قالت له

قالت له: لماذا أشعر أنك لا تملك حماسي لمواعيد اللقاء؟

قال لها: أظنّ وراء الاتهام عذر غياب.

قالت: لا أشعر أن مواعيدك تمتلئ لكن كان عندي مستع لنلتقي.

قال لها: وأشعر أنك تريدين أن تبقي صاحبة السعي ولو تعذّر اللقاء.

قالت له: أليس أفضل من أن أقول إن وقتي لا يسمح باللقاء أو أنني أخشى أن يبدأ اللقاء بشيء وينتهي بأشياء أو أنني أخشى أكثر عيون الناس وما تقول في سرّها عنا، والعيون لها عيون للأقربين كانت أم للغرباء؟

قال: لأنك تعلمين أنني سأقول عندها تمر الأيام ويمضي العمر ونحن نحسب مثل جحا وابنه والحمار كلام الناس، وننتهي بحمل الحمار على ظهورنا، لأننا لا نريد كلمة تسيء لنا بعيونهم ونكتشف أنهم حوّلونا إلى حمير بعيونهم وعيوننا. فلنسأل عيوننا أولاً ماذا تقول ونخطف من بين عيونهم وعيوننا متعة اللقاء.

قالت: مَن يسمع حوارنا يظنّك المستعجل ويتّهمني بالمراوغة، ومَن يعرف الحقائق يعرف حجم سعيي وصدق مشاعري ويكتشف أنك لم تعُد كما كنت وأنك تنتظر أعذاري وأسبابي وتفرح بها سبباً لتقول إنك الأفضل والأحرص والأشد اهتماماً.

قال: أعلم أنك صادقة، لكنني أعلم أنّك مشوّشة الفكر وتائهة في بحار خيال تعقيد واقع وأعلم أنني معك كي لا تعاني أكثر فكوني معي كما أريد كي لا أعاني أكثر.

قالت: هل تختصر؟

قال: أن نتفهم ونعذر أو نبتكر.

قالت: واليوم؟

قال: نلتقي ونختبر.

قالت له: تقصد بلا عناق ولا أشواق ونصبر.

قال لها: لحظات العمر تضيع وغداً سنذكرها وإليها نفتقر.

قالت: أتلاقيني في حلم أفضل فقد استفقت للتوّ يا مقتدر.

قال لها: وكنت في الحلم ضيفاً غليظاً كالعادة وعليّ أن أعتذر؟

قالت: إنه حلمي أنا لكنك فيه دائماً سبب للقلق واخشى على حبنا أن يحتضر.

قال: انتهى النعي وصار وقت المؤاساة والتعازي وليس بيننا مهزوم ومنتصر.

وتعانقا ومضيا يبتسمان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى