دمشق تعلّق على توريد «أس- 400» إلى تركيا: لا يثير قلقنا

أعلنت دمشق، في أول تعليق لها على بدء روسيا توريد منظومات صواريخ الدفاع الجوي «أس- 400» إلى تركيا، أن هذا الأمر لا يثير قلقاً لدى الحكومة السورية.

ورداً على سؤال حول هذا الموضوع، أوضح السفير السوري لدى موسكو، رياض حداد، في تصريح صحافي، أول امس الاثنين: «في الوقت الحالي تركيا تؤدي دور دولة ضامنة في إطار عملية أستانا إلى جانب روسيا، وتنسّق خطواتها مع القيادة الروسية. لهذا السبب يمكن القول إن هذه المسألة ليست في دائرة اهتمامنا».

وبدأت روسيا، يوم 12 يوليو الحالي، عملية توريد منظومات «أس- 400» إلى تركيا في إطار اتفاق أبرم بين البلدين عام 2017. وتعارض الولايات المتحدة هذا الاتفاق بشدّة، حيث هدّدت السلطات التركية بعقوبات، قائلة إن هذا السلاح يعرّض للخطر النظام الدفاعي المشترك لدول الناتو إذ يستطيع كشف أسرار حساسة له.

وتأتي هذه العملية تزامناً مع استمرار أزمة حادة بين تركيا وسورية والتي قطعت علاقاتها مع دمشق منذ بدء العدوان الكوني على سورية وبمشاركة تركية واسعة بدعم الإرهابيين عام 2011.

وزاد التوتر بعد تنفيذ تركيا منذ العام 2016 عدوانين عسكريين واسعين في شمال سورية، حيث تحتل أراضي كثيرة وتدعم فصائل المعارضة المسلحة.

على صعيد آخر، اعتبرت النائبة في البرلمان السوري الدكتورة أشواق عباس، أن تسليم قوات «قسد» النفط للعدو الصهيوني ليس إلا تقديم أوراق طاعة جديدة لأميركا.

وقالت عباس لموقع سبوتنيك: «ما يقوم به الأكراد اليوم من محاولات التنقيب عن النفط واستخدامه أو بيعه للصهاينة، ليس إلا شكلاً من أشكال تقديم الكردي أوراق طاعة جديدة لأميركا، بمعنى أنه يريد أن يبقى ضمن إطار الحماية الأميركية خاصةً مع إعلان ترامب منذ أشهر قليلة لانسحاب محتمل من الأراضي السورية».

وأضافت عباس «الدور الصهيوني كان واضحاً منذ اللحظات الأولى للحرب على سورية، ليس فقط في تمويل الإرهابيين وتقديم الدعم اللوجستي لهم، بل في التدخل والعدوان المباشر أيضاً، سواء عسكرياً أو بتأمين مستلزمات المجموعات الإرهابية على الأرض… منذ بداية الحرب على سورية كانت هناك يد صهيونية واضحة في الشمال وتحديداً عبر التعاون مع بعض الفصائل الكردية المسلحة التي بدأت تتخذ من الأوضاع الراهنة للحرب على سورية ذريعةً لتحقيق أحلامها الإنفصالية».

وعن ارتباط الدور الكردي بـ «إسرائيل» وأميركا طرحت عباس تساؤلات: «لماذا جاءت القوات الأميركية المعتدية إلى سورية؟ لماذا هناك قواعد عسكرية أميركية في الشمال والشمال الشرقي من البلاد؟ ولماذا الآن يتمّ إظهار الدور الصهيوني؟ علماً أن الأكراد لا يمتلكون القدرة على إدارة المنطقة لافتقارهم رؤية استراتيجية وسياسية. هذا يعني أن هناك مَن يخطّط ويصمّم لهم وهم فقط ينفّذون، والظاهر أن هذا التنفيذ وصل إلى مرحلة مكشوفة ومعلنة»، حسب قولها.

ووجّهت النائبة السورية رسالة إلى صانع القرار الروسي، إذ قالت: «الدور الأساسي الآن في ظل الحرب الاقتصادية على سورية، يقع على عاتق الجبهة التي تقاتل ضد الإرهاب والتي تعتَبر موسكو ضمن قادتها… لا يمكن تجزئة المعركة في سورية بل يجب تقديم الدعم الاقتصادي إضافة إلى دعمها سياسياً وعسكرياً، ومحاربة هذا النوع من الاستثمار الأميركي الصهيوني غير الأخلاقي وغير الشرعي، لأن الشعوب أحقّ بثرواتها وهي التي يجب أن تقرّر كيف تستثمر فيها سواء بطريقة شرعية دولية أو بطريقة وطنية محلية، لذلك أعتقد أن المعركة متكاملة، وتجب إعادة قراءة هذه الملفات من قبل القيادة الروسية».

واعتبرت عباس أن حرمان الشعب السوري من ثرواته، ليس إلا شكل من أشكال الحرب الاقتصادية خاصة أن مناطق شرق الفرات هي خزان سورية بالنفط والموارد الزراعية والمحاصيل الاستراتيجية والمياه أيضاً، إضافة لموارد طبيعية أخرى. وهذا المخزون الكبير حُرِم منه الشعب السوري منذ 2013 ما تسبب بأزمات اقتصادية كبيرة هدفت لضرب وتدمير مقوّمات صمود الشعب السوري.

وأشارت الدكتورة عباس إلى وجود تنسيق أميركي – تركي بشكل واضح. فالأتراك سرقوا ونهبوا المصانع الكبرى التي كانت تشكل المورد الأساسي للعملية الإنتاجية، لكون معامل حلب تؤمّن كل موارد ومواد الإنتاج لكل الشرق الأوسط وليس فقط لسورية، ولاستكمال هذا السيناريو يتم وضع اليد على الموارد النفطية.

وشرحت عباس كيف انقلب الأكراد ضد الدولة السورية بقولها: «قوات قسد وغيرها من ميليشيات إرهابية كردية، كانت تريد أن تقاتل داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، لذلك زوّدتها الدولة السورية بالسلاح، لكنها ما لبثت أن انقلبت بعد مجيء الأميركي ووقفت إلى جانب مخططات تقسيمية الهدف منها تحقيق حلمها المنشود بالانفصال وهي حسابات خاطئة».

وشبّهت عباس ما فعلته بعض القيادات الكرديّة لجهة التنسيق مع تركيا وإيهام المواطنين الأكراد بمعاداتها لأنقرة، بما كانت تقوم به بعض القيادات الفلسطينية وتنسيقها مع العدو الصهيوني بينما توهم الشعب الفلسطيني أنها ضده.

ميدانياً، ردّت وحدات الجيش السوري على اعتداءات إرهابيي «جبهة النصرة» على المدنيين في ريف حماة الشمالي باستهدافات بسلاحي المدفعية والصواريخ لتجمّعاتهم في قرى وبلدات عدة بريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

ونفّذت وحدات الجيش رمايات مدفعية وصاروخية دقيقة ضد تحصينات وتجمّعات إرهابيي «جبهة النصرة» بمحافظة إدلب في محيط قرية معرشورين وبلدة خان شيخون في منطقة معرة النعمان ما أسفر عن تدمير مقار للإرهابيين وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.

ووفق مصدر مسؤول، فإن الرمايات الصاروخية شملت مناطق انتشار إرهابيي ما يدعى «الحزب التركستاني» في محيط بلدة الغسانية غرب مدينة جسر الشغور في أقصى الريف الغربي لإدلب وكذلك مقار ونقاطاً محصنة لإرهابيي «النصرة» في محيط بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي.

وبين المصدر أنه وفقاً للمعلومات الميدانية فإن الضربات أسفرت عن تدمير مقار ودشم وتحصينات للإرهابيين وتكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.

وترد وحدات الجيش العاملة في حماة يومياً على خروق التنظيمات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد، حيث قضت على عشرات الإرهابيين خلال محاولات المجموعات الإرهابية شنّ هجمات ضد نقاط الجيش ودمّرت لهم سيارات وعربات مجهّزة بأحدث الأسلحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى