مقالات وآراء

كُلُّنا مقاومة ونقطة على السطر

 

} د. جمال شهاب المحسن*

محاولات تسلّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى عمق التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية للوصول إلى سلاح المقاومة وحزب الله خدمةً للعدو الصهيوني والإدارة الأميركية الإرهابية لن يجديَهُ نفعاً

وإن كان الرئيس ماكرون معتمداً في تدخله السافر على البعض في الداخل اللبناني حيث يحاول يائساً هو والذين نصّبوه لاعباً على الساحة اللبنانية ومنهم النتن الصهيوني نتنياهو الذي هنّأه بلعب هذا الدور، فإنّ المقاومة في الأساس لم تأخذ هُويّةً وفيزا وباسبوراً من هذا البعض الذي تآمر على المقاومين الشرفاء والأبطال في كثيرٍ من الأحيان والمحطات

لقد حقق المقاومون قبل أيام النصر في عامي 2000 و2006 وقبلها وبعدها إنجازات نعتزُّ أنها جعلت لبنان قوّةً منيعةً تهدّد من يهدّده ويطمع في أرضه وترابه ومياهه وموارده، وفوق ذلك في كرامته وسيادته.

ولي الشرف أنني أجريتُ مقابلةً صحافية مع قائد ثورة الجزائر الرئيس الراحل أحمد بن بلة في التسعينيات من القرن الماضي حيث أكد فيها حبَّهُ وتقديرَه وافتخاره بأبطال المقاومة في لبنان الذين رفعوا رؤوسنا وهاماتنا عالياً وسطّروا وما زالوا يسطّرون أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية ضدّ الكيان الصهيوني وحلفائه في اﻹقليم وفي العالم أعداء اﻷمة والبشرية جمعاء..

 ولِمَن لا يعرف فإنّ بن بلة كان قائداً ثورياً عظيماً لتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي الذي يحاول البعض تزوير بشاعته في المنطقة لا سيّما كلّ مراحل استعماره في سورية ولبنان ومنهم ماكرون الذي أشاد في زيارته الأخيرة الى لبنان بالمجرم الفرنسي القذر الجنرال غورو الذي أعلن دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول عام 1920، كما أعلن دويلات طائفية لتقسيم سورية والتي مزّقها وحطّمها الوطنيون والمقاومون السوريون بتضحياتهم ودمائهم الزكية.

إنّ ماكرون حين يُفصح عن أهدافه الخبيثة باستهداف حزب الله وسلاحه المقدس فإنه هو من يضع حدَّ النهاية لدوره الوسيط على الساحة اللبنانية مستغلاً ما وصل اليه لبنان من محنة ومأساة بعد الانفجار الكبير الذي استهدف مرفأ بيروت وأبعاد ذلك على كلّ المستويات، وخصوصاً تردّي الأوضاع الاقتصادية والمالية والإجتماعية والمعيشية أكثر فأكثر، والمسؤول عنه بالدرجة الأولى حلفاء ماكرون من الفاسدين والمفسدين

ومن منطق السيادة الوطنية والكرامة ورفض كلّ المؤامرات نقول كوطنيين لبنانيين من كلّ فئات الشعب اللبناني: كلنا مقاومة ونقطة على السطر.

*إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى