أحزاب البقاع: خطة الطوارئ الاقتصادية إيجابية شرط اقترانها بإجراءات جراحية علاجية

البقاع الغربي – أحمد موسى

أكد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع أنّ استهداف المقاومة آلية العدو «الإسرائيلي» داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعاد رسم معادلات القوة وفق قاعدة الردود بلا حدود . ورأى أنّ خطة الطوارئ الاقتصادية خطوة إيجابية شريطة اقترانها بإجراءات جراحية علاجية للشأنين الاقتصادي والمالي ودعا الدولة إلى الالتفات إلى معاناة المزارعين جرّاء المكابرة الرسمية في مقاربة ملف العلاقة مع سورية.

جاء ذلك في بيان للقاء عقب اجتماعه الدوري في مقر حزب الاتحاد في الخيارة – البقاع الغربي حيث جرى عرض المستجدات على الصعيدين المحلي والإقليمي والتطورات التي شهدتها الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

واستهلّ اللقاء البيان بتوجيه «التهنئة والتبريكات للمقاومة وسيدها وجمهورها وحلفائها وأنصارها في لبنان وعالمنا العربي والإسلامي، على الإنجاز الفذ والتسديد الموفق العالي الدقة والفائق الشجاعة باستهداف آلية العدو الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أعاد رسم معادلات القوة وفق قاعدة الردود بلا حدود بعد محاولات نتنياهو الخائبة ومن خلال أذرعه العدوانية التي امتدّت إلى العراق وسورية ولبنان تجاوز وتبديل قواعد الاشتباك التي أرساها انتصار تموز 2006، فكان تثبيت نتنياهو وعسكره محبوسي الأنفاس «على رِجل ونصف» في قفص الانتظار القاتل والمهين، قمة إبداعات المقاومة على المستويين النفسي والمعنوي كما على المستويين الاستخباري والتنفيذي، والذي أدخل بشكل غير مسبوق سيكولوجيا التردّد والفزع والهزيمة إلى العقل اليهودي بعدما قبعت ردحاً في العقل العربي».

ونوّه المجتمعون «بالدعم المؤسساتي الرسمي بالتوازي مع الاحتضان الشعبي وجهوزية الجيش اللبناني الذي زخّم الجهد المقاوم وشكل عنصراً محورياً لمنظومة الردّ والردع، لا سيما أنّ العدو الإسرائيلي جهد على الدوام للنفاذ من خلال انقسامات اللبنانيين لتوهين الجبهة الداخلية، فتجلّت وحدة الجيش والشعب والمقاومة والقرار القطعي الحازم للرؤساء الثلاثة تحت لافتة حق الردّ المشروع دفاعاً عن لبنان، فأجهضت صيحات ناعقي لازمة الحرب والسلم وتقيأ الوطن برمّته أصوات النشاز رجع صدى السفارات ولابسي لبوس الخزي والتماهي صراحة مع مندرجات العدوان بانفضاح صارخ لبشاعة انتمائهم الوطني الملتبس».

ورأى المجتمعون أنّ «تقسيط قيادة المقاومة لحسابات الردّ على العدوان بين الردّ على الاستهداف في سورية ووضع حدّ لانتهاك المسيّرات، اضافة إلى تماهي ساحات محور المقاومة من إيران الصامدة بفائض قوة التحدي والتصدي، إلى العراق المنتفض على الإرادة الأميركية، إلى سورية المنتصرة على الإرهاب وتصاعد الخط البياني للمقاومة في فلسطين. كلّ ذلك دفع محور الشر الصهيوني الأميركي الرجعي إلى تهيّب المضيّ في سياسة المكر والعنجهية والتطاول والتمادي في العدوان، وأصيب نتنياهو في هيبته وهيبة كيانه في الصميم مترنّحاً بين السجن والسقوط المدوّي في انتخاباته التي أراد دماء شعبنا ومقاومينا أوراقاً في صناديقها للعبور إلى السلطة مجدداً».

وتوقف المجتمعون عند «الوضع الاقتصادي المزري وتداعياته وآثاره السلبية على حال المواطنين حيث الفقر والبطالة والهجرة سمات متأصلة في الواقع الاجتماعي تتفاقم يوماً بعد يوم في ظلّ اقتناع راسخ لدى الجميع بأنّ السلطة تدير التفليسة والمعلن تجميل لا يبدّد قبح وخطورة الواقع الحقيقي ولا يكشح غمامة الأزمة المستعصية ونُذُرها في ظلّ هجمة أميركية خبيثة لإنهاك البلد وتطويعه لمصلحة إسرائيل».

ورأى المجتمعون أنّ «التئام لقاء بعبدا تحت عنوان خطة طوارئ اقتصادية خطوة إيجابية شريطة أن تكون مقرونة بإجراءات جراحية علاجية للشأنين الاقتصادي والمالي عبر تطبيق سلة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية البنيوية والالتفات الى القطاعات الإنتاجية الزراعة والصناعة والخروج من دائرة الاستدانة».

ودعوا الدولة إلى «الالتفات إلى معاناة المزارعين والكارثة التي حلت بإنتاجهم جرّاء المكابرة الرسمية في مقاربة ملف العلاقة مع الأخوة في سورية الشقيقة التي كانت ولا تزال الشريان الحيوي للبقاعيين والمزارعين اللبنانيين عموماً».

كما دعوا «الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى الضرب بيد من حديد لوضع حدّ للتفلت الأمني وأعمال القتل والسلب التي تفشت في الآونة الأخيرة مع التنويه بدورها الفعّال في هذا المضمار».

وتوقف المجتمعون عند الحادي والثلاثين من آب الذي صادف ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر واغتيال العلاّمة الشيخ نزار الحلبي «وما تركه التغييب والاغتيال من فراغ كبير في ساحتنا الوطنية والإسلامية، غير أنّ نهجهما في المقاومة والاعتدال سيبقى مشعل هداية للأجيال في حاضر الوطن ومستقبله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى