الوطن

انطلاق الجولة الـ14 لـ«مباحثات أستانا».. وسورية تشارك في المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر الجعفري: لا تهدئة في محاربة دمشق للإرهاب في إدلب.. ولافرينتييف يرى لقاء أستانا سيبحث الوجود الأميركي

أكد ممثل الحكومة السورية في مفاوضات «أستانا»، بشار الجعفري، أمس، أن جهود دمشق لمحاربة الإرهاب لن تشهد تهدئة في محافظة إدلب.

 وقال الجعفري، في حديث للصحافيين على هامش الجولة الـ 14 لمحادثات أستانا حول سورية، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، مجيباً عن سؤال حول صحة الأنباء عن تهدئة في جنوب إدلب، «لا توجد تهدئة في مضمار مكافحة الاٍرهاب على الإطلاق»​​​.

 وقال إنّ الجولة الحالية هي الأكثر حساسية وذلك في ظلِّ سرقةِ واشنطن للنفط السوري والاحتلال التركي وعودة الإرهاب إلى حلب.

وقد انطلقت الجولة الـ14 للمباحثات «بصيغة أستانا»، حول التسوية السورية في العاصمة الكازاخية نور سلطان صباح أمس، بسلسلة مشاورات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة، بينها اجتماع الوفد الروسي مع وفد الحكومة السورية.

وبدأت المشاورات باجتماع مغلق بين الوفدين الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الخاص لسورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، والإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية علي أصغر حاجي.

وفي وقت لاحق اجتمع الوفد الروسي مع وفد الحكومة السورية الذي يرأسه سفير دمشق لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

وأكدت الخارجية الكازاخية وصول الوفود المعنية كافة إلى نور سلطان، وبينها وفد المعارضة التركية المتألف من 12 شخصاً بقيادة أحمد طعمة التي تتخذ من غازي عنتاب التركية مقراً لها.

وتشارك في الجولة الحالية من المباحثات الدول الضامنة لعملية أستانا وهي روسيا وتركيا وإيران، ووفدا الحكومة السورية والمعارضة التركية، وممثلون عن الأردن والعراق ولبنان بصفة مراقبين، إضافة إلى البعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن.

ويتضمن جدول أعمال الجولة مسائل دعم العملية السياسية في سورية، على ضوء إطلاق اللجنة الدستورية السورية في جنيف، وكذلك الوضع «على الأرض» مع التركيز على مناطق شرق الفرات وإدلب.

كما يتوقع أن تشمل المناقشات الوضع على الحدود السورية التركية بعد إبرام المذكرة الروسية التركية لوقف إطلاق النار هناك.

وحسبما ذكرت الخارجية الكازاخية في وقت سابق، يعتزم المشاركون في الجولة بحث إجراءات بناء الثقة مثل الإفراج عن المعتقلين والبحث عن المفقودين، إضافة إلى زيادة المساعدة الإنسانية الشاملة لسورية في سياق عملية عودة اللاجئين والنازحين.

وستختتم اجتماعات الجولة الحالية لـ»مباحثات أستانا» اليوم الأربعاء.

وسبق للمتحدّث باسم وزارة خارجية كازاخستان إيبك سمادياروف أن أعلن أمس، أن جميع الأطراف في عملية أستانا حول سورية ستشارك في الجولة الرابعة عشرة من المحادثات المقرّرة في نور سلطان وهي وفود البلدان الضامنة «روسيا وإيران وتركيا» والجمهورية العربية السورية وممثلو «المعارضة» فيما أكد الأردن ولبنان والعراق مشاركتهم بصفة مراقبين.

وكان سمادياروف أعلن في الـ 25 من الشهر الماضي أن جدول أعمال الجولة المقبلة من محادثات أستانا سيتضمن تعزيز العملية السياسية مع الأخذ بالاعتبار إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور إضافة إلى الوضع في الجزيرة السورية ومحافظة إدلب.

يذكر أن الجولة الثالثة عشرة ضمن صيغة أستانا انعقدت في نور سلطان يومي الأول والثاني من آب الماضي.

وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017 وعقدت ثلاثة عشر اجتماعاً أحدها في مدينة سوتشي الروسية.

وفي سياق متصل، أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، وجود إمكانية لتجاوز الصعوبات والعراقيل في عمل اللجنة الدستورية السورية.

وقال لافرينتييف إنّ موسكو وأنقرة لا تعتقدان بضرورة توسيع المنطقة الآمنة في الشمالِ السوري، مضيفاً أن المشاركين في مباحثات آستانا يبحثون جميع القضايا المتعلقة بسورية بما في ذلك، الوجود الأميركي في المنطقة.

 وقال لافرينتييف: «أعتقد أننا على استعداد لمناقشة الوضع في جميع أنحاء سورية وبطبيعة الحال، مسألة الانتشار الأميركي غير الشرعي الذي يهدف إلى استغلال موارد سورية الطبيعية».

وأشار لافرينتييف في حديث للصحافة، إلى ضرورة أن تعمل تركيا على وقف قصف حلب من قبل الإرهابيين، لأنها منطقة مسؤوليتها. وقال: «منطقة خفض التصعيد في إدلب بالشكل الذي توجد فيه الآن هي منطقة مسؤولية شركائنا الأتراك، لذلك لا يوجد أي معنى لإجراء أي نوع من العمليات الموسعة​​​. يجب التأثير على شركائنا الأتراك ليقوموا بإجراءات مناسبة مع تلك الجماعات المسلحة التي تنفذ هذه الاستفزازات. لأنه من غير المقبول على الإطلاق أن يعاني المدنيون.. يجب وقف ذلك». 

كما أعلن لافرينتييف، أن الوضع في منطقة الدوريات الروسية التركية المشتركة مستقر رغم وجود بعض الاستفزازات.

وكان لافرينتييف تحدّث حول إمكانية تجاوز الصعوبات في عمل اللجنة الدستورية السورية. وقال أمس، خلال لقائه بالوفد الحكومي السوري، في إطار الجولة الـ 14 لمحادثات أستانا في العاصمة الكازاخية نور سلطان: «بإطلاق عمل اللجنة الدستورية نرى أن هناك بعض الصعوبات والعراقيل في عمل هذه اللجنة، لكن حسب تقديرنا هناك إمكانية لتجاوز الصعوبات»​​​.

وأضاف: «أصبحت هذه اللقاءات (في صيغة أستانا) عادة جيدة لتبادل وجهات النظر والتنسيق، نحن نلتقي في إطار أستانا تزامناً مع اللحظات الحاسمة في التطورات الميدانية على الأرض أو في العملية السياسية».

وقد انطلقت الجولة الـ14 للمباحثات «بصيغة أستانا»، حول التسوية السورية في العاصمة الكازاخية نور سلطان صباح أمس، بسلسلة مشاورات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة.

إلى ذلك، انطلقت في جنيف أمس، أعمال المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة السفير حسام الدين آلا مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف ووفد منظمة الهلال الأحمر العربي السوري برئاسة المهندس خالد حبوباتي رئيس المنظمة.

ويناقش المؤتمر الذي يصادف انعقاده الذكرى السنوية السبعين لاتفاقيات جنيف حالة تطبيق القانون الدولي الإنساني والتحديات التي تواجه أعماله وسبل توفير المساعدة والاستجابة لاحتياجات المدنيين وحمايتهم في حالات النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية إضافة إلى التحديات المستجدة التي تواجه العالم.وكان المؤتمر عقد جلسته الافتتاحية مساء الاثنين بحضور وزير الخارجية السويسري ايغناسيو كاسيس ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير ورئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر فرنسيسكو روكا ومشاركة ممثلي الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى