نصرالله: يدنا وخياراتنا للمواجهة مفتوحة لكن في الوقت المناسب

وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني إرهابياً، بأنه »قمة الوقاحة والحماقة»، مؤكداً أنّ »من واجبنا مواجهة كلّ الذين يمكن بإجراءاتهم أن يهدّدوا شعبنا أو بلدنا أو مقاومتنا ويدنا وخياراتنا مفتوحة لكن في الوقت المناسب».

وأوضح أنّ شعبنا الفلسطيني كان سيدفع ثمن انتصار السعودية في اليمن »لأنها غارقة في تصفية القضية الفلسطينية وتسويتها لصالح إسرائيل»، معتبراً »أنّ هزيمة السعودية في اليمن تحمي القدس وفلسطين وكلّ أرض عربية ما زالت تحت الاحتلال».

وإذ دعا اللبنانيين إلى عدم الاستماع إلى التحريض الأميركي، ضمّ صوته إلى صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنّ طريق الخلاص هو الوحدة والمقاومة.

جاء ذلك في كلمة للسيد نصر الله في احتفال »يوم الجريح المقاوم» الذي أقامته مؤسسةُ الجرحى في بيروت والبقاع والجنوب، واستهلها بالقول »بعد انتصار الثورة الإسلامية اتُخذ هذا اليوم، يوماً لحرس الثورة الإسلامية في إيران، أُعلن هذا اليوم يوماً للجريح المقاوم، الجرحى الذين أصيبوا ونزفوا وقدّموا أجزاء من أجسادهم، اتُخذ هذا اليوم يوماً للأسير، الأسرى الذين كانوا وما زالوا في السجون وما زال هناك الكثير من الأسرى في السجون».

وخاطب الجرحى الحاضرين قائلاً »أنتم الشهود الأحياء، على أنّ ما ننعم به اليوم في لبنان من إنجازات وانتصارات وأمن وسلام داخلي وقوة ردع، واستقرار يعود إلى درجة كبيرة جداً إلى تضحياتكم، هذه الإنجازات التي تحققت في لبنان ليس من فضل ولا من عطاءات الاميركيين، أو حلفاء أميركا أو أدوات أميركا».

أضاف »ما عندنا من أمن وسلام صنعه شهداؤنا وأسرانا وجرحانا ولا يحق للإرهابيين الشياطين القتلة المتآمرين أن يأتوا إلى لبنان ويتحدثوا ويمنّوا علينا بالاستقرار والسلام، وأنتم أيها الجرحى اليوم يشاهدكم الناس والعالم تجدّدون معنى أنّ جراحكم وعرق إخوانكم المجاهدين، وصبر وتحمّل أهلكم وشعبكم هو الذي يقدّم للبنان وللمنطقة هذا الأمن والاستقرار».

الإدارة الأميركية إرهابية

وتابع »أميركا ليست داعمة للإرهاب فقط، الإدارة الأميركية هي إرهابية، عقلها إرهابي، وممارستها إرهابية، ونحن نقف بوجه هذا الإرهابي الذي كان من أعظم تجلياته المجزرة في هيروشيما وصولاً إلى اليوم».

وقال »أميركا تذلّ أمة بكاملها من أجل إسرائيل وتصنع الجماعات الإرهابية وتقدّم لها كلّ التسهيلات ثم تأتي وتصنّف المدافعين عن الأرض والمقدسات والأعراض بأنهم ارهابيون، هذه قمة الوقاحة وقمة الحماقة واليوم نشهد على شاهد جيد من قمة الوقاحة الأميركية، يأتي لتصنيف حرس الثورة بإرهابيين ويضعه على لائحة التنظيمات الإرهابية، أن يأتي إلى مؤسسة عسكرية رسمية في دولة معترف بها بالعالم ويصنّفها بأنها إرهابية، هذه سابقة».

وأكد أنّ »الحرس مؤسسة جهادية وعظيمة وبطبيعة الحال عندما يتخذ بحقها هذا القرار كلّ شرفاء العالم يكون لديهم شعور خاص، نحن ندين ونستنكر ونقبّح هذا القرار ونقف إلى جانب اخواننا وأحبائنا ونعلن الاعتراف بفضلهم الكبير والعظيم في الدفاع عن الإسلام والأمة وعن المقدسات وشعوب المنطقة وليس فقط عن الشعب الإيراني بل عن شعوب المنطقة ومقدساتها».

وشدّد على أنّ »من واجبنا ان نقف معهم وإلى جانبهم وأن نعبّر عن هذا الموقف»، وقال »برأيي هذه خطوة طبيعية من هذا الشيطان الأكبر. إنهم يريدون إعادة صياغة الشرق الأوسط بطريقة جديدة وساعدتهم أدواتهم في المنطقة، لكن ما حصل هو أنّ شعوبنا وبعض الشعوب، وقفت بوجه هذا المشروع وألحقت به الهزيمة، نحن لا نشعر أننا ضعفاء ووضعنا على لائحة الإرهاب دليل على أننا أقوياء، لو كنا عاجزين عن مواجهة مشاريعهم لما وضعوا قيوداً علينا».

واعتبر أنّ »ما يجري أمر طبيعي، اليوم أتوا في خطوة غير مسبوقة ليضعوا الحرس الثوري الإيراني في لائحة الإرهاب لأنه في موقع مركزي وهو الأقوى والأهمّ والأشدّ تأثيراً، هذا يعبّر عن خيبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وخيبة الأميركيين».

من قال سنكتفي بالاستنكار؟

وتوجه إلى كلّ الذين يراهنون على الإجراءات الأميركية بالقول »صحيح نحن حتى الآن أمام لوائح الإرهاب نكتفي بالإدانة والتنديد والصبر وشدّ الأحزمة بإدارة الوضع، لكن هذا لا يعني أننا لا نملك أوراق قوة مهمة وأساسية ولا أتحدث فقط عن حزب الله بل عن محور المقاومة، نملك الكثير من عناصر القوة لكن هذه ليست سياسة دائمة وثابتة هناك بعض الأعمال التي يقدم عليها الأميركي، من يقول أنها ستبقى من دون رد فعل، أنتم مخطئون عندما يشعر أيّ فصيل أو جزء من محور المقاومة انّ هناك وضعاً خطيراً ما يتهددنا ويتهدد شعبنا وقضايانا الرئيسية، من قال إننا سنكتفي بالاستنكار».

وأكد أنّ »من حقنا ومن واجبنا الأخلاقي أن نواجه كلّ أولئك الذين يمكن بإجراءاتهم أن يهدّدوا شعبنا أو بلدنا أو مقاومتنا ولكن بطبيعة الحال يدنا مفتوحة وخياراتنا مفتوحة لكن في الوقت المناسب عندما يكون هناك إجراء بحاجة إلى ردّ فعل سيكون هناك ردّ فعل مناسب».

ما يفعله الإيرانيون قدوة

وعبّر »عن خالص مشاعرنا إلى جانب أهلنا والشعب الإيراني الشريف»، لافتاً إلى أنّ »ما يفعله الإيرانيون اليوم قدوة ونموذج إنساني وأخلاقي في مقابل الوحشية الإنسانية الأميركية، أميركا التي تمنع المساعدات من الوصول إلى اليمن وتمنع الإيرانيين في الخارج من إرسال الأموال إلى عائلاتهم».

مجازر وشعب محاصر في اليمن!

وفي ما خصّ الحرب على اليمن، أشار السيد نصرالله إلى أنّ أربع 4 سنوات مضت عليها ولا أحد يرى ذلك وهناك جيوش تحارب شعباً أعزل ومظلوماً لا يزال صامداً ويزداد قوة، لافتاً إلى أنّ هذا العدوان على اليمن هو عدوان أميركي سعودي بريطاني إسرائيلي».

أضاف »في الأصل عندما بدأت »عاصفة الحزم» كان هناك رهان أنه إذا استطاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو القيادة السعودية أن تحسم المعركة خلال أسابيع قليلة، لو هُزم اليمنيون ماذا كان سيحصل لو انتصرت السعودية في اليمن خلال أسابيع أو أشهر؟ ومن كان سيدفع ثمن انتصار بن سلمان في اليمن هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطنية لأنّ السعودية غارقة في موضوع تصفية القضية الفلسطينية وتسويتها لصالح اسرائيل».

وأشار السيد نصرالله إلى أنه »كان سيقدّم هذا النصر بشكل مضلل وبشكل مضخم وسيقدّم هذا الرجل كقائد للأمة العربية. هزيمة السعودية على أيدي الجيش واللجان الشعبية في اليمن هي اليوم تحمي القدس وفلسطين وكلّ أرض عربية ما زالت تحت الاحتلال ويهبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإسرائيليين والصهاينة، وأضيف اليوم أنّ هؤلاء المظلومين في اليمن، هم في النتيجة أيضاً يقاتلون ويدافعون من أجل أن يبقى بعض الكرامة لحكومات وشعوب دول الخليج بالإضافة إلى أنّ هؤلاء اليمنيين يدافعون عن أعراضهم وأرضهم».

طريق الخلاص الوحدة والمقاومة

وعن الانتخابات الاسرائيلية، قال السيد نصرالله »الآن بعد الانتخابات الإسرائيلية وعلى الأرجح بنيامين نتنياهو سيعود إلى تشكيل حكومة يمينية صهيونية، نحن أمام مرحلة جديدة في العلاقة بين ترامب ونتنياهو، وترامب يقدّم الهدايا لنتنياهو، سنكون أمام استحقاق كبير يتعلق بحدودنا البرية والبحرية. القلق الذي أبداه بعض المسؤولين على مصير تلال شبعا هو قلق صحيح لكن المسألة ترتبط بارادتنا الوطنية وليس بإرادة ترامب».

أضاف »طبعاً أمام المستجدات وبعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التي لم تؤدّ إلى نتائج، السياسة الأميركية التحريضية مستمرة لبث الفتنة في لبنان، نحن لسنا في حالة تراجع وصعودنا يثير قلق ترامب».

وأشار إلى أنه »يجب أن يعرف اللبنانيون أنّ مصلحتهم في التضامن وعدم الاستماع للتحريض الأميركي الذي دمّر بلداناً حولنا»، وطلب »من الشعب اللبناني عند سماع ترامب وبومبيو أن يستحضروا أمام أعينهم الدول التي دمرها التدخل الأميركي والإسرائيلي والتي حطمها التآمر الأميركي الإسرائيلي وبعض المال الخليجي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى