الرياض لا تنفي دور «الموساد» في فاجعة منى!

هتاف دهام

لم يحصل أن انهارت العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية إلى هذا المستوى منذ الثورة الإيرانية. عندما وقعت فاجعة منى حاول البعض أن يتعاطى معها على أساس أنها حادثة عابرة وقعت قضاء وقدراً، لكن قلة من المتابعين رفضوا هذه الفكرة، واتجهوا إلى القول إنّ الحادث مدبّر ومخطط له وينطوي على عمل أمني كبير، بخاصة أنّ سبع شخصيات إيرانية وعراقية وأفغانية من الطائفة الشيعية تشكل أهدافاً مطلوبة للسعودية وللعدو «الإسرائيلي» على حدّ سواء، منها السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي الذي له خصوصية أمنية متميّزة، لجهة عمله كسفير في لبنان، ولارتباطه الوثيق بحزب الله ولجهة وظيفته في مكتب قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، فضلاً عن ضباط من الحرس الثوري وعلماء نوويين.

عندما مرّت الأيام من دون أن يكشف عن مصير هذه الشخصيات المفقودة سواء بين الناجين أو بين الجرحى أو بإظهار الجثث إنْ كان أصحابها بين الموتى. ذهب المتابعون إلى درجة التأكيد أنّ هناك عملاً أمنياً تشارك فيه «إسرائيل».

هذه الفرضية أكدها الرفض السعودي لأيّ نوع من أنواع التحقيق، ولأيّ شكل من أشكال التعاون فهي أخذت بصمات من كلّ الجثث قبل دفنها. وما جعل إمكانية معرفة مصير المفقودين سهلاً، كذلك المواقف الأميركية المترافقة مع مواقف منظمات المجتمع الدولي التي لم تحرك ساكناً، رغم وصول عدد الضحايا المعلن إلى ما يزيد عن 2200 في حين أنّ العدد الحقيقي يصل إلى أكثر من 4000 قتيل.

إنّ حادثة منى التي أتت لتصبّ المزيد من الزيت على النار المشتعلة أصلاً في العلاقة بين الإيرانيين والسعوديين، والتي أوصلها ملف اليمن وتداعياته إلى قمة الاشتعال، نقلتها إلى ذروة غير مسبوقة لامست الانفجار المباشر، وهذا يتضح من المواقف الأخيرة للسيد علي خامنئي تجاه الرياض، والذي تحدث عن الخبث السعودي، وأكد أنّ إيران لن تسكت عن حق أبنائها، إلى تصريحات قائد الحرس الثوري، وتهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يصنف معتدلاً السعودية بشكل مباشر بأننا سنستخدم لغة الاقتدار في ما لو اقتضت الضرورة لذلك، وكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال مجلس عاشورائي أنه سيكون لهذه النفوس الزكية التي أزهقت في منى بسبب التقاعس والتقصير والفشل، وبعد ذلك الاستعلاء، الأثر العظيم على انتهاء هذا الظلم التاريخي الذي يلحق بالأمة وبالحرمين الشريفين الذي يمثله هؤلاء الحكام.

عندما تقول صحيفة العدو «يديعوت أحرنوت» بوجود كنز إيراني ثمين في قبضة «الإسرائيليين»، فإنّ المتابعين أنفسهم يفسّرون هذا الكنز بأنّ الشخصيات السبع أو جميعها هي في قبضة «الإسرائيليين»، لا سيما أنّ هذا الكلام لم يستبعده رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي الذي أبقى إمكانية صحة هذا الخيار قائمة، مع تأكيده «أنّ شهوداً عياناً شاهدوا السفير ركن آبادي وهو ينقل حياً في سيارة إسعاف إلى المستشفى بعد حادثة التدافع».

لقد أضحى مؤكداً بعد التسريبات «الإسرائيلية» أنّ عملية منى عملية استخبارية كانت تستهدف ركن آبادي وغيره من الشخصيات المفقودة، فالتنسيق الأمني السعودي «الإسرائيلي» بات مكشوفاً، ووفقاً لتقارير «إسرائيلية» لم تنفها المملكة، أبدى مسؤولون سعوديون استعداد بلادهم للتعاون مع «إسرائيل» لضرب إيران. ويشير المتابعون إلى سابقة سجلت في هذا المجال تمثلت بعمل أمني طال أحد العلماء النوويين في فريضة الحج في العام 2009 في مكة المكرمة ولم تتعاون حينها السعودية ووضعت يومذاك علامات استفهام حول بصمات الموساد «الإسرائيلي». فالأيام المقبلة أيام انتظار قاسية وثقيلة لمعرفة اتجاه الأحداث ومسارها. واختبار إيران في ردّ فعلها في مرحلة تنفيذ الاتفاق النووي… وكيف سيكون؟ ومتى؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى