حربا: المليحة نقطة استراتيجية

دمشق ـ سعد الله الخليل

أكد الدكتور سليم حربا الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أن أهمية العملية العسكرية في المليحة وجوبر، تأتي كاستمرار للنتائج والانتصارات التي حققها الجيش السوري في القلمون ويبرود، والتي شكلت انتصاراً استراتيجياً، أظهر هزيمة لمحور العدوان على سورية، والتي بدأت انعكاساته بانهيار مادي ومعنوي في جميع الجبهات في الوقت نفسه، والهستيريا في دول العدوان والإرهاب الذي برز في العدوان على ريف القنيطرة، والهجوم الأردوغاني على كسب لمحاولة حرف الأنظار عن الانتصارات في القلمون، ووقف الانهيار العسكري المعادي.


وأضاف حربا في حديث لـ»البناء» أنّ تغيير أولويات الجيش السوري وتشتيت جهوده على أكثر من جبهة، لا سيما أنّ المؤشرات تقول إنّ الغوطة الشرقية كانت مرتبة لتكون ما بعد يبرود، لأنّ قدرة الإرهاب فيها بدأت تنهار بسرعة كبيرة نتيجة الحصار المحكم عليها، وإصابتها بعدة نكبات على المستوى البشري والعملياتي والقيادي والتكتيكي من خلال أكثر من عشرة كمائن أصابتها في المقتل، ونتيجة الضربات النارية الهادفة والموضوعية ونتيجة قدرة الجيش السوري على تتبع متزعّميها وفلولها أفراداً وجماعات، حتى كاد يحصي عليها أنفاسها وأعدادها وتحركاتها ومناورتها تحت الأرض وفوقها .

وتابع حربا: لقد ضاق الخناق على المجموعات الإرهابية، بإحكام الطوق من قبل الجيش عليها من جميع الاتجاهات، والذي ترافق بامتداد طوق المصالحات في مناطق التضامن واليرموك والحجر الأسود في الأسبوع المقبل، امتداداً إلى ببيلا ويلدا وسيدي مقداد وبيت سحم وبرزة والقابون، لذلك بدأ الجيش إعادة العمليات باتجاه المليحة وجوبر كمنطلق باتجاه الشرق الى عدرا العمالية والعتيبة وباتجاه مرج السلطان وحران العواميد.

التتمة ص10

ورأى حربا أنّ أهمية عملية المليحة كونها شكلت مقراً لأخطر المجاميع الإرهابية من حيث العدد والتسليح، وكان الرهان عليها أكثر من مرة بالقدرة على الهجوم لوصل الغوطتين الشرقية بالغربية، أيّ الهجوم من المليحة إلى دير العصافير وشبعا وحتيتة التركمان وصولاً إلى بيت سحم، إضافة إلى وقوعها في المدخل الجنوبي الشرقي لدمشق وطريق المطار، ولكونها تحتوي على أخطر منصات إطلاق الهاون والصواريخ على الأحياء القريبة كجرمانا والكباس والدخانية والدويلعة وباب توما والقصاع، ومنصة انطلاق للكثير من المحاولات اليائسة للتحرك باتجاه دمشق.

وعن تداعيات العملية في المليحة على الواقع الميداني قال حربا إنّ «عملية الجيش السوري الخاطفة تخفف قذائف الهاون المتساقطة على دمشق، وتقطع أوصال الخط الأمامي للغوطة الشرقية، ما يسمح بالتقدم باتجاه عمق الغوطة الشرقية، والسيطرة على المحور الممتدّ من باب شرقي إلى المليحة فحران العواميد بالتوازي مع محور جوبر عربين زملكا كفربطنا.

ورأى حربا أنّ نجاح العملية من حيث سرعتها وتحقيق هدفها يؤكد أنّ معركة الغوطة الشرقية بدأت ولن تتوقف حتى تطهيرها كلها، ومن هنا جاءت الخشية السورية، كما نقلها الدكتور بشار الجعفري إلى الأمم المتحدة من رصد اتصالات المجموعات المسلحة من تكرار سيناريو استخدام المسلحين الأسلحة الكيماوية، كما حصل في خان العسل في آذار 2013 أو كما حصل في جوبر في أب 2013 لمحاولة وقف العملية العسكرية وخلط الأوراق وخلق ذرائع التدخل العسكري الخارجي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى