المقاومة تطلق شرارتها الأولى في شمال شرق سورية
د. بيير عازار
« اخرجوا من بلادنا أيها الأميركان والأكراد»… «سورية ستبقى موحدة»… «الجيش السوري قادم…»
على مثل هذه العبارات والكتابات، التي غطت جدران بلدة «الجنينة» بريف دير الزور الشمالي الغربي مؤخراً، استفاق عساكر جيش الاحتلال الأميركي ومعهم عناصر تنظيم «قسد» الانفصالي وفوجئوا بالجديد الذي خطته العشائر المحلية.
ووفق آخر المعلومات الواردة، فانّ مؤيدين للدولة السورية، قاموا ليلاً بكتابة سلسلة من العبارات المؤيدة للجيش السوري في مناطق ريف دير الزور التي يحتلها الجيش الأميركي وأعوانه، حيث تشهد هذه المناطق انتفاضة عشائرية تطالب برحيل جيش الاحتلال الأميركي وطرْد المسلحين الموالين له.
وكانت شرعة «المقاومة» تصاعدت حدّتها خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وتمكنت من قتْل اثني عشر مسلحاً من تنظيم «قسد»، في ظلّ اتساع رقعة الانتفاضة العشائرية المطالبة بطرد جنود الاحتلال الأميركي.
هذه التطورات الميدانية تزامنت مع تصريحات لافتة أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد لوكالة «نوفوستي» الروسية، وصف فيها الاتفاق النفطي بين الإدارة الأميركية والأكراد بشأن إنتاج النفط الخام شمال سورية/ الشام بالسرقة.
وشدّد الرئيس الأسد على «ضرورة إيقاف هذه السرقة وطرْد اللصوص (الجيش الأميركي المحتلّ) من المنطقة من خلال تحرير الأراضي السورية، وبسْط الحكومة سيطرتها على جميع أطراف سورية، وبعدها سيعود الوضع إلى طبيعته».
تصريحات الرئيس الأسد جاءت بعد أيام قليلة على تصريحات مكتوبة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، كشف فيها عن تفاصيل التحضير للعملية العسكرية الروسية المرتقبة في سورية/ الشام، ودحْر التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.
وقال شويغو «لقد تمّ وبشكل سري تشكيل قوة عسكرية في قاعدة «حميميم»، ضمّت خمسين طائرة حديث ومحدّثة، منها 34 طائرة مقاتلة و16مروحية، كما تمّ نشْرُ وحدات للتموين والإسناد المادي والتقني والحراسة وقوات العمليات الخاصة».
وأشار الوزير الروسي إلى أنه «تمّ نقْل عشرات القطع من المعدات وآلاف العسكريين ومخزونات مهمة من مختلف المواد لمسافة تصل إلى أكثر من الفين وخمسمئة كيلو متر بشكل سريع، وذلك وسط إجراءات غير مسبوقة للتمويه»؛ مؤكداً أنه «تمّ إرسال مستشارين عسكريين روس إلى جميع أجهزة القيادة في الجيش السوري».
وشدّد وزير الدفاع الروسي على أنه «تمّ إلحاق أضرار جسيمة بالعصابات الإرهابية الدولية وقنوات تمويلها وإمدادها؛ كما وضَعَتْ أعمال القوات المسلحة الروسية، الناجحة في سورية، حاجزاً منيعاً أمام توسّع نشاطات الجماعات التكفيرية وانتقالها إلى المناطق المجاورة».
وعلى هامش هذه التطورات، وفي الوقت الذي تحترق فيه مناطق حرجية واسعة في غرب سورية بفعل فاعل، وسط تهليل المعارضات السورية في الخارج، نذكّر بما قاله السيناتور الأميركي ديك بلاك «إنّ الحرب في (على) سورية لا علاقة لها بأيّ ربيع… هي عملية تخريبية قامت بها المخابرات الأميركية والبريطانية والتركية والسعودية والموساد، واستخدموا فيها الإخوان المسلمين الهمج».
سورية لك السلام…
سورية أنت الهدى…