منفذية طرابلس في «القومي» أحيت ذكرى استشهاد سعاده باحتفال تخللته فقرات مسرحية قدّمها الأشبال والزهرات والطلبة فتون رعد: لم نحِد عن جوهر الصراع وصوت وعينا القومي يدوّي من خلال بنادق نسور الزوبعة على الجبهات

أحيَت منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الإجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده، فأقامت احتفالاً في مكتبها بالجميزات بحضور منفذ عام طرابلس فادي الشامي وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات وجمع من القوميين والمواطنين. كما حضر منسق لقاء الأحزاب في طرابلس عبد الله خالد. وتخلل الاحتفال فقرات قدمها الأشبال والزهرات والطلبة، وتلا بيان الثامن من تموز ناظر المالية في المنفذية أحمد علي حسن.

التعريف

عرّف الاحتفال فراس صبحية، فقال: «في الأول من آذار كانت الولادة وفي تموز كانت الشهادة وما بين الولادة والشهادة، كانت له محطات في الريادة، عنوانها الحرية والواجب والنظام والقوة دون تردد ولا هوادة حتى وإن كان الثمن الاغتيال».

وأشار صبحية إلى أن «سعاده كان قدوة، امتلك رؤية خاطبت أجيالاً لم تولد بعد وقد ترجم هذه الرؤية من خلال تأسيسه الحزب السوري القومي الإجتماعي. وفي ظل ما تعيشه أمّتنا من أمراض طائفية ومذهبية وتقسيمية، لنا كل الفخر أن نسير في طريق رسمه سعاده بالعلم والمعرفة وسبقنا بالسير فيه شهيداً متمسكاً بإيمانه وموقفه حتى الرمق الأخير».

وختم بالقول: «في ذكرى استشهادك يا زعيمي نعاهدك أن نكون قوميين دائماً، أكتافنا أكتاف جبابرة وسواعدنا سواعد أبطال، نعاهدك أن نبقى عصبةً واحدة مخلصين للنهضة، عهداً يا معلمي أن نبقى ثابتين على ما أقسمنا حزباً مقاوماً لا يهادن ولا يساوم حزب صراعٍ كما أردته، حزباً يقاتل وينتصر لحق أمته.»

رسالة الأشبال

ولأنّ الأشبال والزهرات يحملون الشعلة للأيام المقبلة ليكونوا القوة التي تفعل وتغيّرَ وجه التاريخ، ولأنّ التربية القومية الإجتماعية من أهم ما هو وارد في قسم الانتماء إلى الحزب، ولأنّ المستقبل لنا من خلالهم، بدأ الاحتفال برسالة من الزهرة غزل خليل والشبل رامز الراوي.

وقالت الزهرة غزل خليل: «أقول إلى من قتلوا زعيمنا، أنظروا إلى عينيَّ الصغيرتين جيداً، وانظروا إلى عيون كل زهرات وأشبال حزبنا العظيم، أنظروا لتجدوا فينا نهايتكم».

وأكمل الرسالة الشبل رامز الراوي: «فنحن أبناء مدرسة الحق والقوة. ونهدّد وجودكم بوعينا وتربيتنا القومية. وسيكمل جيلنا الحرب ضد اليهود والتقسيميين وسننتصر عليكم».

مشهد تمثيلي

ثم قدّم ثلة من طلبة المنفذية وأشبالها مشهداً تمثيلياً صامتاً عن المشروع اليهودي التقسيمي الذي حيك ضد سورية وتجسد باتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور. وقد شارك في المشهد تدريباً وتمثيلاً: أدون عطية، وديع الشامي، أدونيس نقولا الشامي، فادي جوزيف الشامي، لين الشامي، يوسف الشامي، امتثال الشامي، كورين عطية، أدونيس نعيم الشامي، نور الشامي، شادي الشامي، رزان الشامي، أوديت الشامي، نينار عطية، حياة الشامي، فادي جورج الشامي، جاد الشامي، مجد الشامي، سحر عطية، وأملي عطية.

قصّة قصيرة

ثمَّ قرأت وداد عطية قصّة قصيرة كتبتها من وحي استشهاد سعاده. مع الإشارة إلى أنّ سعاده انطلق في دعوته إلى العقيدة وإلى تأسيس الحزب من خلال موقعه كمعلّم، فدأب على توعية طلاّبه وزملائه من المعلّمين وعمل على خلق مساحة نور في قلب الظلام. ومثل سعاده، يلعب المعلّمون السوريون القوميون الاجتماعيون دوراً ريادياً في حياة طلاّبهم ويتخطّون الدور التقليدي للمعلّم إلى دورٍ تربوي نهضوي سامٍ. ووداد عطية الشامي معلّمة تربوية رائدة وأمٌّ فاضلة نجحت في تأسيس عائلة قومية اجتماعية.

كلمة منفذية طرابلس

وقد ألقت ناظر الإذاعة فتون رعد كلمة منفذية طرابلس وجاء فيها: «تتخذ مناسبة اغتيال أنطون سعاده أبعاداً عدة. الأول أنّها مؤامرة مستمرة حتى اليوم على أمتنا وعلى حزبنا، والثاني أنّنا لا نحيي المناسبة بالحزن والبكاء على الأطلال. بل إنّها مناسبة لتغذية الوجدان بالفخر والعز والقوة، أمّا البعد الثالث فقد رسمه سعاده وهو واقف شاهق شامخ في محاكمته الصورية. وفي كلماته الأخيرة تلك تكمن الحقيقة كل الحقيقة. قال سعاده «لي موقف سياسيٌّ واضح أحيا وأموت لأجله». هكذا، وفي أصعب لحظات يمكن للمرء أن يمرَّ بها تمسّك سعاده بموقفه الثابت. لم يجزع، لم يلن ولم يتراجع. لقد كان الموت شاخصاً أمامه، وكان سعاده ندّاً مخيفاً للفناء. أدرك الموت أنّه لن يكسر هذا الرجل وأنّ من يقف أمامه ليس مجرّد مُفكِّر أو فيلسوف أو عالم إجتماع. وهي صفات يحلو للبعض حصر سعاده بها.

إنّ الرُعب الذي اعترى خصوم الحزب وأعداءه كان من موقف سعادة السياسي الواضح ومن إقرانه الفكرَ والعقيدة بالخطة السياسية الممنهجة العملية والأهم هو السير بهذا الفكر وهذه العقيدة نحو التطبيق من خلال المؤسسة الحزبية. وهنا بالتحديد تكمن عبقرية الزعيم. فلم يقبل أن يكون مفكراً أو فيلسوفاً أو كاتباً يُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من المفكرين في بلادنا وفي العالم. لذا اتّجه بخطى ثابتة واثقة نحو الفعل المنظّم وأسّس حزباً تفصله عن ذكرى مئوية تأسيسه سنوات قليلة».

وأضافت: «لم يقل سعاده لقاتليه أنا أموت أما عقيدتي فباقية، ولم يقل أنا أموت أما فكري وعلمي فباقيين. بل قال أنا أموت أما حزبي فباقٍ. إنّ الزعيم هو أوّل من واجه المؤامرة على الحزب من الداخل كما من الخارج، وكما تعلمون فإنّ خلال حياته هناك من حاول تقويض سلطة الزعامة وتغيير عقيدة الحزب بشكل جذري تحت عنوان أنهم «المثقفون في الحزب». لكنّ سعاده بتعبيره عن إرادة المجتمع انتصر عليهم وطردهم إلى خارج المؤسسة الحزبية ولم يلتفت إلى نقيق الضفادع. نقيقٌ بتنا نعرف أنّه جزء طبيعي مرافق لنجاح الحزب وانتصاراته التي يحقّقها. فرغم التعتيم الإعلامي على دور الحزب ورغم شعور القوميين بالغربة في وطنهم نتيجة الخطاب المذهبي والتبعي المحيط بهم، إلا أنّ القوميين عاملون على امتداد متّحدات الأمة السورية والاغتراب، كخلايا النحل المنظمّة والصامتة في آن واحد.

ونحن نحيي تاريخ استشهاد زعيمنا في مواجهة المشروع اليهودي والتقسيمي نشعر بالفخر والاعتزاز لأنّ مؤسستنا الحزبية لم تَحِد عن جوهر الصراع في الأمة. ولأنّنا ما زلنا النقطة المضيئة الفاعلة في مجرى التاريخ والحاضر والمستقبل. إنّ صوت وعينا القومي يدوّي من خلال بنادق رفقائنا في نسور الزوبعة على الجبهات في الشام إلى جانب الجيش السوري ومن خلال تمسّك القوميين أكثر من أيّ وقت مضى بثوابتهم ضد المشروع اليهودي رغم تطبيع الدول العربية المُرتهنة القابلة للذل ورغم صفقة القرن الساقطة والتي يتفرّعُ عنها قرار وزير العمل اللبناني بحق العمّال الفلسطينيين والذي أكّد الحزب رفضه له.

وبالتوجّه إلى السوريين القوميين الاجتماعيين في متحد طرابلس تحديداً، قالت: «إنّكم بوعيكم لحقيقة الصراع وبتخطيكم للحواجز الطائفية والمذهبية وبثباتكم في وحداتكم الحزبية تشكّلون آخر معاقلِ الأمل في بيئة تنخرها الأمراض الإجتماعية ويسير فيها الناس نحو مُغريات الخدمات، مستبدلين المصلحة العامة بالمصلحة الخاصة، وهي ذهنية لا يمكن التعويل عليها لبناء المجتمعات وتقدمها.

وختمت: أيها الرفيقات والرفقاء، تحيّةٌ لكم وأنتم تسيرون بعزيمة وإيمان ونفس طويل على خطى سعادة نحو الانتصار الذي لا ريب فيه».

وفي وقفة مع الشعر ألقت فرح قوطة قصيدة مما جاء فيها:

«أتذكُر يا زمان

ذاك العظيمُ

ذاك الذّي رسمَ الأمان

رجلُ كلِّ زمانٍ

وسيّدُ كلِّ مكان

أقوالُهُ شهادات

ايمانُهُ حياة

من مهدِهِ عظيم

للحدِهِ شجاع

رجلُ الثبات

زعيمُ القوة

مناضلٌ.. مقاومٌ

أبيٌّ.. نقيٌّ

حرٌّ.. وفيٌّ

حبيبُهُ الوطن

هواه الحرية

لحنُهُ استقلال

نغمتُهُ القضية

عدوُّهُ الاحتلال

حامي الأرض

وروحُ السماء

للأمةِ شهيدٌ وفيّ

يا خجلَ التاريخِ

يا للعار

اغتالَوا ابنَ الأمّةِ البار

على نهجِهِ سائرون

وللوصية حافظون

والأمةُ أمانةُ أنطون

ألم تعرفوه؟

إنّهُ السعادة

إنّهُ أنطون

سنكتبُ بالدّمِ انتصارَنا

ويشهدُ العالمُ اخلاصَنا

نعدُكَ يا من رويتَ التراب

سنصمدُ وننتصر

لن نيأس

فالروحُ عزٌّ تتنفس

ثوبُهُ عزٌّ والعزُّ ارتدى

بين أحضانِ الأمّةِ ارتمى

شهيدٌ بهِ الوطنُ احتمى

وبدمِهِ ترابُهُ ارتوى

ومن حيثُ ترانا ستفتخر

وعدٌ صادقٌ

والكلُّ شاهدٌ

سننتصر… سننتصر»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى