عباس: لن نتخلى عن مواقع العز حتى نحقق النصر الذي لا مفرّ منه

أقامت منفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل تخريج مخيم الأشبال والزهرات في مخيم تمنين التحتا، وذلك في حضور عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، عضو المجلس الأعلى منفذ عام المتن الجنوبي عاطف بزي وأعضاء من هيئة المنفذية، مدير دائرة الأشبال إيهاب المقداد، منفذ عام بعلبك علي عرار، وجمع من القوميين والمواطنين.

بداية ألقت الزهرة جودي المغربي كلمة المتخرّجين فشكرت هيئة المخيم على جهودها.

وألقى آمر المخيم بسام الغداف كلمة توجه في بدايتها إلى عميد التربية، شاكراً الرعاية والحرص على التوجيه الدائم لاستمرار هذه النشاطات والعمل على تطويرها.

وخاطب المتخرّجين بالقول: نودّعكم اليوم وكلنا أمل وثقة بكم، وبقدرتكم على نقل تجربتكم إلى متحداتكم والعمل ضمنها للنهوض بالمجتمع وبناء الوطن.

وأضاف: في أمة ظنّ أعداؤها أنها اندثرت، انبثق فجر الحزب السوري القومي الاجتماعي ليعلن أنّ أمة تدرّب وتجهّز وتصقل نفوس أشبالها وروّادها بالمعرفة لا يمكن أن يكون مصيرها الاندثار، بل هي أمة الحياة والخلود. فالنبت الصالح ينمو بالعناية أما الشوك فينمو بالإهمال.

وليعلم أعداء الأمة يهوداً كانوا أم مستعربين أم دواعش، أننا نعدّ الأجيال كما في هذه الدورة، ليتزوّدوا بالقوة والصلابة التي تؤهّلهم لبناء المستقبل، ومواجهة الإرهاب والظلامية.

ثم توجه الغداف إلى الأشبال بالقول: شكراً لكم لصبركم، وبطولتكم، فقد أظهرتم خلال هذه الفترة كلّ الصلابة والإرادة والعزيمة، وكنتم في جميع الدروس الرياضية والتثقيفية والتربوية أشبالاً شجعاناً تمتلكون حساً واعياً وناضجاً.

كما شكر هيئة المخيم والمفوّضين والمساعدين الذين كانوا العين الساهرة في سبيل خدمة المخيم وإنجاحه.

عميد التربية

وألقى عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس كلمة أكد فيها على مواصلة العمل في بناء الأجيال الجديدة على مبادئ النهضة، وتسليحهم بقيمها ومثلها العليا، فهم البذرة الصالحة للآتي من الأيام، وهم الذين يحملون مسؤولية بناء المجتمع بعيداً عن الأمراض المتفشية من طائفية ومذهبية.

وأكد أنّ حزبنا يتحمّل مسؤوليات كبيرة في كلّ المجالات الحياتية والاجتماعية والقومية، فهنا نبني النفوس الأبية، وهناك على خطوط المواجهة مع أعداء الأمة من الصهاينة وأعوانهم من قوى الإرهاب، يقف نسور الزوبعة صفوفاً نظامية بديعة، كما شاءهم زعيمنا يدافعون عن أرضنا وشعبنا بكلّ ما أوتوا من عزم، وتشهد أرضنا السورية التي ترتوي بدماء الشهداء على بطولاتهم وعزيمتهم التي لن تقهر إلى جانب الجيش السوري البطل وكلّ القوى الشريفة المؤمنة بحقنا القومي.

وأشار عباس إلى أنّ المعركة مهما طالت فلن نتخلى عن مواقع العز فيها حتى نحقق النصر الذي لا مفرّ منه، فقد علمنا سعاده دروس البطولة والوعي والفداء وهو قدوتنا الذي أكد أنّ فينا قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ، وها هي تغيّره وتلبّي نداء الأمة وتفعل من دون تردّد أو وجل.

وشدّد عباس على أنّنا لن نستكين أمام ما تواجهه بلادنا من تحدّيات تستهدف وجودها وحضارتها وإنسانها، بل اننا سنبقى في ساحات المواجهة والتصدّي على امتداد الجغرافيا السورية إلى أن ندحر هذه الهجمة الإرهابية الشرسة، التي لا يخامرنا شك في أنها مدفوعة من عدوّنا الصهيوني الذي ظهر عجزه واضحاً أمام مقاومتنا، واندحر خائباً عن أرضنا الطيبة، وكلكم قرأ عن عملية «الويمبي» النوعية التي نفذها البطل القومي خالد علوان في 24 ايلول 1982، وكيف بدأ اليهود على اثر تلك العملية البطولية يعلنون عبر مكبرات الصوت، «لا تطلقوا النار اننا راحلون». وقد كانت عملية «الويمبي» فاتحة تحرير بيروت من الاحتلال الصهيوني.

وللتذكير فإنّ عملية «الويمبي» جاءت بعد شهر ونيف على الانطلاقة الفعلية لجبهة المقاومة الوطنية، ففي 21 تموز 1982 أطلق أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي صواريخ الكاتيوشا من سوق الخان في حاصبيا على المستعمرات الصهيونية في الجليل، مسقطين بهذه العملية شعار «سلامة الجليل» الذي أطلقه قادة العدو على عملية الاجتياح.

وقال عباس: المحطات المضيئة وحدها تصنع التاريخ، والقوميون الاجتماعيون هم أول من صنع المحطات المضيئة بنضالهم وتضحياتهم، وبالفعل المقاوم النبيل الذي سبق البيانات والتصريحات… ومن يجهل هذه الحقائق أو يتعامى عنها فهذا شأنه، أما شأننا نحن فهو الاستمرار في مسيرة المقاومة التي بدأناها من العام 1936 في فلسطين المحتلة، إلى 21 تموز 1982 بإطلاق شرارة جبهة المقاومة، إلى اليوم حيث نخوض معركة المصير القومي ضدّ الإرهاب والتطرف على أرض الشام.

وتابع عباس: إنّ إنجاز التحرير لمعظم الأرض اللبنانية في العام 2000 ثم الانتصار الكبير في العام 2006، وصمود غزة أكثر من مرة، كلها محطات مضيئة تؤكد أنّ المقاومة هي خيار الأحرار في أمتنا ولا يقف في طريقها أيّ حائل دون تحقيق الهدف الشامل بإزالة دولة الاحتلال واستعادة الأرض والحق كاملاً.

وأكد عباس أنّ تحصين إنجازات المقاومة، ليس بالاجتزاء، فمسيرة المقاومة واحدة، وهي لا تزال مستمرة وعلى الجميع أن ينخرط في عمل المقاومة لمواجهة الاحتلال الصهيوني ولمواجهة قوى الإرهاب والتطرف.

وأضاف: إنّ كلّ ما تشهده بلادنا وساحات العالم العربي من أحداث بدأت بما يسمى «الربيع العربي» واستخدمت شعارات «المطالب» و»الحرية» و»السلمية»، هو مخطط لتصفية المقاومة، فحذار من الانخداع في هذه الشعارات لأنها شكلت ولا تزال تشكل المدخل الرئيس لأحداث الفوصى والفتنة والخراب، خدمة لمشروع التفتيت والتقسيم، وهو مشروع صهيوني استعماري يستهدف أمتنا وشعبنا.

وتوجه عباس إلى المتخرّجين بالقول: أنتم ملح الأرض وأنتم القدوة الصالحة فانقلوا ما تعلمتموه إلى متحداتكم، فانتم المستقبل الواعد والمشرق.

وختم كلمته بتوجيه الشكر لكلّ من عمل على إنجاح المخيم، ومن ثم وزع الشهادات على المتخرجين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى