اسكندر: استعادة مصر لدورها بإعادة علاقتها مع دمشق أبو طالب: الدفاع عن سورية دفاع عن أمن مصر

القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي

رأى رئيس تحرير جريدة «الأهرام»، وهي أهم جريدة رسمية مصرية أنّ اشتراط تنحي الرئيس الأسد من أجل التوصل إلى حلّ الأزمة السورية هو شرط خبيث وشبيه بالشروط «الإسرائيلية» في المفاوضات مع الفلسطينيين. وأكد محمد عبدالهادي علام في مقال «الأهرام» الافتتاحي الأسبوع الماضي، أنّ الأسد يتمتع بشعبية في سورية، وأنّ النظام في دمشق لا بدّ أن يكون في صلب الحرب على «داعش». ويأتي مقال علام ضمن سياق تحول في وجهة المقالات التي تنشرها صحيفة الأهرام الرسمية فيما يخصّ الأزمة السورية، وعلى وقع الحديث عن عودة قريبة للعلاقات الديبلوماسية بين مصر وسورية.

وفي هذا السياق، علقّ القيادي في حزب الكرامة الناصري المصري المعارض أمين أسكندر في حديث الى «البناء» على التغير في الموقف المصري تجاه سورية، فرأى أنّ «التأخر في خطوات استرجاع العلاقات الديبلوماسية الطبيعية بين دمشق والقاهرة غير مبرر، وخصوصاً بعد الدور الذي لعبته دمشق بصمودها في وجه الإرهاب في إيقاف تمدّد مشروع «الإخوان المسلمين» لحكم العالم العربي، ما مهد الطريق لمصر لتطلق ثورة 30 حزيران وتسقط حكم الإخوان فيها». وقال: «لقد اختلفت في السابق كثيراً مع القيادة السورية بسبب مسائل تتعلق بملف الحريات في سورية، لكن عندما تصبح المعركة على الوطن لا نملك ترف الاختلاف، فقد ترأستُ لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري الأخير المنحل، وكاد نواب «الإخوان المسلمين» خلال تلك الفترة يقبلون يدي لأوافق على إصدار بيان يؤيد التدخل الغربي في سورية لكنني رفضت وقلت لهم حينها: أنتم مستعدون لفعل أي شيء للوصول إلى السلطة». وأضاف: «إننا نعاني في العالم العربي من محاولات إمارات الخليج لشراء دور بالمال وهو ما يتم على حساب الدور القيادي الذي من المفترض أن تلعبه مصر. إنّ سورية تمثل روح العروبة واستعادة مصر لدورها يبدأ من إعادة علاقتها مع دمشق. القرار المصري خاضع لتحالف مؤسسة الجيش مع طبقة رجال الأعمال المرتبطة بمصالح اقتصادية مع دول الخليج، وهذا التحالف بدأ مع سياسة الانفتاح في عهد السادات واستمر في عهود كلّ من مبارك ومرسي والسيسي، وهو تحالف يرعى نمواً رأسمالياً من دون تنمية حقيقة، وهو يرسم سقوفاً للسياسة الخارجية المصرية».

وعلى رغم التفاؤل في أن يغير توجه السيسي الجديد نحو موسكو المعادلة الداخلية المصرية نحو مزيد من التوازن، إلا أنّ سياسات مصر الإقليمية لم تشهد أي تغير جوهري حتى الآن من وجهة نظر المعارض أمين اسكندر، وخصوصاً تجاه الأزمة السورية والقضية الفلسطينية.

وفي السياق نفسه، أكد الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور حسن أبو طالب لـ «البناء» أنّ الدفاع عن سورية في المرحلة الحالية «هو دفاع عن النفس بالنسبة إلى مصر التي تبدو مهدّدة من الأخطار نفسها التي تضرب سورية»، معتبراً «أنّ الحلّ للأزمة السورية من وجهة النظر المصرية يجب أن يرتكز على أربعة أسس هي: ضمان سلامة مؤسسات الدولة السورية، وضمان عدم حصول الجماعات المتطرفة والمتسترة بالدين على أية فرصة للمشاركة في المستقبل السياسي لسورية، وضمان وحدة الأراضي السورية، وحفظ حقوق المعارضة السورية الوطنية السلمية في الشراكة في مستقبل سورية السياسي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى