مقتل حارس الملك.. خاشقجي آخر أم تغطية على فضيحة نجران؟

أثار خبر مقتل حارس الملك سلمان ضجة واسعة على مواقع التواصل. فبينما حاولت الجهات الرسمية الإيحاء بأن مقتل اللواء عبدالعزيز الفغم كان حادثاً شخصياً، شكّك مغرّدون بالرواية ورأوا بأن القضية ربما تكون تصفية جسدية تحت أمر ولي العهد أو تغطية على عملية قتل وأسر عدد كبير من الجنود السعوديين بمحور نجران.

وكشفت السعودية أمس، عن مقتل اللواء «عبد العزيز الفغم»، الحارس الشخصي للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وكان اللواء الفغم حارساً شخصياً للملك السابق الله بن عبد العزيز، وبعد وفاته أصبح حارساً شخصياً للملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي البداية، تجنّبت كبرى الصحف السعودية الحديث عن سبب وفاة الفغم، واكتفت بذكر مناقبه والمناصب التي شغلها، قبل أن يصدر في وقت لاحق من صباح أمس، بيان رسمي من شرطة منطقة مكة عن تفاصيل ما جرى.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس عن المتحدث الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة قوله إن «اللواء عبد العزيز الفغم قتل بعد إطلاق النار عليه من صديقه»، مشيراً إلى «إصابة خمسة من رجال الأمن».

وذكر المتحدّث الإعلامي أنه «في مساء يوم السبت الموافق 29 / 1 / 1441هـ وعندما كان اللواء بالحرس الملكي/عبدالعزيز بن بداح الفغم، في زيارة لصديقه تركي بن عبد العزيز السبتي، في منزله بحي الشاطئ في محافظة جدة، دخل عليهما صديق لهما يُدعى/ممدوح بن مشعل آل علي، وأثناء الحديث تطور النقاش بين اللواء عبد العزيز الفغم و ممدوح آل علي فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري وأطلق النار على اللواء/عبدالعزيز الفغم، ما أدى إلى إصابته واثنين من الموجودين في المنزل، هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفلبينية».

وتابع: «عند مباشرة الجهات الأمنية للموقع الذي تحصّن بداخله الجاني، بادرها بإطلاق النار رافضاً الاستسلام، الأمر الذي اقتضى التعامل معه بما يحيد خطره».

وأشار إلى أن ما جرى أسفر عن «مقتل الجاني على يد قوات الأمن، ومقتل اللواء/عبدالعزيز الفغم بعد نقله للمستشفى جراء اصابته من رصاص الجاني، وإصابة تركي بن عبد العزيز السبتي سعودي الجنسية، وجيفري دالفينو ساربوز ينغ فلبيني الجنسية الموجودين بالمنزل، كما أصيب خمسة من رجال الأمن بسبب طلق النار العشوائي من قبل الجاني، وقد جرى نقل جميع المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم وحالتهم مطمئنة»، لافتاً إلى أن «الجهات المختصة تواصل تحقيقاتها في هذه القضية».

وفي وقت سابق، تحدّث أحد أبناء عائلة الفغم عن تفاصيل الوفاة، حيث أشار نايف الفغم إلى أن «عمه قتل عن طريق صديق سابق له، حيث كان موجوداً في منزل صديقه فيصل السبتي»، قبل أن يأتي مطلق النار ويُرديه قتيلاً.

وأضاف أنه «تم إطلاق النار عليه من صديق آخر سابق له بعد اقتحام المنزل بسبب خلاف بينهما».

وبعد الإعلان عن مقتل الفغم، نعى السعوديون، اللواء المقتول الحارس الشخصي للملك سلمان، حيث تصدّر وسم «عبدالعزيز الفغم»، مواقع التواصل الاجتماعي، ليحتل المرتبة الأولى في السعودية وعدد من الدول العربية، فضلاً عن مرتبة متقدمة بين الوسوم الأكثر تداولاً في العالم.

وحصد الوسم أكثر من مليون تغريدة، في أقل من 10 ساعات، تنوّعت بين نعيه والحديث عن مناقبه، وأخرى تتخوف من إمكانية اغتياله بخطة مسبقة.

وشكك مغرّدون في رواية وفاة الفغم، وتساءل بعضهم عن سبب وجود قوات الأمن خارج المنزل وقت الحادثة، وعن قتل الجاني مباشرة لإغلاق الملف.

وربط بعض الناشطين، منهم المغرّد الشهير مجتهد، ربط مقتله بمشاكل مع القيادة السعودية، على رأسها محمد بن سلمان، وأشار البعض إلى أن حادثة القتل قد تكون تصفية من ولي العهد السعودي.

وتحدّث آخرون أن الفغم كان من الحرس القديم غير الموالي لولي العهد محمد بن سلمان، ملمّحين إلى إمكانية اغتياله.

حيث قال حساب «مجتهد»، الذي دأب على نشر تسريبات من داخل أروقة النظام السعودي، على حسابه في موقع «تويتر»: إن «الفغم كان في القصر وقت الحادث وليس مع صديق»، كما تحدثت حسابات غير رسمية.

وأوضح مجتهد أن محمد بن سلمان يعتبر «الفغم من الحرس القديم الموالي لآل سعود عموماً»، مؤكداً أن الأخير «لا يثق بإخلاصه له شخصياً».

وكشف أن بن سلمان «ردّد أكثر من مرةٍ رغبته في إبعاده عن موقعه الحالي»، في رواية تتفق مع ما ذكره المعارض السعودي محمد المسعري، عندما وجَّه تحذيراً إلى حارس الملك من نية ولي العهد تصفيته جسدياً. واستهجن مجتهد ما ذكره حساب «بن عويد» غير رسمي على «تويتر»، متسائلاً: «مَن أعطاه حق نشر هذه المعلومة سواء كانت صحيحة أو كاذبة؟»، ثم أكد أنَّ نشر هذه المعلومات على هذا الحساب يُعد «جزءاً من ترتيب قتل الفغم».

وأعاد الناشطون، نشر تغريدة المعارض السعودي المقيم بلندن محمد المسعري، الذي كان قد حذّر فيها «الفغم»، قبل 5 أشهر من إمكانية تصفيته على يد بن سلمان.

وقال المسعري في تغريدة نشرها على حسابه بـ»تويتر»، في أيار الماضي: «يا عبدالعزيز الفغم.. بكرة غدا محمد بن سلمان يعس على راسك ومجموعتك، ويستبدلكم بمجموعة من بلاك ووتر الكولومبيين».

الشيخة مريم آل الثاني، كان لها أيضاً رأي يرجح نظرية الاغتيال، حيث قالت ما نصه: «خاشقجي قتل بلا ذنب وبدم بارد وإلى الآن لم يتم الاقتصاص من القتلة.. والآن جاء الدور على الفغم.. والله أعلم! إنها مملكة المناشير.. حسبنا الله ونعم الوكيل! الله ارحم عبدك عبدالعزيز الفغم واجبر كسر أهله على فراقه، وانتقم من كل ظالم متجبّر».

وتساءل ناشط آخر قائلاً: «ثلاثة أسئلة تجعل الرواية الشبه رسمية في مقتل عبدالعزيز الفغم غير مقنعة: كيف عرف القاتل موقع المجني عليه؟! اذا كان القاتل ينوي القتل فمن الأفضل أن ينتظره خارج المنزل واذا لم يكن ينوي القتل لماذا كان مسلحاً؟! كيف تواجدت الجهات الأمنية خارج المنزل بهذه السرعة؟!».

وقال الناشط يحيى عسير مستغرباً نشر الذباب لقصة مقتله قبل انتهاء التحقيقات، وقصة لا تقنع أي شخص، حيث قال في تغريدته ما نصه: «قصة الذباب عن مقتل الحارس الشخصي للملك عبدالعزيز الفغم غير منطقية، وقتل الجاني مباشرة لإغلاق الملف، يزيد الشكوك! كيف كانت قوات الأمن حاضرة مباشرة في نفس الموقع؟! وكيف عرف ونشر ذباب تويتر التفاصيل قبل السلطات؟!».

وعلق ناشط آخر بأن «القضية قد تكون للتغطية على عملية قتل وأسر كمية كبيرة من الجنود في اليمن في أكبر ضربة للسعودية»، حيث قال حسب رأيه: «بص العصفورة الحوثي اسر وقتل نصف الجيش السعودي في عملية واحدة اسهل من طلب نص كبسه. المخابرات السعودية اي عملية قتل تشغل الناس عن عمليات الحوثي. وكمان تغطي على ذكرى مقتل خاشقجى. والله اعلى واعلم».

ختاماً، يقول محللون إنه «بناءً على التسريبات التي نشرها معارض سعودي قبل فترة فيما يخصّ بأن ولي العهد محمد بن سلمان كان يتربص اللواء الفغم وأنه قد يدبر له مكيدة ويقضي عليه نظراً لأنه من الحرس القديم الأوفياء لوالده»، فإن هؤلاء المحللين يرون أن «كفة الميزان تميل الى الذين يشككون في الرواية الحكومية الهادفة الى التقليل من أهمية هذه الجريمة الى مسألة خلافات شخصية».

فيما يرى آخرون وهو قد يكون رأياً سديداً، أن «هذه الجريمة تمت للتعتيم على الهزيمة النكراء التي تلقتها القوات السعودية على يد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنيین في محور نجران جنوب السعودية، وإلهاء الداخل السعودي بهذه القضية لفترة من الزمن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى