في ذكرى تحرير الجرود

ـ الإحياء الصادق للمناسبات المؤلمة والمفرحة في ذاكرة الأوطان هو استعادة الحقائق التي تستحق استيداعها الأجيال القادمة وليس تزوير الحقائق لانتقاء صورة على مقاس المصالح والحسابات الضيقة.

ـ الحقيقة الأولى التي يجب ألا تنسى هي أنّ الكلفة العالية زمنياً وبشرياً وسياسياً لحرب جرود السلسلة الشرقية لجبال لبنان عائدة لأوهام بعض اللبنانيين ورهاناتهم على دور في الحرب التي تمّ شنّها على سورية تحت عنوان ثورة شعبية شاركت أطراف لبنانية بالتكامل معها وتسليمها مناطق لبنانية حدودية كقواعد ارتكاز كانت الجرود أهمّها، وفي الحصيلة تكشفت قوى هذه الثورة عن تشكيلين لا ثالث لهما، جبهة النصرة وتنظيم داعش، بقي إنكار حضورهما شهوراً قبل المعركة الفاصلة.

ـ الحقيقة الثانية هي أنه جرى التفريط بمعنويات الجيش اللبناني وأرواح جنوده كرمى لحسابات سياسية رخيصة وجرى التلاعب بعناوين الحرب بتوظيف البعد الطائفي بطريقة وفرت الحماية المديدة للجماعات الإرهابية المسلحة.

ـ الحقيقة الرابعة أنه لولا مشاركة حزب الله في الحرب داخل سورية ضدّ الإرهاب وإنجازاته المشتركة مع الجيش السوري هناك لما كانت ساعة المعركة الفاصلة ممكنة، لأنّ بقاء عمق الجماعات الإرهابية في سورية كان سيجعل الحرب شبه مستحيلة.

ـ الحقيقة الخامسة أنه لولا تعاون الجيش اللبناني والمقاومة والجيش السوري كلّ من موقعه وفي جبهته القتالية لما كان النصر على الإرهاب.

ـ الحقيقة السادسة هي أنّ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن والمسمّى بتحالف الحرب على الإرهاب لم يقدّم للبنان في حربه ايّ دعم جدّي ناري أو لوجستي نوعي بحجم ما تفرضه الحرب ومستلزماتها…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى