روحاني للأوروبيين: عليكم القلق من أميركا وإذا كان تخصيب اليورانيوم سيئاً فلماذا تخصبونه؟

أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن رفضه أن «يكون تخصيب اليورانيوم جيداً للآخرين وسيئاً لإيران»، وخاطب الدول الغربية بالقول: «إذا كان تخصيب اليورانيوم سيئاً فلماذا تخصبونه؟»، معتبراً إنه «لا يجب أن يقلق الأوروبيون من إيران، وانما من أميركا التي وضعت كل الاتفاق النووي تحت أقدامها وزعزعت المواثيق الدولية».

وأكد روحاني أن «إجراءات طهران في تقليص التزاماتها النووية ستكون تدريجية لكنها تصاعدية»، معتبراً أن «الحديث عن التفاوض في ظل العقوبات التي تتسبب بالمشكلات للاقتصاد الإيراني، هو خدعة»، موضحاً أن «زيادة تخصيب اليورانيوم هي لأغراض سلمية وتأتي في إطار الاتفاق النووي».

ولفت الرئيس الإيراني إلى أن «الظروف ستختلف في حال رفعت واشنطن العقوبات عن إيران، واعتذرت منها والتزمت بتعهداتها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015».

فيما أكدت واشنطن في بيان لمجلس وكالة الطاقة الذرية أمس، أنها «مستعدة حتى لإمكانية التطبيع الكامل للعلاقات مع إيران، ولا تزال مستعدة لإجراء محادثات دون شروط مسبقة».

البيان الأميركي للمجلس اعتبر أنّ «توسع برنامج إيران النووي هو محاولة لابتزاز المجتمع الدولي من أجل المال»، مشيراً إلى أنّ «الطريق الذي يسلكه نظام إيران لن يزيده إلا عزلة على الساحة الدولية وسيزيد المخاطر التي تواجهه».

من جهة أخرى، اعتبر روحاني أن «احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية يضر البريطانيين أنفسهم»، مضيفاً أن «هذا عمل سخيف وخاطئ». وأشار خلال اجتماع الحكومة إلى أن «البريطانيين أوقفوا ناقلة النفط في المياه الإسبانية وهم محتلون للمنطقة»، محذراً بريطانيا من «مغبة زعزعة الأمن الملاحي»، معتبراً أنها «هي من بدأت بزعزعة الأمن في البحار عندما احتجزت ناقلة النفط الإيراني في جبل طارق، وأنها ستدرك نتائج عملها».

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه «لا يمكن التعامل مع لندن بعد قرصنتها البحرية باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية»، مشدداً أن «هذا رضوخ من قبل لندن للعقوبات الأميركية النفطية ضدّ طهران».

وكانت ناقلة النفط الإيرانية Grace 1 قد احتجزت من قبل مشاة البحرية الملكية البريطانية في جبل طارق يوم الخميس الماضي، للاشتباه في أنها تحمل نفطاً خاماً إلى سورية.

في سياق متصل، استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني للمستشار الرئاسي الفرنسي إيمانويل بون الذي نقل إليه رسالة من نظيره الفرنسي.

وقال روحاني خلال استقبال بون إن «إيران أبقت باب الدبلوماسية مفتوحاً وهدفها هو تنفيذ تعهدات طرفي الاتفاق النووي بالكامل»، وتمنى أن «تؤدي الفرصة الحالية إلى تنفيذ بنود الاتفاق النووي».

وأضاف «إذا التزم بقية أطراف الاتفاق النووي بتعهداتهم فسنتخذ خطوات جديدة نحو تنفيذ كل التزاماتنا».

من جهته، أكد بون أنّه «رغم الإجراءات الأميركية فإنّ قوة ومكانة إيران في المعادلات الإقليمية والدولية شهدت نمواً لافتاً».

وأشار خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس في طهران، إلى أنّ «الرئيس الفرنسي يسعى لاتخاذ مبادرات مشتركة لوقف الحرب الاقتصادية الأميركية ضد إيران»، مبرزاً أنّ «باريس ترغب باستمرار الحوار والتعاون مع إيران لإدارة الأزمات في سوريا واليمن والعراق ولبنان».

من ناحيته انتقد شمخاني الدور الأوروبي في أزمة الاتفاق النووي، معتبراً أنّ «استقلال أوروبا بات رهينة أميركا»، كما شدد على أنّ «دول الاتحاد الأوروبي يجب أن تقف أمام الأحادية الأميركية للدفاع عن هويتها واستقلالها».

وقال شمخاني خلال اللقاء «انتهى زمن تنفيذ الإجراءات بشكل أحادي ونحن ماضون في طريق خفض التزاماتنا»، موضحاً أنّ «إيران أثبتت قدرتها على إدارة ومواجهة التوترات والتحديات على كافة الصعد الاقتصادية والسياسية والدفاعية»، مضيفاً «لا يمكن الحديث معنا بلغة القوة».

فيما رحبت إيران أمس، بـ»المساعي الفرنسية للحفاظ على الاتفاق النوويّ»، وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي إنّ بلاده «لم تتلقَ مقترحاً رسمياً لعودة أميركا إلى مجموعة 5+1 واللجنة المشتركة للاتفاق».

كما أكد موسوي أنّ إيران «لم تُغلق باب الدبلوماسية وأن أبواب الحوار مفتوحة»، مشيراً الى أنّ «آليةَ الانستيكس قد تكون من بين المواضيع التي سيبحثها مستشار الشؤون النووية للرئيس الفرنسيّ ايمانويل بون في طهران».

الرئاسة الفرنسية كانت قد تحدثت أول أمس عن أنّ «بون سيسعى خلال زيارته لإيجاد عناصر تُسهم في الحدّ من التوتر مع خطوات يجب اتخاذها قبل 15 تموز الحالي»، وهو الموعد الذي حُدد لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبيّ في بروكسل لبحث تطورات الملف النووي الإيراني.

وكان وزير الخارجية الفرنسيّ جان ايف لودريان قد دعا إلى «الدفع باتجاه الحوار بين إيران والولاياتِ المتحدة لتجنّب أيّ تصعيد»، مشدداً على أنّ «مهمة المستشار الدبلوماسيّ للرئيس الفرنسي الذي وصل إلى إيران هدفها خلق مناخ للحوار».

من جهتها أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، أن «الاتحاد يواصل التفاوض مع إيران للعدول عن قراراتها بشأن تجاوز الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى