكثر تأثيراً في المنطقة».

وتحدث عن حكم الشاه لإيران قبل الثورة، مشيراً إلى «أنّ الشاه جعل من إيران دولة تابعة لأميركا وتديرها واشنطن كيفما تريد وكان خادماً لها»، لافتاً إلى»أنّ الإمام الخميني كان قبل الستينات يحضّر للثورة والتحرك ويحضّر البيئة ضدّ الشاه، وقد بدأت هذه الثورة برجل واحد إلتفّ حوله عدد كبير من رجال الدين والعلماء وشرائح واسعة من الناس».

ثورة وطنية

وشدّد على أنّ الثورة الإسلامية كانت وطنية بامتياز «إذ إنها ثورة الجياع والمحرومين والمستضعفين على كلّ المستويات والأبعاد، مشيراً إلى «أنّ من إنجازاتها إسقاط نظام الشاه الذي كان يمثّل أعتى نظام دكتاتوري في المنطقة وإخراج أميركا و«إسرائيل» من إيران».

ورأى السيد نصر الله «أنّ إيران اليوم هي من أوائل الدول المستقلة في المنطقة والدول القليلة المستقلة حقاً في العالم، وأنها دولة لا شرقية ولا غربية، بل دولة وطنية غير خاضعة كغيرها لأميركا».

وعدّد إنجازات الثورة الإسلامية، معتبراً «أنّ من أهمّها بقاء مؤسسات الدولة وعدم تدمير المقدرات والحفاظ على الأقليات وعلى الوحدة الوطنية والصمود في وجه كلّ المؤامرات الداخلية التي أثيرت، وإقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية والاستفتاء الشعبي»، لافتاً إلى أنه منذ انتصار الثورة لا تزال الانتخابات تحصل بشكل يعبّر عن رأي الشعب حتى خلال الحرب المفروضة من صدام حسين».

وقال «خلال 8 سنوات شُنّت حرب شرسة على إيران وكانت كلّ دول العالم مع صدام حسين باستثناء بعضها كسورية وغيرها»، مشيراً إلى أنه بعد إنتهاء الحرب بدأت عملية الإعمار وتثبيت بنية النظام وقواعد الدولة وصولاً الى التطور الكبير في الموقع الاقليمي.

دولة المؤسسات والدستور

وأكد السيد نصر الله أنّ إيران بعد 40 سنة على الثورة الإسلامية، هي دولة المؤسسات والدستور والقانون والسيادة الشعبية في ظلّ ولاية الفقيه.

وقال «بعدما كانت إيران في زمن الشاه لا تملك أيّ مرتبة في العالم بإنتاج العلم، باتت إيران في زمن الولي الفقيه هي الأولى في المنطقة بإنتاج العلم والسابعة في العالم ببراءة الاختراع والمرتبة 16 في العالم بإنتاج العلم».

وأوضح أنّ في إيران اليوم أكثر من 200 أستاذ ومفكر تنتشر مقالاتهم العلمية في العالم، وأنه في 1979 كان هناك 165 ألف طالب جامعي فقط، أمّا اليوم فهناك 4 ملايين و800 ألف طالب جامعي، وأنه في العام 1979 كان هناك 6 من النساء في الجامعات أمّا اليوم 75 من طلاب الجامعات هم نساء، مشيراً إلى أنه تمّ القضاء خلال 40 سنة على الأميّة عند البالغين في إيران بشكل كامل، مبيّناً أنّ عدد الكتب المطبوعة بعد الثورة الإيرانية هو مليون وأكثر من 200 ألف كتاب.

وإذ أوضح أنّ الإحصاءات التي يذكرها ليست صادرة عن الحكومة الإيرانية إنما مصادرها هي الأمم المتحدة ومنظمات دولية، لفت السيد نصرالله «إلى أنّ إيران بعد الثورة أصبحت الدولة الثانية في العالم بعد أميركا في الخلايا الجذعية، وأنها ليست بحاجة لاستيراد الدواء إنما تصنّع 97 من حاجاتها الدوائية».

وأضاف «إيران الأفضل بالعالم في التنمية البشرية وهي الرابعة في العالم من حيث دراسات «النانو» والخامسة في العالم في مركز العمل بـ«النانو»، وفي المرتبة الأولى في المنطقة بالرياضيات، والمرتبة 13 في العالم بالرياضيات والفيزياء».

وأشار إلى أنّ إيران «تصنّف في المرتبة الـ18 في الاقتصاد العالمي، وأنها تصنّع 90 من حاجاتها الدفاعية وتُصدّر ما قيمته 5 مليار دولار للعالم، وأنها تصنّع السفن والزوارق والطائرات المتوسطة والصغيرة والسيارات ووسائل النقل المختلفة، وأن لديها اكتفاءً ذاتياً في الكهرباء فضلاً عن أنها تبيع الكهرباء لدول الجوار».

وفي مجال الطاقة، لفت السيد نصر الله إلى أنّ إيران هي الدولة الثانية في العالم لأرخص سعر في البنزين، وأنّ الغاز يصل اليوم إلى 20 مليون عائلة إيرانية من خلال الأنابيب التي تصل إلى المنازل.

وشدّد على «أنّ هذه الإنجازات كلّها ليست في دولة ملك أو شاه أو زعيم دكتاتوري، بل في دولة القانون والدستور والسيادة الشعبية في دولة الولي الفقيه».

انتصار الثورة أعاد التوازن

ورأى السيد نصر الله أنّ من إنجازات الثورة الايرانية إحياء الدين وليس فقط الدين الإسلامي، والوقوف بوجه الهيمنة الأميركية بشكل جدّي والقول لا للوهن والذلّ، والوقوف بوجه الكيان الصهيوني حيث أعاد انتصار الثورة التوازن ووضع جداراً كبيراً بوجه المشروع الصهيوني، وإرساء الوحدة بين المسلمين ودعم المقاومة في المنطقة بوجه «إسرائيل».

حرب أميركية على إيران

وأشار إلى أنّ «ما يجري في المنطقة ليست حرباً إيرانية – «إسرائيلية» ولا صراعاً سعودياً – إيرانياً، بل هي حرب أميركية على الجمهورية الإسلامية منذ العام 1979 إلى اليوم والسعودية وبعض دول الخليج أداة في هذه الحرب»، معتبراً أنّ الذين يحاربون إيران اليوم بالعقوبات والتكفير والفتاوى هم مجردّ أدوات في الحرب»، مذكّراً بأنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اعترف بأنّ اميركا بعد 1979 طلبت من السعودية دعم ونشر الوهابية في العالم، لافتاً إلى أنّ «الدولة الإسلامية» بنموذج «داعش» هي ما تريده أميركا وقامت السعودية بترويجه في العالم.

ووصّف السيد نصرالله ما يحصل في المنطقة بأنه إصرار أميركي على محاربة إيران لأنها دولة مستقلة وصاحبة قرارها، ولأنّ إيران لا تخضع لها وتعمل لمصلحة شعبها وبلدها، ولأنّ موقفها الاقليمي الى جانب المستضعفين والقدس وفلسطين ودعم المقاومة.

الصراع مستمرّ

وإذ رأى أنّ الصراع في المنطقة سوف يبقى قائماً وقد يأخذ أشكالاً مختلفة، جزم بأنّ أميركا ستتراجع وستنهزم في حربها ومشروعها ضدّ إيران، لأنّ إيران اليوم هي اقوى دولة في المنطقة ومحور المقاومة هو اقوى مما مضى، لافتاً إلى أنّ أميركا إلى المزيد من الخروج من المنطقة و«إسرائيل» إلى المزيد من الخوف والهلع، مشدّداً على أن لا «اسرائيل» ولا الدول العربية من السعودية والإمارات قادرة على فتح حرب على إيران.

ونبّه إلى «أنّ البعض يستجرّ حرباً أميركية على إيران وهذا بحاجة الى كلام كبير لأنّ المنطق والردع وتوازن القوة لا يسمح بالحرب»، متوعّداً بأنّ إيران لن تكون لوحدها عندما تشنّ أميركا عليها الحرب لأنّ كل منطقتنا مرتبطة بها.

ولفت السيد نصر الله إلى «أنّ هناك رهاناً على الفتن والصراعات الداخلية، لكن إيران بحكمة قائدها ومسؤوليها وشعبها الصابر سوف تتجاوز كلّ الصعوبات»، وقال «نحن أيضاً نتأثّر لكنّنا أيضاً سنصمد ونتخطى كلّ هذه الصعوبات ولدينا القدرة على ذلك».

وتوجّه السيد نصر الله إلى الشعوب العربية بالقول «إنّ ايران لا تريد منكم شيئاً ولا تريد سلاحكم ولا مالكم وهي جاهزة للعطاء من سلاحها ومالها وقدرتها».

الكهرباء وتسليح الجيش اللبناني

وأضاف «إنّ أهمّ مشكلة اليوم ستواجهنا في مجلس الوزراء هي الكهرباء وإيران جاهزة لحلها بأقلّ من سنة وبأسعار متدنية جداً»، كاشفاً عن أنه في حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي أتى وفد من إيران وقدّم عرضاً كبيراً لبناء أنفاق تحلّ مشكلة السير في لبنان لمدة خمسين عاماً، وتساءل في موضوع الدواء لماذا سنستمرّ باستيراد الدواء ولماذا نبقى أتباعاً للآخرين؟

وفي موضوع حماية لبنان، أعرب السيد نصرالله عن استعداده كصديق لإيران لإستيراد سلاح دفاع جوي للجيش اللبناني من إيران، وللذهاب إلى إيران للإتيان بكلّ ما يريده الجيش اللبناني ليصبح أقوى جيش في المنطقة، مشدّداً على أنّ ما نحتاجه في لبنان السيادة الحقيقية والجرأة.

قرار حزب الله حرّ

وتساءل «لماذا ندير ظهرنا لهذا الصديق ونعطي رقابنا للأخرين؟»، مؤكداً «أنّ الولي الفقيه لم يطلب مني أنا حسن نصر الله الامين العام لحزب الله أيّ شيء أبداً في أيّ يوم من الايام، فنحن شركاء لإيران في المنطقة ونحن سادة عند الولي الفقيه ونحن حزب الله اللبناني لدينا قرارنا الحر».

وختم السيد نصر الله بأنّ حزب الله ينظّم مهرجاناً لمدة ثلاثة أيام حول الثورة الإسلامية في إيران، مشيراً إلى «أنّ هناك كتاباً مهماً جداً اسمه «إنّ مع الصبر نصراً» يروي فيه الإمام الخامنئي ذكرياته منذ ولادته وحتى انتصار الثورة».

فيروزنيا

وكان السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، ألقى كلمة في بداية الاحتفال، أكد فيها أنّ «المقاومة الإسلامية الباسلة تقف في وجه المشاريع الصهيونية والإرهاب، ونتطلع إلى مستقبل أفضل نحقق فيه المزيد من النجاحات معتمدين على قدراتنا الذاتية».

وأشار إلى أنّ «الثورة الإسلامية أسّست لنظام حكم إسلامي حقق الكثير من الإنجازات»، مؤكداً أنّ «الوحدة الإسلامية ستبقى راسخة مهما حاول الأعداء ضربها».

وأوضح أنّ «الثوابت السياسية والفكرية للجمهورية الإسلامية تدعو إلى نبذ الخلافات وتحقيق التعاون والعمل المشترك،» مضيفاً أنّ «القوة التي حققتها جبهة المقاومة تشكل نموذجاً حيّاً لبناء الحضارة الإسلامية الحديثة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى