البحرية الإيرانية تغيث 44 بحاراً وسفينة كورية تنقذ طاقم ناقلة نفط نرويجية

تمّ استهداف ناقلتي نفط عملاقتين في بحر عُمان، صباح أمس، محملتين بالخام من الخليج، وشبّت حرائق هائلة على متن الناقلات المستهدفة، فيما وجهت الناقلتان المستهدفتان نداءات استغاثة، وسط معلومات عن «غرق وشيك لإحداهما».

وأشارت موانئ باكستان وسلطنة عمان أنها تلقت «نداءات استغاثة من ناقلتي نفط في بحر عُمان».

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية عقب الحادث «نشعر بالقلق الشديد حيال حادثة ناقلتي النفط في بحر عمان لكونها فعلاً مريباً في توقيت حساس».

وعبّرت الحكومة الإيرانية عن قلقها وأسفها من تفجير ناقلتي نفط في بحر عمان وقالت إن على جميع البلدان الحذر من الوقوع في فخّ كل مَن يستفيد من عدم الاستقرار في المنطقة. وأضافت في بيان: «نحن جاهزون للتعاون من أجل ضمان الأمن في المنطقة بما في ذلك الممرات البحرية الاستراتيجية».

وقال وزير الخارحية الإيراني محمد جواد ظريف إنّ «الحوار الإقليمي الذي تقترحه إيران أصبح أمراً حتميّاً». وأشار إلى أن «الهجمات على ناقلات نفط ذات صلة باليابان وقعت بالتزامن مع لقاء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والمرشد السيد علي خامنئي».

وحذّرت طهران، من «الوقوع في ما أسمته بالفخ بعد استهداف ناقلتي نفط بخليج عمان»، مؤكدة استعدادها لـ»التعاون لتأمين المياه في المنطقة».

وقال الناطق باسم الحكومة، علي ربيعي، «نشعر بقلق شديد وأسف عميق حيال حادثة ناقلتي النفط المملوكتين لليابان في بحر عمان»، مضيفاً: «على جميع بلدان المنطقة أخذ الحيطة والحذر لعدم الوقوع في فخ كل مَن يستفيد من عدم استقرار المنطقة».

وأكد الناطق باسم الحكومة أن «إيران مستعدة للتعاون الأمني في المنطقة لضمان أمن واستقرار المنطقة، وخاصة في المياه الإقليمية».

من جهته، قال التلفزيون الإيراني إن «الناقلة تحركت من ميناء الروس في قطر باتجاه تايوان وكان على متنها 23 شخصاً، وأنه بعد ساعة من تعرّض السفينة الأولى للحادث تعرضت ناقلة نفط أخرى للاشتعال».

ولفت إلى أن «إحدى الناقلتين تعرضت للحادث في تمام الساعة 8.50 دقيقة وكانت ترفع علم جزر مارشال».

وذكر التلفزيون أن «الناقلة الثانية كانت ترفع علم بنما وكانت متجهة من أحد الموانئ السعودية إلى سنغافورة»، مشيراً إلى أنه «تمّ انتشال طواقم الناقلتين ونقلهم بواسطة سفينة عابرة وتسليمهم إلى سفن الإنقاذ الإيرانية». وقالت الوكالة الإيرانية الرسمية إن «إيران أغاثت 44 بحاراً منه».

فيما قال مدير شركة «كوكوكا سانجيو» اليابانية للشحن إن «إحدى ناقلات الشركة تعرّضت لهجوم قرب مضيق هرمز».

وأوضح يوتاكا كاتادا مدير الشركة أمس، خلال مؤتمر صحافي أن «السفينة أصيبت مرتين في غضون 3 ساعات قبل أن يتم إجلاء طاقمها بأكمله».

وأضاف أن «الشركة تلقت نبأ الهجوم لأول مرة في حوالي الساعة 4:00 بتوقيت غرينيتش».

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن الناقلة تدعى «كوكوكا كاريدجس»، وهي واحدة من ناقلتين تقول شركتا شحن ومصادر بالقطاع إنّهما تعرّضتا لما يشتبه بأنها هجمات في خليج عمان.

وأفادت الهيئة بأن «الناقلة كوكوكا كاريدجس كانت تحمل 25 ألف طن من الميثانول». ويأتي الهجوم بعد شهر من واقعة مشابهة تعرّضت فيها 4 ناقلات لهجوم في المنطقة.

بدورها، أنقذت سفينة مملوكة لشركة الشحن الكورية الجنوبية «هيونداي ميرشانت مارين» جميع أفراد طاقم ناقلة النفط النرويجية فرونت ألتير البالغ عددهم 23 شخصاً بعد اشتعالها في خليج عمان.

وتلقت سفينة الشحن «هيونداي دبي» التابعة لـ»هيونداي ميرشانت» مكالمة استغاثة من الناقلة النرويجيّة في حوالي الساعة 6:40 من صباح أمس بالتوقيت المحلي واقتربت من «فرونت ألتير».

وقالت «هيونداي ميرشانت» إن جميع أفراد طاقم «فرونت ألتير» تركوا الناقلة بأمان وانتقلوا إلى «هيونداي دبي»، التي تبلغ حمولتها 30 ألف طن عن طريق قوارب الإنقاذ. واستغرقت عملية الإنقاذ 74 دقيقة، وسلم أفراد الطاقم إلى السلطات الإيرانية، بحسب الشركة.

وأشارت «هيونداي ميرشانت» إلى أن النيران اشتعلت في «فرونت ألتير» بعد سماع صوت 3 انفجارات. والناقلة النرويجيّة واحدة من ناقلتي نفط استهدفتا في خليج عمان.

فيما ذكرت صحيفة نرويجية أنه «تمّ نقل جميع أفراد طاقم الناقلة فرنت ألتير الثلاثة والعشرين إلى مكان آمن»، وأكدت شركة فرنت لاين أن «الناقلة مشتعلة».

وقالت شركة «بي.إس.إم» السنغافورية إن الناقلة «كوكوكا كاريدجس تعرّضت لأضرار جراء الحادث».

فيما قالت وكالة بلومبيرغ الأميركية إن «الناقلتين كانتا ترفعان علمي جزر مارشال وبنما». ونقلت الوكالة عن مدير الناقلة كوكوكا كوراجس قوله إن «السفينة كانت تبحر من السعودية باتجاه سنغافورة، وأن خزان السفينة المليء بالميثانول أصيب جراء الهجوم».

وكالة أسوشيتد برس الأميركية ذكرت أن البحرية البريطانية دعت إلى «الحذر الشديد بعد حادث غير محدد في خليج عُمان».

وأعلنت السلامة البحريّة البريطانية «حالة التأهب في عمليات التجارة البحرية في بحر عُمان بعد الحادث الذي وقع فيه».

بدوره ذكر موقع «عصر إيران»، أن «الهجوم تمّ على بعد 30 كم من ميناء جاسك الإيراني جنوب البلاد»، مضيفاً أن «إحدى الناقلتين كانت تحمل مادة الميثانول شديدة الاشتعال وأن إطفاء الحريق سيكون عملية خطيرة».

ويأتي الحادث بعد شهر من تعرّض 4 سفن تجارية لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات قبالة الفجيرة، وحملت أعلام السعودية والإمارات والنرويج، وهو الحادث الذي أشارت واشنطن بأصابع الاتهام فيه إلى إيران.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى