الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي

حميد عبد القادر عنتر

يمثل اليمن العمق الاستراتيجي للجزيرة العربية. وأمن اليمن من أمن دول المنطقة والإقليم والعالم. وأيّ انهيار لليمن هو انهيار لكلّ دول المنطقة والإقليم.

خمس سنوات واليمن يتعرّض لعدوان كوني من قبل تحالف دول العدوان ومن خلفهم قوى الاستكبار العالمي. وتمّ فرض حصار مطبق على اليمن براً وبحراً وجواً. وحصار مطبق على مطار صنعاء الدولي الذي سبّب كارثة إنسانية لا مثيل لها. فقد تعرّض المرضى للموت لعدم سفرهم للعلاج في الخارج ناهيك عن حصار المغتربين اليمنيين الذين في الخارج وعدم تمكّنهم من العودة إلى وطنهم. وهذا يشكل انتهاكاً خطيراً للأعراف والمواثيق الدولية. فعمل المطار عمل إنساني بحت. ودول العدوان استخدمت ورقة حصار مطار صنعاء من أجل تشكيل ورقة ضغط لتركيع الشعب اليمني الذي عجز تحالف العدوان منذ خمس سنوات من تحقيق ايّ هدف من أهدافه المعلنة وفرض حاكم عميل لليمن لكي يحقق له أطماعه وأهدافه العسكرية. وجعل اليمن تحت الوصاية.

فبعد اندلاع شرارة ثورة 21 أيلول/ سبتمبر التي أسقطت مراكز القوى والنفوذ ولصوص المال العام. وأصحاب اللجنة الخاصة والمتنفذين لصوص المال العام الذين كوّنوا امبراطوريات من المال العام ومن دماء الفقراء. وأسّسوا شركات وبنوك وعقارات وأرصدة في كلّ دول العالم وحوّلوا البلد إلى إقطاعية. كذلك انتزعت ثورة 21 أيلول/ سبتمبر القرار السياسي والوصاية من دول الإقليم. ولكن للأسف الشديد تآمرت على الثورة مملكة الرمال، التي شكلت عاصفة حزم مع الأنظمة العربية العميلة ومن خلفهم قوى الاستكبار العالمي. ورصدت أكثر من تريليون دولار لإجهاض الثورة من أجل إعادة أدواتها وعملائها إلى المشهد السياسي. وفرض تحالف العدوان حصاراً مطبقاً على اليمن براً وبحراً وجواً. واستخدم التحالف كلّ ما أنتجته كبرى شركات السلاح في العالم من أسلحة محرّمة دولياً. ونفذت أكثر من نصف مليون طلعة جوية استهدفت فيها المدنيين والبنية التحتية. وفي المقابل لم تحقق هدفاً واحداً من أهدافها العسكرية. وتمّ سحق كلّ قوات الغزو الدولي. وتمّ التنكيل بهم أشدّ تنكيل، وتمّ مرغ أنوف الغزاة بالوحل والتراب.

ثورة اليمن سوف تنتصر لأنها امتداد لثورة الإمام الحسين الذي قاد أعظم ثورة في تاريخ الحياه البشرية. وأسقط عروش الطغاة والظالمين والمستبدّين والمستكبرين وأنتصر الدم على السيف.

رسالة عاجلة لدول محور المقاومة وحكامها وشعوبها والكتاب والمفكرين والنخب السياسية والأكاديمية فيها. وكذلك رسالتنا لكلّ شعوب وأحرار العالم للتفاعل مع الحملة الشعبية الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي من خلال التفاعل السياسي والإعلامي في كلّ وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وقنوات تلفزة ومواقع تواصل بأن يتفاعلوا بقوة مع الحملة الدولية لفتح مطار صنعاء الدولي من ناحية إنسانية بحتة والدعوة إلى محاكمة قادة دول العدوان كمجرمي حرب لحصارهم مطار صنعاء الدولي في ظلّ صمت أممي ودولي مخز ومشبوه. فيجب التصعيد في كلّ وسائل الإعلام الحر حتى يتمّ رفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي ووقف العدوان وترك اليمنيين يقرّرون مستقبلهم السياسي بدون تدخل أطراف خارجية لفرض هيمتنها على القرار السياسي اليمني…

ـــــــــــــ

كاتب سياسي يمني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى