السفير آلا يدعو «حقوق الإنسان» لمحاسبة كيان الاحتلال على جرائمه في الجولان

جدّد مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير حسام الدين آلا التأكيد على أن حق سورية السيادي باسترجاع كامل الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرف وغير خاضع للتقادم، مشدداً على رفضها كل إجراءات سلطات الاحتلال الصهيوني فيه.

وقال السفير آلا في بيان سورية أمام الدورة الحادية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان «البند السابع» حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى أمس: ترحّب سورية بمناقشة المجلس انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في فلسطين وفي الجولان السوري المحتل وتشدّد على أهمية المساءلة عن تلك الانتهاكات وعدم إفلات مرتكبيها من العقاب مجدداً رفض سورية محاولات سلطات الاحتلال الرامية إلى تكريس احتلال الجولان وإدانتها الإعلان غير الشرعي للإدارة الأميركية بشأن الجولان المحتل ومحاولتها التنصّل من موجبات قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي اعتبر فرض قوانين الاحتلال الصهيوني وإدارته على الجولان لاغياً وباطلاً ولا أثر قانونياً دولياً له.

وأوضح السفير آلا أن استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة منذ 52 عاماً لميثاق وقرارات الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني وللحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني ولأهلنا في الجولان السوري المحتل يحمّل مجلس حقوق الإنسان وآلياته الخاصة مسؤولية التحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة كيان الاحتلال على جرائمه وممارساته العدوانية، لافتاً إلى استمرار الاحتلال بممارساته التعسفية ومواصلة استيلائه على أراضي وممتلكات الفلسطينيين وأهلنا في الجولان وسرقة مواردهم الطبيعية وإصدار أحكام طويلة بالسجن بحقهم كما هو حال عميد الأسرى السوريين صدقي المقت والتهجير التعسفي والتغيير الديمغرافي في انتهاك للقانون الدولي الإنساني والقرارات الصادرة عن مختلف هيئات الأمم المتحدة.

وجدّد السفير آلا إدانة سورية بأشد العبارات عقد حكومة الاحتلال الصهيوني اجتماعاً في الجولان السوري المحتل في السادس عشر من الشهر الماضي وإقامتها مستوطنة على أراضيه باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومحاولاتها إجبار أبناء القرى السورية المحتلة الحصول على ما تسمّى »الوثائق الصهيونية» البديلة وتهديدهم بالاستيلاء على ممتلكاتهم وإقامة مخطط التوربينات الاستيطاني على أراضيهم ومحاصرتهم في بؤر خانقة وإلحاق الضرر بمصدر معيشتهم.

وشدد السفير آلا على أن الضغوط الأميركية لتقويض البند السابع من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان الذي يتناول انتهاكات الاحتلال الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة وتصويت دول الاتحاد الأوروبي ضد عدد من قراراته وتهديدها بمعارضة القرارات الأخرى تعبّر عن ازدواجية فاضحة وتوفر لسلطات الاحتلال الحماية من المساءلة عن انتهاكاتها وتشجّعها على المضي في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب وعلى الاستمرار في رفض التعاون مع الآليات الأمميّة الموكل إليها التقصي والتحقيق بتلك الممارسات وتضع تلك الدول في مصافي الشريك في الانتهاكات.

وأشار السفير آلا إلى أن إمعان سلطات الاحتلال الصهيوني بانتهاكاتها الممنهجة للقانون الدولي الإنساني وفي ممارساتها التعسفية والقمعية لم ينل من صمود أهلنا في الجولان السوري المحتل، بل زادهم إصراراً على التمسك بانتمائهم الوطني وبهويتهم العربية السورية مشدداً على أن حق سورية السيادي باسترجاع كامل الجولان حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرّف وغير خاضع للتقادم.

وأكد السفير آلا دعم سورية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين تنفيذاً للقرار الأممي 194 ومطالبتها بانسحاب الاحتلال الصهيوني مما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة ودعوتها مكتب المفوض السامي إلى الإسراع بإصدار قاعدة البيانات للشركات العاملة في المستوطنات اليهودية في الأراضي العربية المحتلة تنفيذاً لقرارات المجلس.

ميدانياً، رفضت ألمانيا، أمس، مطالب الولايات المتحدة بنشر قوات برية في سورية، وهو موقف من المرجّح أن يغضب الرئيس دونالد ترامب الذي يريد من المستشارة أنجيلا ميركل أن تلتزم بدور عسكري أكبر في الشرق الأوسط.

وقال ستيفن سايبرت، المتحدّث باسم الحكومة في مؤتمر صحافي: «عندما أقول إن الحكومة تتوخى الالتزام بالتدابير الحالية في التحالف العسكري ضد تنظيم داعش، فإن هذا لا يشمل أي قوات برية، كما هو معروف»، وذلك بحسب وكالة «رويترز».

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد دعت ألمانيا لإرسال قوات برية إلى سورية، لكي تحلّ محل القوات الأميركية هناك جزئياً.

وقال المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سورية، جيمس جيفري، في مقابلة مع صحيفة «فيلت أم سونتاج» Welt am Sonntag : «تدعو الولايات المتحدة ألمانيا لإرسال قواتها البرية». وأضاف: «نحن نريد أن تحل القوات البرية الألمانية محل جنودنا جزئياً».

وأشار المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى أنه يمكن الانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي بمساعدة القوات السورية، ولكن يجب أن يكون أيضاً وجود دولي لدعم الطيران واللوجستيات والتدريب والمساعدة التقنية.

وبحسب «رويترز»، فإنّه من المرجّح أن يغضب رفض ألمانيا طلب الولايات المتحدة نشر قوات برية في سورية، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يريد من المستشارة الألمانية ميركل أن تضطلع بدور عسكري أكبر في الشرق الأوسط.

وفي السياق الميداني، كثفت وحدات الجيش ردّها على اعتداءات الإرهابيين في ريفي حماة وإدلب عبر ضربات بالمدفعية والرمايات الصاروخية ضد مقار ومناطق انتشار إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات التابعة له.

وتعتدي المجموعات الإرهابية بشكل متكرّر بالقذائف الصاروخية على المدنيين وممتلكاتهم والممتلكات العامة في القرى والبلدات الآمنة بريف حماة كان آخرها صباح أمس بسقوط صواريخ عدة أطلقها إرهابيو «النصرة» على قريتي العزيزية والحماميّات أسفرت عن أضرار مادية.

وذكر مصدر أن وحدات الجيش نفذت ضربات مكثفة بالمدفعية والصواريخ ضد تحركات ونقاط انتشار مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة على محور الجبين وتل ملح والحويجة وبلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي الغربي أسفرت عن تدمير نقاط محصّنة عدة ومنصات إطلاق صواريخ عدة.

وبين المصدر أنه تم استهداف مقار وتحصينات مجموعات إرهابية في محيط خان شيخون جنوب إدلب بصليات صاروخية ما أدّى إلى تدمير تحصينات للإرهابيين وعدد من آلياتهم على الطريق الواصل إلى بلدة الهبيط غرباً.

وكانت وحدات الجيش تصدّت قبل يومين لهجوم شنته مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة ومجموعات تتبع له على اتجاه قرية الحماميات من محاور تل الصخر والهبيط وكفر زيتا والأربعين والجبين وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى