بحضور فنّي عربي وسوري لافت حفل انطلاق «مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة» في دمشق… مطرّز بألوان الحياة

دمشق – آمنة ملحم

للسنة السادسة على التوالي تواصل المؤسسة العامة للسينما دعمها للمواهب الشابة وتبنّيها لأفكارهم ومقترحاتهم ضمن «مهرجان سينما الشباب».

وبحفل فنّي متلوّن الفقرات مازجاً بين العرض المسرحيّ والرقص والموسيقى برفقة شاشة عرض عكست بصمات السينما بتوقيع المخرج مأمون الخطيب، أطلق المهرجان، حيث بدا المسرح مزركشاً بألوان الحياة مفعماً بالحيوية غنيّاً بالتفاصيل ضمن أصول مسرحيّة فنية تليق بالمهرجان الذي ضمّ ضيوفاً من مصر ولبنان بتظاهرة عنوانها دعم الشباب السوري الموهوب من ذوي الهواجس المرتبطة بالصورة والألوان والفكر المفعم بالإبداع كسلاح ثقافي ضدّ كلّ أشكال السلاح والعنف.

وحضر الحفل الذي جاء برعاية رئاسة مجلس الوزراء وزير الثقافة محمد الأحمد ممثل راعي الاحتفال، ووزير السياحة محمد رامي مارتيني وسفير جمهورية الصين الشعبية ومعاوني وزير الثقافة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالشأن السينمائي .

وفي كلمة له لفت وزير الثقافة الأحمد إلى أن مهرجان سينما الشباب، أصبح واحدة من المحطّات المهمة في سياق دعم الحكومة السورية للكفاءات الشابة، وأضحى هذا المهرجان عيداً حافلاً بالجمال، وأن مشروع دعم سينما الشباب ليس نموذجاً على الكيفية التي ينبغي أن نعامل بها المواهب الشابة فحسب، وإنّما هو أيضاً مثال باهر على استمرارية الإبداع الخلاّق من جيل إلى جيل، وعلى العطاء المتبادل بين الأجيال الفتية والأجيال الأكبر سنّاً. فليس الشيوخ وحدهم من يزوّدون الشباب بزاد خبرتهم ومعرفتهم، وإنما الشباب أيضاً يمنحون الشيوخ قبساً من حماسهم وطزاجة أفكارهم.

أعتقد أن شبابنا الموهوبين المبدعين يثبتون للعالم من حولنا شيئاً مهماً مفاده أن هذه الحرب الكونيّة التي تشنّ منذ حوالي ثماني سنوات على سورية لن تقلل من عزيمتنا ولا من قدرتنا على تذوق الجمال وصنعه. أنا لا أمل من التكرار في كل مناسبة بأن الفعل الثقافي هو فعل مقاوم للموت والخراب وهو وقفة في وجه الفكر الظلامي الذي يسعى لجرنا إلى الوراء قروناً طويلة.

بدوره مدير المهرجان مراد شاهين أكّد أنه يوم خاص جداً نحتفي به بالسينما السورية الشابة عروساً متفرّدةً في الحسن والجمال. كيف لا ونحن نلتقي بها سنةً بعد أخرى بعزيمةٍ متجددةٍ وإيمانٍ ورغبةٍ قويةٍ بالحياة، يعلو صوتها فوق كل صوت، وحالها يقول: سوريةُ هنا كانت منذ بدء الخليقة وما زالت وسيبقى نورها وهَّاجاً يضيء سواد الليل وستبقى تشعّ نوراً ومعرفةً وحكمةً على مرّ الزمان. تمثل أبهى صور الجمال على وجه الأرض، تنثر إرثها وحضارتها عبقاً فواحاً يعمّ أرجاء المعمورة بأكملها .

وتابع شاهين: نحن اليوم إذ نحاول أن نسجّل بالسينما لحظةً جميلةً من هذا التاريخ، نسجّلها لتبقى السينما حيةً في قلوبنا وعقولنا ولندرك أهميتها عندما تكون وثيقة لغدنا ولأجيالنا القادمة ولنؤكّد أهمية دور الشباب السوري والعربي في حفظ إرثهم وحضارتهم وماضيهم وحاضرهم .فطوبى لكل الشباب الحالم والراغب في إثبات نفسه وإثبات موهبته. وطوبى لكل من اختار السينما لتكون أداته وشريكة حياته في التعبير عن هواجسه وآماله. وطوبى لهذا الفنّ العظيم لأنه أعطانا وعلّمنا الكثير.

وتتضمّن هذه الدورة من المهرجان مسابقتين، الأولى مسابقة أفلام دعم سينما الشباب، والثانية مسابقة الأفلام القصيرة الاحترافية.

وأعلن خلال الحفل عن لجنتَي تحكيم المسابقتين، حيث سيترأس لجنة أفلام دعم سينما الشباب المخرج نجدة أنزور وعضوية كل من الدكتور سمير جبر، الفنانة رنا جمول، والناقد السينمائي علي العقباني. أما مسابقة الأفلام العربية الاحترافية القصيرة فسيكون في رئاستها المخرج جود سعيد، وفي عضويّتها كلّ من الممثلة اللبنانية دارين حمزة والفنانة التونسية فاطمة ناصر التي تغيّبت عن الحفل لظرف خاص .

ورافقت الحفل تكريمات عديدة قلّدها وزير الثقافة برفقة وزير السياحة ومدير مؤسسة السينما لعدد من المبدعين السينمائيين وهم بسام لطفي، ديمة قندلفت، عدنان سلّوم، محسن غازي، ومن العراق المخرجة عايدة شليبفر، ومن لبنان الفنانة كارمن لبّس، ومن مصر الكاتب والمنتج فاروق صبري، والفنانة سمية الخشاب.

وعلى خلفيّة المهرجان لفت المخرج نجدة أنزور إلى أن المهرجان تظاهرة سينمائية للشباب الذين هم رصيد الوطن للمستقبل، مؤكداً أن المواهب الحقيقية ستأخذ فرصها وجوائز تستحقها، وأن الافلام المطروحة منتقاة من لجنة تحكيم سابقة واللجنة الحالية ستقيم النتائج.

ونوّه أنزور بأن الأفلام عموماً تحمل تطوراً عن الأعوام السابقة، وأن هناك اهتماماً أكبر بالصورة والموضوع، وتبقى التجارب عموماً عبارة عن أفكار قصيرة تقدّم بمدة تتراوح بين خمس دقائق وربع ساعة زمنية وتحمل هذا العام أفكاراً جديدة وجريئة وهي أفكار جيدة بشكل عام، متمنياً أن تتطور أكثر في الأعوام المقبلة.

بدورها الفنانة رنا جمول أعربت عن سعادتها بأن تكون ضمن لجنة تحكيم أفلام الشباب الذين لديهم طاقات وإبداعات تشكّل هذه التظاهرة بوابة لعرضها وهي خطوة مهمة جداً من وزارة الثقافة تجاه الشباب.

ولفتت جمول إلى أنها بعد متابعة أوليّة للأفلام لمحت وجود خيال وأفكار جميلة وبعض الأفلام حقّقت شرط الفيلم القصير وبعضها خارج الشرط إلا أنها اجمالاً تجارب جيدة.

من جانبها الفنانة اللبنانية دارين حمزة أكّدت أهمية الخطوة كعضوة لجنة تحكيم في مهرجان لسينما الشباب والأفلام القصيرة التي تحمل أفكاراً جميلة للشباب، متمنية ان تعود دمشق مركزاً أساسياً للفنّ فهي كانت كذلك منذ أقدم العصور.

وعن المعايير التي تحكم اللجنة أكدت حمزة بأن الإنصاف هو عنوان عمل اللجنة وأن المتميّز سيأخذ حقه لأنه في المستقبل سيُسهم برفع سوية السينما السورية.

ومن المكرّمين أعرب الفنان القدير بسام لطفي عن فخره بالتكريم من وزارة الثقافة ومؤسسة السينما التي قدّم معها أول فيلم لها ومن ثم شارك بأفلام عديدة نالت جوائز كثيرة، مؤكداً على أهمية تكريم الفنان في حياته ما يمنحه الفخر بما قدّمه ويشعر بأنه لقي التقدير المناسب.

وأكدت الفنانة ديمة قندلفت أن لهذا التكريم خصوصية كبيرة لديها لكونه يعكس تقديراً لتجاربها السينمائية داخل البلد، ويؤكد بأنها أثمرت وتركت أثراً، ويشكّل دفعاً لتقديم الأفضل في المستقبل.

من جانبها الفنانة اللبنانية كارمن لبّس أعربت عن سعادتها الكبيرة للتكريم في سورية وفي مهرجان للشباب تحديداً، فالشباب هم الوطن والمستقبل، مؤكدة بأن هذا المهرجان ردّ على الجميع بأن سورية باقية صامدة واقفة لا تركع رغم الأزمة، وما لحقها من أزمات اقتصادية، وأن مع هذا المهرجان يثبت الشباب بأن سلاحهم هو الفنّ والسينما سلاح الرقي والجمال والتمدّن والحضارة وليس سلاح القتل.

وأكّدت الفنانة المصرية سمية الخشاب بأن سورية لطالما كانت بلدها الثاني وأهلها هم أهلها ولطالما حصدت فيها التكريمات واليوم سعادتها كبيرة بالتكريم مجدداً بدمشق.

هذا وتمتدّ الدورة من 23 نيسان ولغاية 28 منه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى