رماح بوبو: قصيدة النثر فريدة ومتميزة بين بساطة عامية وجزالة عالية والموسيقى شرط كل شعر

بلال أحمد – سانا

تجربة الشاعرة رماح بوبو مع قصيدة النثر تحمل فرادة وتميّزاً ينبع من مقدرتها على المواءمة والجمع بين البساطة والعمق وبين السهولة والشاعرية وبين مفردات الناس في الشارع وأجنحة الطيور في السماء.

الشاعرة بوبو أوضحت أن سبب تلك الخصوصية في شعرها يعود إلى تحريها الصدق في تصوير نزعاتها الداخلية والتقاط الحالة التي تعيشها بتجرد فبقدر ما تنجح بالتماهي مع داخلك وما يعتمل فيها بقدر ما تسمو قصيدتك كغيمة بللها قوس قزح .

ولفتت إلى أنها في لحظة الكتابة تستسلم للشعور وتتجاهل اللغة وتكتب ما يمليه عليها خيالها لتسكبه على شكل كلمات، مبينة أنها لا تدرك تماماً سر صنعتها ولا كيفية ممارستها أو شرحها.

وقالت بوبو: أميل إلى الشرود بكل ما هو حولي ودائماً أتملى حياة الجماد وأماثلها مع حياتنا فتأتي لحظة القصيدة لتنبش ما خبأت سابقاً من خيالات وتكمل المشهد الذي أسعى إليه .

ورداً على سؤال حول الاختلاف بين الخاطرة والنص الشعري أوضحت بوبو أن هناك خيطاً بالغ الرهافة بينهما يتمثل في الفرق بين الحدث والرؤية الذاتية له مشيرة إلى افتقار العديد من الخواطر التي ينسبها أصحابها للشعر للبعد الفلسفي الذي يحاول التفسير أو التنبؤ بسبب الفقر المعرفي لدى عدد ممن يكتبون الخواطر.

وأشارت بوبو إلى ضرورة امتلاك شعراء قصيدة النثر وكل المبدعين عموماً الثقافة في مختلف جوانب الفكر والإبداع، فالكاتب بلا ثقافة سيكرر نفسه حتى الإفلاس ، مؤكدة أن الثقافة تضيف الكثير لنسغ القصيدة طالما الشاعر يستخدم خلاصتها المحلاة بالشاعرية بعيداً عن الشكل الفج والمباشر .

وعما إذا كانت قصيدة النثر تختص بمواضيع معينة رأت بوبو أن هذه القصيدة كغيرها ساحة للقول ولكنها تحتاج فرسانها المميزين لتقدم الجديد وتناول الموضوع بحلة مختلفة وأهداف تتجاوز المباشر تحقق فيها المقولة اكتشافاً أو رؤية جديدة ودهشة خاصة.

واعتبرت بوبو أن الاكتفاء بتجديد الشكل وإن نجح يعد فاشلاً لقصيدة النثر، فعلى شعرائها خوض كل الميادين وعدم الاكتفاء بتناول ما تطرق له الشعر الموزون بل صهره في بوتقتها والإضافة عليه، مشيرة إلى تجربتي الراحلين الماغوط ورياض صالح الحسين اللذين امتلكا فعلاً ملامح قصيدة النثر .

وقصيدة النثر بحسب بوبو تحمل الكثير من الألوان فهناك من يعمرها بالبسيط السهل جداً من المفردات اليومية مطعماً إياها بالعامية أحياناً والصور المعيشة وآخر يحملها لغة جزلة عالية وصوراً غاية في التهويم.

وحول وجود الموسيقا في قصيدة النثر ترى بوبو أنها شرط شعري في كل أنواع الشعر، حيث تكون داخلية في قصيدة النثر ويسهم بها تناغم الحروف وتناص المفردات والجمل وتظهر للقارئ بسلاسة انسيابها حين القراءة.

يذكر أن الشاعرة بوبو مهندسة ميكانيك من جامعة تشرين صدرت لها مجموعتا البحر يبحث عن أزرقه و تفاحتي وقد سرقتها ولها مشاركات في صحف سورية وعربية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى