طهران تنتظر خطوات عملية من الأوروبيين وتحذّر من إعادة برنامجها النووي إلى ما كان عليه موغيريني: الاتفاق النووي مع إيران لا يزال حيّاً والآلية المالية الأوروبية متاحة للمشاركة

قالت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، إن «الاتفاق النووي مع إيران ليس في وضع جيد، لكنه لا يزال حياً ولا يمكن تحديد إن كان في ساعاته الأخيرة».

وأعلنت موغيريني، أن «الآلية المالية بين الاتحاد الأوروبي انستيكس ستكون متاحة لمشاركة دول أخرى لاحقاً»، كما دعت إيران إلى «العودة للالتزام الكامل بالاتفاق».

وقالت موغيريني، في مؤتمر صحافي أمس، عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «هناك بعض الدول من خارج الاتحاد الأوروبي، التي ترغب في المشاركة في آلية انستيكس، وسيكون هذا متاح لاحقا».

وأضافت موغيريني «ندعو إيران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، وكل الخطوات التي اتخذتها خارج الاتفاق النووي، يمكن التراجع عنها مستقبلاً».

وتابعت «الاتفاق النووي ليس بصحة جيدة لكنه على قيد الحياة».

كما قالت موغيريني «نأمل أن تفهم السلطات الإيرانية أننا ملتزمون بالتنفيذ الكامل للاتفاق النووي، لأنه في صالح الأمن العالمي، ونأمل أن تفهم أن من مصلحتها العودة للالتزام الكامل بالاتفاق».

فيما أملت وزارة الخارجية الإيرانية أن «يتمكن اجتماع بروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من اتخاذ قرارات وخطوات عملية مؤثرة ومسؤولة في إطار تطبيق الاتفاق النووي».

وقالت الخارجية الإيرانية أمس، إن «مطالبة طهران بالعودة عن إجراءاتها النووية، من دون إثبات وجود إرادة سياسية وقدرة عملية لدى الجانب الأوروبي في تنفيذ التزاماته، هي تطلعات غير واقعية وتعارض أهداف ونص الاتفاق النووي».

ولفتت إلى أن «الحكومة الإيرانية تدرس بدقة، مواقف وبيانات الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي، وتدرس مدى توافقها مع التزامات هذه الدول في الاتفاق النووي واللجنة المشتركة للاتفاق».

وختمت الخارجية الإيرانية بالتأكيد أن «إيران ستكون ملتزمة بالاتفاق النووي بالمقدار الذي يلتزم به الجانب الأوروبي».

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إنّ «تقليص التزامات إيران النووية هو لمنح الدبلوماسية فرصة».

وذكر أنّ «الهدف من قرارنا بتقليص التزاماتنا النووية هو أن تعود أطراف الاتفاق النووي للعمل وفق مسؤولياتها»، مؤكداً أنّ «طهران ستعيد البرنامج النووي إلى ما كان عليه قبل 4 أعوام إذا لم تلتزم باقي الأطراف بتعهّداتها».

كما لفت المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى أنّ ما تفعله «إيران نحو تعزيز قدراتها النووية يأتي في إطار الاتفاق النووي». وأضاف «يجب أن لا ننسى أننا التزمنا بكل تعهداتنا وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد ذلك».

بالتزامن مع ذلك، يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بروكسل لبحث عدد من المواضيع في مقدمها إيران وأنشطة تركيا قبالة شاطئ قبرص، بحسب ما نُقل عن مصادر أوروبية.

وأوضحت هذه المصادر أن «وزراء دول الاتحاد الـ28 سيناقشون تقليص احتمال التصعيد العسكري بسبب التوتر بين واشنطن وطهران إلى جانب تنفيذ آلية التبادل مع إيران».

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إن «الوقت لا يزال متاحاً لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني». وأضاف أن بلاده لا تتفق مع الولايات المتحدة في طريقة تعاملها مع الأزمة الإيرانية.

وقال هنت للصحافيين لدى وصوله إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنه «لا يزال أمام إيران عام كامل لإنتاج قنبلة نووية… لكن هناك فرصة ضئيلة لإبقاء الاتفاق على قيد الحياة».

أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان فأشار إلى أنه «يجب على أوروبا أن تظل موحدة في محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني».

وتابع لودريان من بروكسل أن على «طهران العدول عن قرارها بعدم الالتزام ببنود في الاتفاق»، معتبراً أن قرارها هذا هو «رد فعل سيئ على قرار سيئ».

وقال المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي رداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الأخير اعترف أن غضبهم ناجم عن تأثير زيارات العمل التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وحضوره الإعلامي وتأثير ذلك على الرأي العام الأميركي والعالمي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى