الوطن

الحريري يقدّم آخر تشكيلاته إلى رئيس الجمهورية وينتظر الجواب اليوم

عون يترك مجالاً للمفاجأة: ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور

كما كان مقرّراً، زار الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر أمس في قصر بعبدا، وقدّم إليه تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً من الأخصائيين. واستمهل  الحريري عون لإعطاء جوابه إلى قبل ظهر اليوم. إلاّ أن الردّ الأولي للثاني تضمن تحفّظاً مبدئياً على التشكيلة مع ترك الباب مفتوحاً لإمكان حدوث مفاجأة.

فقد أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن عون تسلّم من الحريري “تشكيلة حكومية تتضمن أسماءً جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب والطوائف مختلفاً عمّا كان تمّ الاتفاق عليها سابقاً. وطلب الرئيس الحريري من فخامة الرئيس جواباً عن هذه التشكيلة قبل ظهر غد (اليوم) الخميس”.

أضاف “وأبلغ فخامة الرئيس الرئيس المكلّف، أن التشكيلة المقترحة بالأسماء الواردة فيها وبالتوزيع الجديد للحقائب، ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور ليُبنى على الشيء مقتضاه”.

وكان الحريري صرّح “قدمت لفخامة رئيس الجمهورية حكومة من 24 وزيراً من الأخصّائيين، بحسب المبادرة الفرنسية ومبادرة الرئيس نبيه برّي في هذا المجال. وبالنسبة إلي، يُمكن لهذه الحكومة أن تنهض بالبلد وأن تبدأ العمل جدياً لوقف الانهيار. وتمنّيت على فخامة الرئيس الحصول على جواب غداً لكي نبني على الأمر مقتضاه. لقد دخلنا في الشهر التاسع في محاولة تشكيل حكومة، والآن حان وقت الحقيقة. وسنعلم غداً بإذن الله”.

وسبق لقاء عون والحريري، زيارة الأخير إلى القاهرة حيث التقى لرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات العامّة عباس كامل وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية  اللبنانية المصرية.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيان، بأن السيسي رحّب بالحريري في مصر، مؤكداً “دعمها الكامل للمسار السياسي للرئيس الحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة، مع أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أية خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يُساعد على صون مقدّرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني”.

 

 

 

 

 

 

 

 

أضاف “من جانبه، أشاد الرئيس الحريري بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحدّيات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأُخوّة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار فيها والمنطقة العربية ككل”.

كما أوضح المتحدث الرسمي “أن اللقاء تناول استعراض المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذلك تمّت مناقشة أبرز تطورات الأوضاع الإقليمية”.

وكان الحريري، قد إستهل لقاءاته في العاصمة المصرية باجتماع عقده مع شكري في قصر التحرير، جرى خلال عرض لآخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وبحسب وكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية فقد أكد الوزير المصري دعم مصر للبنان للخروج من الوضع الحالي.

ومن ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، في تدوينة عبر حسابه على “تويتر” : “إن الوزير شكري شدّد، خلال اللقاء، على ضرورة تغليب الأطراف اللبنانية كافة للمصلحة العليا للبنان في منأى عن أي مصالح ضيقة”.

وفي سياق متصل، واصل موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار لشؤون شمالي افريقيا والشرق الأوسط السفير باتريك دوريل، اجتماعاته مع  المسؤولين اللبنانيين للبحث في تطورات الاستحقاق الحكومي، فالتقى الرئيس عون الذي أبلغه أن “الجهود ما تزال قائمة لتأليف حكومة جديدة تُعطي أهمية أولى لتحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد والمضي في التدقيق المالي الجنائي».

وعرض عون للموفد الرئاسي الفرنسي الصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية التي واجهت ولادة الحكومة الجديدة، معرباً عن أمله في أن يحمل لقاءه مع الحريري (أمس) مؤشّرات إيجابية “ولا سيما أن تسعة أشهر مضت ولبنان من دون حكومة على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون على مختلف الأصعدة”.

وفيما جدّد عون تأييده المبادرة الفرنسية، شكر للرئيس ماكرون “الجهود التي يبذلها لدعم لبنان والمساعدات العينية التي قدمتها بلاده والمؤتمرات التي نظمها الرئيس الفرنسي لهذه الغاية، والمؤتمر المنوي عقده في الرابع من آب المقبل دعماً للشعب اللبناني”. واعتبر أن “زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى لبنان تباعاً دليل على الاهتمام الذي توليه فرنسا للوضع اللبناني والصداقة العميقة التي تجمع بين الشعبين اللبناني والفرنسي”.

وأكد أن “التحقيقات مستمرّة في جريمة تفجير مرفأ بيروت تمهيداً لكشف الأسباب والمسؤولين ومحاسبتهم”، مشدّداً على أن “لا غطاء سياسياً لأي مقصّر أو مرتكب”.

وكان دوريل أكد خلال اللقاء، الذي حضرته السفيرة الفرنسية في بيروت آن غرييو، حرص فرنسا على الاستمرار في دعم لبنان ومساعدته، لافتاً إلى أن “مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس ماكرون بداية الشهر المقبل يدخل في هذا الإطار”، مركزاً على “أهمية الإسراع في تأليف حكومة جديدة ومباشرة الإصلاحات التي تنادي بها فرنسا والمجتمع الدولي”.

وعرض دوريل مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، في مقرّ الئاسة الثانية في عين التينة، آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامّة في لبنان ولا سيما ملف تشكيل الحكومة. وأكد رئيس المجلس أنه ناقش مع الموفد الفرنسي أمرين، الأول المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس ماكرون في الرابع من آب المقبل لمساعدة لبنان واللبنانيين. والأمر الثاني الوضع الحكومي والجهود المبذولة في هذا الإطار فرنسياً ولبنانياً للوصول إلى خواتيم تدعو إلى التفاؤل.

كما زار دوريل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، بحضور رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، والنائب وائل أبو فاعور. وجرى عرض مختلف الأوضاع العامّة والتطورات السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى