أخيرة

رسيون.. تحفة البيئة السوريّة وآية الجمال الطبيعيّ

} رشا رسلان

تُعدّ قرية رسيون التابعة لمنطقة الحفة وتبعد 28 كلم عن مدينة اللاذقيّة وجهة مناسبة لهواة رياضة المشي والتسلّق والاستكشاف والمغامرات، حيث توفر تجربة فريدة من الراحة والاسترخاء وسط أجواء هادئة بعيداً عن صخب المدينة وتسافر بزوارها في رحلة عبر الزمن وتستحضر بيوتها الحجرية القديمة إلى الأذهان ذكريات الماضي الجميل بكل تفاصيله وروعته وتروي دروبها ما كانت عليه حياة الأجداد.

وتمتاز القرية بموقع سياحي ومناظر بانوراميّة خلابة حيث تحيط بها القمم الجبليّة والغابات والوديان التي تزهو بلونها الأخضر وتمتزج بشكل متناغم مع زرقة السماء ومياه السدّ المائي الضخم الذي أنشئ غرب القرية في لوحة من الجمال الساحر أبدعتها أنامل فنان اختار مفردات طبيعتها بعناية وإتقان كما أنّها تقع على الطريق المؤدي إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي التاريخية باتجاه الشمال الشرقي.

مختار القرية سيف الدين الجردي أوضح لنشرة سانا (سياحة ومجتمع) أن القرية ترتفع نحو 400 متر عن سطح البحر وتتميز بمناخها المعتدل وهوائها النقي المنعش، مشيراً إلى الحفاظ على طابع الحياة الريفية البسيطة بعاداتها وتقاليدها وبيوتها ومصاطبها وحاراتها وتنتشر فيها المدرجات الجبلية المزروعة بالزيتون والقمح والتبغ والأشجار المثمرة والأعشاب الطبية والعطرية بالإضافة إلى الخضار المنزلية.

وقال: يبلغ عدد السكان نحو 800 نسمة يعمل معظمهم بالزراعة وتربية المواشي مشيراً إلى أن القرية تنطوي على فرص استثمارية وسياحية كبيرة.

وشرح المواطن فارس الجردي من سكان القرية عن البيوت الطينية القديمة التي تنتشر فيها ويعود تاريخها لأكثر من 100 عام، حيث روت له جدته كيف كان يجتمع رجال القرية ويتعاونون في بناء المنازل باستخدام المواد المتوافرة في المنطقة كالحجارة والطين الممزوج بشعر الماعز أو الغنم أو التبن لزيادة قوة البناء وتماسكه أما السقف فهو عبارة عن جسور خشبية من جذوع أشجار الدلب أو الحور يتم تقشيرها ورصفها وتغطى بقطعة من النايلون ثم يوضع فوقها القصب ويتم تطيينها وتترك حتى تجفّ، مبيناً أن البيوت القديمة تتميز بدفئها شتاء وبرودتها صيفاً وتتألف من غرفة للمعيشة وأخرى للنوم بالإضافة إلى مطبخ واسطبل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى