أهالي الشوير ـ عين السنديانة وكفرحزير والكورة والقوميون ودّعوا في مأتم مهيب المأسوف على شبابها أمل حنا العيناتي مجاعص

غيّب الموت المأسوف على شبابها أمل حنا العیناتي زوجة المهندس رستم مجاعص، وقد نعتها العائلة والحزب السوري القومي الاجتماعي وعموم عائلات كفرحزير والكورة والشوير وعين السنديانة.

وفي موكب مهيب نقل الجثمان من مستشفى النیني ألى ضهور الشویر، وكان لقاء وداعي مؤثر في بلدة كفرحزير عبر فیه أهالي كفرحزیر والكورة عن أصدق مشاعر الحزن، لما كانت تتمتع به الفقيدة من حضور ومناقبية، وقد حمل النعش على الأكفّ في شوارع البلدة بمشاركة منفذ عام الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي د. جورج برجي وأمناء وأعضاء هيئة المنفذية ومسؤولي الوحدات.

ومن كفرحزیر انطلق الموكب الى ضهور الشویر حیث أقيم استقبال شارك فيه إلى جانب العائلة الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، عضو المجلس الأعلى نجيب خنيصر، منفذ عام منفذية المتن الشمالي سمعان خراط وأمناء ورئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي وأعضاء هيئة المنفذية وحشد من القوميين والمواطنين.

وقد حمل نعش الفقيدة على الأكفّ الى كنیسة مار جرجس حیث أنشدت جوقة من جمعیة سیدات الشویر مجموعة من التراتیل.

فخورون بأمهات وبزوجات مثل الفقيدة أمل

ثم اقیمت الصلاة لراحة نفس الفقیدة برئاسة المطران الیاس الكفوري الذي ألقى كلمة جاء فیها:

اننا نحیا على الرجاء لأننا نؤمن بالقیامة والحیاة الأبدیة كما يؤكد بولس اننا سوف نقوم مع المسیح في قیامته. انّ المؤمن لا یموت حین ینتقل من هذه الحیاة الدنیا انما ینتقل من الموت الى الحیاة لأنّ معنى الموت عندنا هو غیر الذي یفهمه البشر لا سیما غیر المؤمنين. الموت هنا هو البعد عن الله الاستسلام للخطیئة أما المؤمن فهو حي الى الأبد لأنه یستمدّ حیاته من الله، وانّ الفرح الأبدي لا یمكن أن ینتزعه أحد من المؤمنين بعد القیامة. یجب ان لا نحزن على الفقیدة التي نودّعها الآن لأنها هي لیست حزینة بل هي فرحة بالرب ولقائه تذهب لترتاح هنالك بجوار الرب بعد ذلك العطاء الكبیر الذي أعطته في حیاتها حتى انها نذرت نفسها من اجل احبائها عملاً بقول السید: «لیس حب أعظم من هذا ان ینذر الإنسان نفسه لأحبائه».

اننا فخورون بأمهات من هذا النوع وبزوجات وفیات لأزواجهن مثل أمل. إنّ الكنیسة تغبط سیدات من هذا النوع لأنهن یشبهن العذارى الحاضرات في كلّ لحظة للقاء الرب الذي تفرح به الآن. انها ابنة بیت وطني مؤمن واقترنت ببیت وطني مؤمن، نفخر بهاتین العائلتین ونعتز بهما. انها تذهب الیوم لترتاح بجوار ربها وتطلب المكافأة منه في حیاتها الأبدیة مع الأبرار والقدیسین.

نفوسنا فرضت حقیقتها على هذا الوجود

ثم ألقت السیدة هناء رستم ارشبولد شقیقة زوج الفقیدة كلمة جاء فيها: انّ رحیلك یا أمل مرّ وصعب ومؤلم جداً، نأسف على شبابك الغالي، رحلت یا امل وأنت في ربیع العمر، لقد أمضیت حیاتك تعملین جاهدة لتقدّمي لعائلتك أفضل ما لدیك، وأفنیت كبدك حتى یكبر فلذات كبدك حتى عندما كانت حالتك حرجة جداً كان كلّ همّك ان ننتبه لأولادك وقد أوصيت والدتي الغالیة أم رستم واختي الحبیبة سمر ان تهتما بأولادك لأنك كنت تشعرین بأنك ستغادرین .

رحیلك یا أمل مؤلم وعزاؤنا الوحید اننا فقدنا أملاً وتركت لنا آمالاً. نشكرك من عمیق قلوبناعلى كرمك المعطاء ونعدك یا أمل باننا سنعمل جادين بكلّ ما أوتینا من عزم ومقدرة وبكلّ ما أعطانا الله من قوة حتى نحقق احلامك ونرفع أولادك الى أعلى قدر.

نامي یا جمیلة العینین، ولا تقلقي أبداً یا حبیبتي. إنك ملاك طاهر، أنت في مكان حیث لا وجع ولا عناء ولا دموع هنیئا لهذه الجنة بملاكها الطاهر.

اودّ أن أقدّم تعازيّ الحارة لأهل فقیدتنا الغالیة، وأخصّ بالذكر والدتها السیدة نجوى العیناتي واخواتها عبیر ومریان اللتین قدمتا من الولایات المتحدة لتكونا إلى جانب العائلة وأیضاً أخصّ بالتعازي جمیع أعمامها وعماتها لا سیما الدكتورة أدلیت عیناتي خریاطي وزوجها النقیب الدكتور نسیم خریاطي لما قدّما من تضحیات.

شكراً جزیلاً یا دكتورة ادلیت على كلّ الجهود التي بذلتها في سبیل ان تحیا امل. حفظك الله مع جمیع افراد العائلة.

أقدّم تعازيّ الحارة لأخي الغالي المهندس رستم مجاعص الذي فقد رفیقة دربه وحبیبة قلبه وهي في ریعان شبابها كما انني على یقین یا أخي بأنّ اولادكما جولیانا، جاد، زیاد، دیالا، رواد وعماد سیعملون جاهدین لیكونوا القدوة التي یفتخر بها أمل ورستم.

قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقیقتها على هذا الوجود، شكرنا القومی لكلّ من أتى من قریب ومن بعید وشارك في هذه المناسبة الألیمة، شكراً لجمیع الهیئات السیاسیة، والحزب السوري القومي الاجتماعي والوزراء والنواب وجمیع البلدیات والمخاتیر الذین أتوا والجمعیات الخیریة ورجال الدین المحترمین.

قدوة لأمهات بلادي وأجيالها

ثم القى عمّ الفقیدة جورج العیناتي كلمة جاء فيها:

كزنبقة عاطرة عبرت هذا الوجود ونشرت عطرك أینما حللت، نشرت براءة الزهور وعبیر الحب والوفاء لتصبح سیرة حیاتك القصیرة كعمر الزنابق العظیمة البهیة في عالم الخالدین، مثلاً تقتدي به أمهات وأجیال بلادي.

عشقك المقدّس ووفاؤك النادر لعائلتك العصامیة المجتمعة على قیم الوفاء للأرض والإنسان، تجلى یوم رحیل عمتك الرائعة عفیفة التي سبقتك الى عالم الخالدین في شباط الفائت وترك رحیلها في روحك وقلبك حزناً صامتاً قاتلاً. وكأنما أنت اخترت اطلاق رسالة الخلود الجدیدة بأن نحیا معاً أحراراً أعزاء، ونموت معاً متحدي الأرواح والقلوب، لقد تجلى هذا الوفاء عشقاً رائعاً لشبلاتك واشبالك الستة: جولیانا، جاد، دیالا، زیاد، رواد وعماد الذین أثبتت بتربیتك النادرة لهم أنك رمز للأمهات الممیّزات في تاریخ هذا الوطن.

تتلمذت في مدرسة فقید العطاء الإنساني حنا العیناتي، وحملت المشعل الرسولي لینتقل بالقدوة إلى جمیع أولادك ومن حولك لیهب لهم المستقبل المشرق الواعد بالخیر والسلام والأمل یا أمل العطاء والوفاء وإنكار الذات.

ولئن تركت برحیلك في صدورنا جرحاً دامیاً وحزناً عمیقاً، لكن الفرحة كبیرة بالأثر الرائع الذي تركت مع الحبیب رستم العصامي المحترف للعطاء الإنساني النادر. انّ نبع العطاء والحب الذي تركت لورود تحمل مشاعل هذا الحب وهذا العطاء هو نبع متجدّد الى الأبد منتصر على الموت بقیم الأعمال الحیة.

وختم:

حزيناً يطلّ النهار

يسائل عنك المدى والقفار

يسائل أين رفيقة روحي

وأين عيون تضيء الديار

وأين تغاريد صوت شجيّ

جميل نديّ كشدْو الكنار

حيياً يغيب النهار يرافقه طهر

عينيك ينشر نبلك نوراً وغار

بشهر الورود وشهر الربيع

نثرت عبيرك في كلّ دار

لطهرك تهفو الحقول

تهلّ الزنابق ترنو النضار

على ثغرك الحلو كلّ حكايا

الربيع وعشق الحياة وخمر الجرار

تزول الجبال وتغنى الفصول

لكن طهرك يبقى منار

تطلين اضمامة من عبير

تطلين مشتل حب ووعد اخضرار

نقلت الربيع الى جنة الخلد

حيث لك المجد يهفو انتظار

وحيث تنامين وسط تراب الشوير

هنالك صار لقلبي مزار

التعازي

هذا وقد غصّت قاعة التعازي في ضهور الشوير وفي كفرحزير بالمعزين، وكان في مقدّم المعزين رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، ورئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل وعدد كبير من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمكتب السياسي والمسؤولين، ووزراء ونواب وشخصيات وفاعليات ووفود شعبية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى