أريدك أخيراً

أصِلُ إلى باب منزلي فأخرِجُ رزمةَ المفاتيحِ من حقيبتي وسط هذا الظّلام الذي يستحوذُ على مدينتنا.

أبدأُ بتجريبها واحداً تلو الآخر

وفي كلّ مرّةٍ لا يستقيمُ إلّا الأخيرُ منها !

عندما أحتاجُ إلى حذائي ذي اللّونِ الأحمرِ

خلالَ ثوانٍ

يختفي كلُّ أثرٍ لهذا اللّونِ من الوجودِ ولا يعاود

الظّهور إلّا مع آخرِ علبةٍ للأحذيةِ !

كلّما احتجتُ لإبرازِ هويّتي الشّخصيّة في إحدى دوائرِ الدّولةِ

تغوصُ يدي في حقيبتي فتتقيّأُ هذه الحقيبة عشرات محتوياتها إلّا هويّتي المطلوبة !

البارحة مثلاً وبعد أنْ انتابني وجعٌ لئيمٌ في معدتي

قرّرتُ الاتّصالَ بالطّبيب

فبدأتْ رحلةُ البحثِ عن البطاقةِ التي تحتوي على رقم هاتفِ الطّبيبِ

فعثرتُ على بطاقةٍ لطبيبِ الأسنانِ وأُخرى لطبيبةِ الجلدِ

وثالثةٍ لم أرها في حياتي قط ولم أسمع عن اسم الطّبيبِ المدوّن عليها !

أمّا ما أدهشني فهو عثوري على بطاقةٍ لطبيبٍ مختصٍّ بالقلب

وهل هناك علاجٌ للقلوبِ؟!

وعندما عثرتُ على البطاقةِ المُرادةِ

كان الألمُ قد تلاشى من تلقاءِ نفسه

وكعادتي قرّرتُ أنّه ألمٌ عارض ولن يعودَ ثانيةً !

هل علمتَ الآن لماذا لا أريدكَ إلّا الأخيرَ !

ريم رباط – سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى