خماسيات الشيخ حسون – مع خالد العبّود وهدى رزق – مصر وسورية والعراق – الفلتان

ناصر قنديل

– بعد خماسيته الأولى ينتقل الصديق المفكر الشيخ أحمد حسون بإبداعه إلى خماسية جديدة هي النبوة والخلافة والرئاسة بين البيعة والانتخاب، وكما صاغ معادلات مبهرة ومفاجئة في زمانها وتسلسلها المنطقي حدّ اليقين في القدرة على الإقناع، عندما قال إنّ الدين صناعة الله وهو مثله صفته الديمومة واللاإكراه، والدولة من صنع الإنسان وميزتها منه في التغيّر والميل إلى التسلط، والمشترك بين الدين والدولة هو الإنسان الذي يهتمّ بصناعة الدولة ويهتمّ الدين بصناعته، وكما صاغ معادلة أنّ الدولة تنظم شؤون الدنيا لأناس من أديان مختلفة بمن فيهم اللادينيين، بينما يهتمّ الدين بهم كأفراد لتكوين دواخلهم أناساً من دول متعددة بروح شفافة، يبدأ بصياغة معادلته الجديدة حول الفارق بين الأهلية للخلافة في شؤون الدين والخلافة في شؤون الدنيا، وهو كالعادة مميّز في تدفقه وحضوره الفكري بما يمتع القارئ ويفتح عقله على آفاق رحبة لا حدود لها، لكنه قبل كلّ شيء يقدم صورة متفوّقة نرغبها لرجل الدين.

– بعد المقالة الأولى في باب «نافذة بمفاتيح متعددة» التي تشارَك فيها نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي والزميلة الكاتبة روزانا رمال، للإجابة المشتركة عن سؤال «هل نضجت التسويات»، وجاءانا بالجواب أنّ التسويات على الطريق وتنتظر حاصل الصراع السعودي التركي على المكانة الموازية لإيران في معادلة المنطقة، كانت المقالة الثانية بشراكتي مع الثنائي الفلسطيني المصري صابرين دياب وماجدي البسيوني حول مستقبل مصر وفلسطين، في ظلّ التنافس الرئاسي ومشاريعه والآفاق التي يفتحها، لنتوافق على انّ العناوين المنشودة بعبد ناصر جديد ليست متاحة، لكن انتصار فكرة الدولة سيجعل مصر مؤهّلة للتقدم على الطريق الذي يريده كلّ المؤمنين بخيار المقاومة، واليوم ننشر الحلقة الأولى من مشاركة ضمّتني مع أمين سرّ مجلس الشعب السوري خالد العبّود والأستاذة الجامعية الدكتورة هدى رزق، حول الرئاستين السورية واللبنانية والمقاومة والحرب، آملين ان تلقى رضا وقبول القراء، وأن تكون هذه المحاولات التي نشرت لهذا النمط الجديد من الكتابة، قد استثارت الهمة لدى آخرين لدخول التجربة.

– في مصر وسورية رغم كلّ المحاولات الدؤوبة للحؤول دون التلاقي بينهما، نبض شعبي وسياسي يصل إلى الضباط والجنود في جيشي البلدين، وقوامه الإحساس مرة أخرى بوحدة المصير والمستقبل ومعركة الوجود، وهذا كافٍ لإعادة إنتاج مفهوم للأمن القومي يبدأ من مكافحة الإرهاب يضمّ سورية ومصر والعراق، وهو المثلث الذي قال الرئيس بشار الأسد إنه مثلث صناعة السياسات والاستراتيجيات في المنطقة، وليس المثلث المصري السوري السعودي.

– في لبنان تصل الخفة السياسية لدى الطبقة الحاكمة حدّ تعريض الامتحانات الرسمية للضياع ومن ورائها استدراج أزمة في الشارع، قد تخرج عن السيطرة وتأخذ البلد إلى حالة من السيولة الشعبية، التي تحمل معها الكثير من مخاطر الانفلات، ولا يرفّ جفن أصحاب المال وحيتانه من القلق أو الخوف مما يجرّونه على البلد من مخاطر وويلات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى