بوتين وتوكاييف يؤكدان على حل سياسيّ للأزمة السورية.. ولافروف يرى أهمية القضاء على بؤر الإرهاب فيها

أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والكازاخي قاسم جومارت توكاييف مجدداً عزمهما على التعاون في إطار عملية أستانا بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

وجاء في بيان مشترك للجانبين الروسي والكازاخي بعد محادثات رئيسي البلدين أمس، في الكرملين: أن «الرئيسين قررا مواصلة الجهود لحل الأزمة في سورية سلمياً في إطار عملية أستانا مع المراعاة غير المشروطة لمبادئ وقواعد القانون الدولي المعترف بها عموماً».

وأكدت روسيا وكازاخستان وقوفهما إلى جانب بعضهما في المنظمات الدولية التي يكون أحد الطرفين عضواً فيها.

وكان نائب وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبردي أعلن الشهر الماضي أن اجتماع أستانا المقبل حول تسوية الأزمة في سورية سيعقد نهاية شهر نيسان الحالي في العاصمة الكازاخستانية.

وعُقد أحد عشر اجتماعاً بصيغة أستانا أحدها في مدينة سوتشي الروسية في تموز الماضي أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابيّة فيها حتى دحرها نهائياً.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة صحافية، إن الحرب في سورية لم تنته بعد، مؤكداً ضرورة القضاء نهائياً على بؤر الإرهاب هناك.

وأضاف لافروف أن «ما يثير القلق هو الوضع في إدلب، حيث لا يزال هناك آلاف من الإرهابيين، بمن فيهم أشخاص من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً ومنها روسيا، نعمل بشكل جاد مع تركيا، وبالطبع مع حكومة بشار الأسد. جيشنا يقوم باتصالات مكرسة لذلك.. لقد أنشأ إرهابيو جبهة النصرة هيكلاً جديداً هناك يحمل اسماً جديداً، يحاولون من خلاله إخضاع جميع الجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك الجماعات التي تعتبر معتدلة ومنفتحة للحوار مع الحكومة.. هذه عملية سيئة، والآن وأخيراً، بدأت دوريات مشتركة من قبل الجنود الروس والأتراك في مناطق معينة من منطقة إدلب الأمنية».

وتابع: «البؤرة الثانية على الضفة الشرقية من الفرات. يوجد حوالي ألف إرهابي رهن الاحتجاز تحت إشراف الأكراد الذين يتعاونون مع الأميركيين. معظمهم مجنسون من دول أوروبا الغربية.. إنه أمر مزعج للغاية أن ترفضهم دولهم، وهي تخطط لحرمانهم من جنسيتهم، وقال الأميركيون إنهم سيطلقون سراحهم إذا لم تستقبلهم دولهم، وهذا يعني أن التعاون في مجال الإرهاب، للأسف، ليس شاملاً، وأن كل فرد يتصرّف بشكل أناني في مثل هذه الحالات».

وقال لافروف إن «اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حديثه أمام الأمم المتحدة عام 2015، بإنشاء جبهة عالمية حقيقية لمكافحة الإرهاب، لا يزال هدفاً بالغ الأهمية»… «الآن قد استؤنف الحوار ضد الإرهاب مع الأميركيين، عقب محاولاتهم الطويلة للتهرّب منه، كما أننا نستعيد هذا الحوار مع الاتحاد الأوروبي، وكإحدى المقترحات المحددة للغاية، نقدم فكرة انضمامهم إلى بنك البيانات الذي أنشأه جهاز الأمن الفدرالي الروسي، الذي يجمع المعلومات حول جميع تحرّكات ما يسمّون المقاتلين الإرهابيين الأجانب».

إلى ذلك، شهد معبر نصيب الحدودي السوري – الأردني عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين ظهر أمس.

وتبين أن نصف العائدين الذين يقدّر عددهم بـ 150 لاجئاً هم من الأطفال الذين كانوا يقيمون في المخيمات الأردنية لا سيما مخيمات «الزعتري» و»الأزرق».

وأشار مصدر إلى أن معظم العائدين يتحدرون من محافظات درعا وريف دمشق وريف دير الزور، فيما العشرات منهم في سن الخدمة العسكرية، عبروا عن شكرهم للرئيس بشار الأسد الذي أصدر العديد من مراسيم العفو، لافتين إلى أنهم يملكون رغبة واندفاعاً كبيرين للالتحاق بصفوف الجيش السوري والمشاركة في تطهير سورية مما تبقى من فلول الإرهابيين.

وكشف العديد من المهجرين حجم المعاناة التي كانوا يقاسونها ضمن مخيمات اللاجئين في الأردن، لا سيما مخيم «الأزرق»، لافتين إلى أنهم التحقوا بتلك المخيمات نتيجة الضغط الكبير الذي عانوه إبان سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة على بلداتهم.

كما أشاروا إلى تركز الضغط في «مخيم الأزرق» ضمن ما يعرف بالقرية الخامسة شمالي الأردن، مؤكدين أن تلك القرية أشبه بسجن يفرض عليه الأمن الأردني حصاراً كاملاً وأسلاكاً شائكة مضاعفة فضلاً عن معاناة واستغلال كبيرين يعانيه السوريون في تأمين لقمة العيش ضمن المخيم، ناهيك عن عدم توفر الأدوية وما يعكسه ذلك من صعوبات كبيرة في الجانب الصحي للكثير من المهجرين السوريين.

وأكد المهجرون عدم قدرة مئات السوريين في المخيمات على مغادرة الأردن والعودة إلى وطنهم نتيجة المخالفات الباهظة التي تفرض عليهم في الجانب الأردني، مطالبين بإلغاء تلك المخالفات لا سيما على الأطفال.

ميدانياً، دمّرت وحدات من الجيش السوري آليات ونقاطاً محصنة للتنظيمات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي وذلك رداً على خرقها اتفاق منطقة خفض التصعيد.

ورصدت وحدات من الجيش مساء أمس، تحرّكات وتجمعات لمجموعات إرهابية تابعة لتنظيم جبهة النصرة في بلدات خان شيخون والتح والخوين بريف إدلب الجنوبي الشرقي وتعاملت معها بضربات مدفعية وصاروخية مكثفة ودقيقة.

وبيّن مصدر أن الضربات أسفرت عن القضاء على تلك المجاميع الإرهابية وتدمير عتاد وأسلحة كانت بحوزتها. وأشار إلى أن وحدات من الجيش دمرت بضربات صاروخية أوكاراً للمجموعات الإرهابية في أطراف بلدتي تلمنس ومعرشمارين بريف إدلب الجنوبي الشرقي وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفها.

ونفذت وحدة من الجيش رمايات مدفعية طالت تحصينات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة عند أطراف قرية بسنقول في منطقة أريحا بريف إدلب الجنوبي أسفرت عن تدمير أحد مقار الإرهابيين وذلك في ردّ على اعتداءات الإرهابيين المتكررة على المناطق الآمنة بريف حماة الشمالي.

وإلى الجنوب الغربي من مدينة إدلب بنحو 30 كم قضت وحدات من الجيش على مجموعات إرهابية ودمّرت لها آليات برمايات دقيقة على محاور تحركها ونقاط تحصنها في قمة النبي أيوب ومحيطها بجبل الزاوية.

وقضت وحدات من الجيش أول أمس على عدد من إرهابيي «الحزب التركستاني» رداً على تكرار خرقهم اتفاق منطقة خفض التصعيد ودمّرت عتاداً وأوكاراً لهم عند أطراف بلدتي العنكاوي وشورلين بريف حماة الشمالي الغربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى