أمّ الشهيد البطل عمر أبو ليلى… هكذا ردّت التحية للسيد نصرالله

صابرين دياب ـ سلفيت ـ فلسطين

في غرفة البطل عمر أبو ليلى، المدموغة بإخطارات الهدم، وقفنا ووالدته العظيمة أم عمر، وجدّته والدة أبيه، الحاجة المجاهدة مريم أبو ليلى، وجدته والدة والدته، السيدة الجليلة غزالة أبو حمدي…

شعور بالاعتزاز والثقة والإيمان بحتمية انتصارنا،، حب ودفء، غمرنا من والديه العظيمين، وجدّتيه المجاهدتين، ومن عمّاته وخالاته وجيرانه، ومن مجد شقيقته الصغرى، أعجز عن الوصف وأنا من أجيده! أعجز عن التعبير وأنا من أحسِنه!

ذهبنا الى بيت البطل في قرية الزاوية قضاء سلفيت، لنشدّ من أزرهم، فوجدناهم يشدّون على أيادينا بصبرهم العظيم الجميل، وإيمانهم القوي بعدالة قضيتنا المنتصرة حتماً. تحدّثنا مطوّلاً مع الوالدة الاستثنائية الفريدة أمّ عمر، وتجوّلنا في بيت البطل وفي باحاته الطاهرة حيث تربّى وتعلّم وارتقى فارتفع…

ردّت والدة الاستشهادي الفلسطيني عمر أبو ليلى، على تحية السيد لنجلها البطل قائلة: «كلّ قائد حرّ في هذا العالم، لا بدّ له أن يقدّر بطولة عمر، ولم يخيّب سماحة السيد آمال الشهداء، وهو الأقدر على تحيتهم».

أضافت: «عمر كان ابني وحدي قبل العملية البطولية التي نفذها، أما بعدها فقد أصبح ابن كلّ عربي ومسلم حر في هذا العالم».

وتحدّثت أمّ عمر لـ «البناء» عن محاسن وسمات نجلها الشهيد، وأسهبت في الحديث عن إنسانيته الرفيعة، وقالت: «عندما تمكّن عمر من قتل الضابط والحاخام كان يمرّ مصادفة في مفترق اريئيل سائح أميركي، وقال السائح لعمر برعب: «أنا سائح أميركي ولا دخل لي بالاحتلال»، فتركه يمرّ ولم يمسّه، وهذا يدلّ على أنه في لحظة القتال لم يكن مرتبكاً، كان متماسكاً يعرف ماذا يفعل وماذا يريد، لأنه إنسان كبير يتبع تعاليم الإسلام الحنيف».

واسترسلت الوالدة: «حتى حين جاء جيش الاحتلال إلى بيتنا بُعيد العملية، لم يستطع الضابط النظر في عيني وعين والده، كان يتحدّث معنا ورأسه في الأرض، وحين اقتحمت قوة كبيرة المنزل، صرخت بوجوههم وقلت لهم ألا يعبثوا في محتويات المنزل، فتجاوب الضابط وأمر جنوده ألا يعبثوا بشيء إلا بغرفة عمر، وحين سألني عن غرفة عمر، لم يقل كعادة جيش الاحتلال، أين غرفة المخرّب، بل قال، أين غرفة الصبي، فقد ادرك هذا المحتلّ انّ الانتقام من الأبطال لن يجدي نفعاً»، وأضافت: «كان ضخماً عدد جنود ووحدات جيش الاحتلال، كانوا يدخلون مجموعات الى البيت، ينظرون إلينا دون أن ينطقوا بكلمة واحدة، فقد أذهلهم عمر ببطولته ورجولته رغم صغر سنه»، وزادت الوالدة: «سيخرج للمحتلّ مليون عمر ليمرّغ أنفه بالتراب».

يُشار إلى أنّ «البناء» تجوّلت في بيت عمر المهدّد بالهدم في أيّ لحظة، مع والديه وجدّتيه واخوته وعمّاته وخالاته، وكلّ فرد فيهم، روى حكايات رائعة عن بطل فلسطين، وعن إيمانهم بحتمية انتصار شعبنا وتحرّره.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى