مسيرات طلابية في الجزائر وسط إجراءات أمنية مشددة ودعوات إلى فتح حوار وطني مع الأحزاب السياسية

أغلقت الشرطة الجزائرية أمس، الطرق المؤدية للبرلمان بشاحناتها، وضربت طوقاً أمنياً حول ساحة البريد المركزي، وسط العاصمة، بالتزامن مع مسيرات طلابية بمناسبة اليوم الوطني للطلاب.

وخرج آلاف الطلبة الجزائريين، في مسيرة حاشدة بالعاصمة ومدن أخرى، واحتشدوا في ساحة البريد المركزي بالعاصمة، رافعين شعارات رافضة للانتخابات ومطالبة بتنحي رموز نظام بوتفليقة.

وحاول المتظاهرون التوجّه إلى مقر المجلس الشعبي الوطني البرلمان ، بعد أن منعتهم قوات الأمن من الاعتصام ببناية البريد المركزي.

ويسعى الطلبة من خلال هذه التحرّكات إلى التأكيد على إصرارهم وتمسكهم بمطالبهم الرافضة لمشاركة الشخصيات التي كانت مقربة من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، في المرحلة الانتقالية وفي تنظيم الانتخابات المقبلة.

وطالبت شخصيات جزائرية بارزة القيادة العسكرية بـ»إطلاق حوار صريح ونزيه مع الأحزاب السياسية وممثلي الحراك الشعبي لإيجاد حل توافقي للأزمة في البلاد».

وفي بيان لهم طالب وزير الخارجية السابق أحمد طالب الإبراهيمي، واللواء المتقاعد رشيد بن يلس، والوزير السابق علي يحيى عبد النور بـ»الاستجابة لمطالب المتظاهرين وبدء مرحلة انتقالية توضع خلالها الآليات والتدابير اللأزمة لإجراء انتخابات مستقلة ونزيهة».

وحذّر البيان من «حالة الانسداد السياسي ومن توترات إقليمية تفاقمه»، مضيفاً أن «حالة التوتر القائم في محيطنا الإقليمي، وهذه الحالة الناجمة عن التمسك بتاريخ الرابع من يوليو تموز المقبل، لن تؤدي إلا إلى تأجيل ساعة الميلاد الحتمي للجمهورية الجديدة، فكيف يمكن أن نتصوّر إجراء انتخابات حرة ونزيهة ترفضها من الآن الأغلبية الساحقة من الشعب، لأنها من تنظيم مؤسسات ما زالت تديرها قوى غير مؤهلة معادية للتغيير والبناء».

وناشد عبد الله جاب الله رئيس تكتل قوى المعارضة في الجزائر المؤسسة العسكرية بـ»الاستجابة لمبادرة الشخصيات الثلاث التي دعتها إلى فتح حوار وطني مع الطبقة السياسية».

يأتي ذلك بعد مطالبة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني رئيس البرلمان الجزائري بـ»التنحي»، في حين استجوب القضاء رئيسي الوزراء السابقين في قضايا فساد قبل إطلاق سراحهما، وسط تظاهرات جديدة.

وكانت الشرطة الجزائرية قد منعت المتظاهرين من الوصول إلى منصة البريد المركزي لرفع شعارت تطالب برحيل بقية رموز النظام. وأغلقت الشرطة منافذ العاصمة الجزائرية وحجزت لافتاتٍ تدعو للفتنة، بحسب ما نقلت مواقع للتواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى