المعلم يؤكد رغبة دمشق في الارتقاء بعلاقاتها الثنائية مع مينسك.. ولوكاشينكو يدعم موقف سورية ويعرض المساعدة في إعادة الإعمار

أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مينسك دعمه للشعب السوري والرئيس بشار الأسد، مبدياً استعداده للإسهام في إعادة إعمار البلاد.

وبحث الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها ومستجدات الأوضاع في سورية وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.

وقال لوكاشينكو للمعلم: «ما زلنا نتابع منذ بدء الأزمة السورية أوضاع البلاد والتطورات الجارية على أراضيها.. وقفنا دائما إلى جانب الشعب السوري وإلى جانب رئيسكم، وندعم موقف سورية الشرعي وسنكون متمسكين دائماً بهذا الموقف»، وفق بيان نشرته الرئاسة البيلاروسية الاثنين.

وشدد الرئيس البيلاروسي على أنه «لا توجد مواضيع غير قابلة للنقاش في العلاقات بين البلدين»، مضيفاً: «إننا مستعدون لفعل كل ما بوسعنا، يمكنكم الاعتماد على بيلاروس في إعادة إعمار بلادكم بعد الحرب المروعة التي عاشتها».

من جانبه، نقل المعلم تقدير الرئيس بشار الأسد للمواقف المبدئية الثابتة لبيلاروس والداعمة لسورية في مواجهة الإرهاب، وللدعم الذي تقدمه بلاده لسورية في المحافل والمنظمات الدولية، حسب ما نقلته وكالة «سانا».

وأشار المعلم إلى رغبة سورية في الارتقاء بعلاقاتها الثنائية مع بيلاروس وخاصة في المجال الاقتصادي، ورحّب بمشاركتها في عملية إعادة الإعمار، مؤكداً استعداد دمشق لتقديم كل التسهيلات التي تحتاجها الشركات البيلاروسية للمساهمة في هذه العملية.

وفي سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، الدكتور فيصل المقداد، أن دمشق توصلت إلى أسس وقواعد تم التفاهم عليها مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، حول تشكيل اللجنة الدستورية وأن مَن سيعترض عليها إنما يسعى لإفشال مهمة بيدرسون ولإدامة الأزمة.

وقال المقداد على هامش مشاركته باحتفال في دمشق بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات السورية الروسية «في ما يتعلق باللجنة الدستورية، نحن مارسنا أقصى درجات الإيجابية وقمنا بحل كل المشاكل، ولم نختلف على الأسماء، ولم نختلف على طريقة التصويت، وهنالك أسس وقواعد تم الاتفاق عليها مع بيدرسون ونعتقد أن المبعوث الخاص سيقوم ببذل الجهود لدى الأطراف الأخرى لإقناعها بأهمية ما تم التوصل إليه في هذا الخصوص، وأعتقد بأن من سيعترض على ما توصلنا إليه فهو يريد إفشال مهمة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ولا يريد التقدم إلى المرحلة التالية من ترسيخ الأمن والاستقرار، ولا يريد الخير للشعب السوري».

وحول الدور التركي في محافظة إدلب ودعمه العلني للتنظيمات المسلحة في الوقت الذي يعلن فيه التزامه بالاتفاقيات مع الجانب الروسي ضمن مسار أستانا واتفاق سوتشي، أوضح المقداد «إن تركيا ومنذ بداية الحرب كانت جزءاً لا يتجزأ من دعم الإرهاب والعدوان على سيادة وحرمة الأراضي السورية. ونحن لا نستغرب على الإطلاق هذا الدور التركي المدمر للعملية السلمية والمسؤول عن إراقة الدماء في الجمهورية العربية السورية، ونعتقد أن النظام التركي يتحمل مسؤولية أساسية في كل هذه الحرب على سورية لتحقيق غاياته الدنيئة في سورية وفي المنطقة».

وحول ما نشرته وسائل إعلام عن مبادرة تتعلق بصفقة القرن حملها المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان من طهران إلى الرئيس السوري بشار الأسد، أكد المقداد: «أنا لست على اطلاع على أي مبادرة تقدم بها السيد عبد اللهيان، ومباحثاته مع الرئيس الأسد كانت في إطار العلاقات الثنائية وشرح الموقف الإيراني من التحديات التي تفرضها دول الاستعمار والهيمنة الأميركية في منطقة الخليج وأهمية تصدي إيران لمثل هذه الأعمال التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم، كما تضمن اللقاء تأكيد عبد اللهيان أن إيران ماضية بكل مسؤولية في تحمل دورها كاملاً في الدفاع عن نفسها وعن أصدقائها».

وأشار المقداد إلى أن: «على الأعداء التوقف عن ممارسة الإرهاب كوسيلة للوصول إلى أهداف سياسية، وأن هذا الإرهاب كما سقط على أرض الواقع في سورية، يجب أن يسقط سياسياً الآن، وبما يظهر صدق نيات الدول الغربية في الحرب على الإرهاب، معتبراً أن المعركة التي تخوضها سورية في حربها على الإرهاب هي معركة تقودها «إسرائيل» وتشارك فيها الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا ولذلك عليهم أن يكفوا عن ذلك العبث، وإلا فإن الإرهاب سينتشر إلى أجزاء أخرى من العالم ويهدد كل الدول بشروره وبجرائمه.

وقال المقداد في كلمة ألقاها أمام الحفل «إن داعمي الإرهاب في سورية لن يستطيعوا أن يحققوا في السلم ما عجزوا عن تحقيقه في الميدان، وإن «التفجيرات وعمليات قتل الأبرياء المفتعلة في محافظات سورية مختلفة لن تؤثر على تصميمنا في حربنا على الإرهاب».

وأضاف المقداد «من هذا الاحتفال الكبير نوجّه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى كل من تسوغ له نفسه الاستمرار في خدمة أهداف «إسرائيل» في شمال شرق سورية وفي إدلب أن يتوقفوا قبل فوات الأوان، فسورية رقم صعب عصي على الأعداء كما هو عصي على التقسيم والنهب، وإيمان الشعب السوري بوحدته وبوحدة أرضه وعزيمته التي لا تلين كفيلان بدحر مخططات هؤلاء طال الزمن أم قصر».

إلى ذلك، أكد الدك المقداد دعم سورية للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني مديناً سياسة هدم المنازل التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وشدد المقداد خلال لقائه وفداً من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عزام الأحمد رئيس الدائرة العربية والوطنية في اللجنة على دعم سورية شعباً وقيادة للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال وحقه في تقرير مصيره وخاصة في ظل المحاولات الحثيثة لإدارة ترامب وبعض الدول الأوروبية وأدواتهم في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمّى «صفقة القرن»، موضحاً أن هذه الصفقة لن تحقق أهدافها لأن إرادة الشعب الفلسطيني والعربي أقوى من مخططاتهم الدنيئة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى