أردوغان و«الخازوق»

نظام مارديني

في روايته الشهيرة «لعبة الكريات الزجاجية» يكتب الألماني هرمان هيسه حائز على نوبل هذا الكلام: «معشر لاعبي الكريات الزجاجية كآلهة أو رجال فوقانيين يعيشون في مرح دائم ولعب خالد ومتعة بكيانهم الخاص، ولا يصل إليه ضرّ أو حزن».

البلورات البشرية جماعات تركية تنظر بخيبة أمل عريضة إلى معشر حكام السلطنة، ندماء الفساد الموالين أبداً للانحطاط، والعنجهية، والغطرسة و«الأخونة».

يذكرنا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببطل مسرحية «بيت الزوجية» للمسرحي العراقي شاكر خصباك بالبهلوان في المسرحية التي تحمل اسمه وهو يحاول أن يسلي المتفرجين ما بين فقرات البرنامج. فهل يسدل البهلوان أردوغان الستارة على مسيرة حياته قريباً؟

ففي كل يوم تتأكد النهاية المأسوية لأردوغان، الذي بدأ رحلة الجلوس على «الخازوق» بعدما واجه «عاصفة» من الاستحقاقات وكمّاً من الملفات المعقدة التي تدفعه خطوة خطوة للجلوس على هذا «الاختراع العثماني»، وأهمها:

1- تسجيل إيران نقطة ثمينة لمصلحتها بعد التوصل الى اتفاق نووي نهائي مع مجموعة الدول الست في تموز الماضي.

2- خروج أردوغان جريحاً من الانتخابات البرلمانية، في السابع من حزيران الماضي، والتي انتهت بنتائج قاسية بالنسبة إلى حزبه «العدالة والتنمية»، الذي يحكم البلاد منذ 13 عاماً.

3- الصعود الكردي القوي في تركيا بعد وصول أكثر من 80 نائباً إلى البرلمان في الانتخابات البرلمانية المذكورة أعلاه. والأكراد هم نقطة ضعف تركيا القاتلة في السياسة الداخلية والإقليمية، وهي لذلك تصيب هذا الطوراني بالهستيريا كلما تذكر تطلعاتهم التي ستقصم ظهر تركيا.

4- سقوط أردوغان بعدما فظّع في اللعب بالدم السوري، وهو شيء يعطي أملاً ما لجهة ثقة الناس في الكون كله بحقيقة تبشير القاتل بالقتل، أو على الأقل تبشير القاتل بانتهاء مفعوله أو مستقبله.

ايام أردوغان الصعبة قادمة والهزائم التي تلحق بمشروعه العثماني الجديد مرشحة للتكاثر ليس فقط في ان مدينة حلب لم تسقط في يد «دواعشه» و«نصراوييه»، وإنما أيضاً لأن النجم التركي في الظروف الإقليمية المستجدة بدأ يستطيب الجلوس على «الخازوق» على رغم أن الوقائع الدقيقة لا تزال تحتاج الى الكثير من النظر الى الكواليس لغربلة تفاصيل السقوط المدوي لهذا المجنون.

المنطق يقول إن أردوغان على رغم بلاهته السياسية، ها هو يتهلهل، ومن يدري ربما حتى فرصة عودته لبيع البطيخ لن تتاح له…، ربما ربما… وربما يبقى بائع بطيخ سياسياً بعد ان بدد «كابوس» صلاح الدين دميرطاش أحلامه إلى الأبد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى