عربيات ودوليات

لقاءات ثنائية ومباحثات على هامش المؤتمر.. بيان ختامي لمؤتمر برلين يتعهّد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية واحترام الحظر الأممي لتوريد الأسلحة والامتناع عن استهداف المنشآت النفطية

تعهّد المشاركون في مؤتمر برلين بـ»عدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية»، وجاء ذلك في الإعلان الختامي للمؤتمر.

كما أكد الإعلان أن «الوضع في ليبيا يهدّد الأمن والسلم العالميين»، موضحاً أن «في ليبيا أرضاً خصبة للجماعات المسلحة والمنظمات الإرهابية».

ورحّب الإعلان الختامي بـ»خفض العنف في ليبيا»، داعياً إلى «خطوات متبادلة بين أطراف النزاع تبدأ بهدنة».

وأيضاً دعا كل الأطراف الليبية إلى «النأي بنفسها عن المجموعات المُدرجَة على لائحة الأمم المتحدة للإرهاب». وتعهد الإعلان الختامي بـ»احترام حظر الأمم المتحدة لتوريد الأسلحة إلى ليبيا وفق القرار 1970».

ميركل

وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مؤتمر صحافي نتائج قمة برلين بشأن ليبيا، وذلك بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن «المشاركين في قمة برلين بشأن ليبيا اتفقوا على ضرورة احترام حظر السلاح وتحسين مراقبته في المستقبل».

وأضافت ميركل: «لا نستطيع حل كافة المشاكل في ليبيا بيوم واحد، ولكن يمكننا إعطاء دفعة وهناك عملية ملزمة اتفقنا عليها».

وقالت ميركل: «هناك الكثير من الخلافات بين طرفي النزاع في ليبيا، وهما لم يكونا جزءاً من المؤتمر، لكنهما كانا في برلين لكي يتم إعلامهما بالمحادثات».

وأعلنت المستشارة الألمانية أن «اللجنة العسكرية المشتركة حول الهدنة في ليبيا ستجتمع الأسبوع المقبل».

وأوضحت ميركل: «اتفقنا على خطة شاملة وعلى حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا ومراقبته بشكل أقوى».

كونتي

فيما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أمس، «تعيين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة لمراقبة الهدنة في ليبيا»، على خلفية مناقشات مؤتمر برلين.

وقال كونتي، في تغريدة عبر حسابه على موقع «تويتر»: «أخيراً، تم تعيين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، فلنحافظ على هذا الزخم».

وفي تغريدة أخرى، قال رئيس الوزراء الإيطالي، إن بلاده «تؤمن بقوة الدبلوماسية والسياسة، وترى أن الحل العسكري غير مقبول»، مضيفاً: «يجب علينا جميعًا أن نتشارك في هذا الهدف».

وأشار إلى «ضرورة العمل على الوصول إلى وقف فعال لإطلاق النار وتعزيز العملية السياسية، لإعادة تفعيل وظائف المجلس الرئاسي والحكومة الليبية، في ضوء الإصلاحات السياسية والمؤسسية والاقتصادية والأمنية».

ماس

بدوره، قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، إنّه «تمّ تحقيق الأهداف التي حدّدت من قبل بشأن قمة ليبيا في برلين».

وتابع الوزير قائلاً إن «طرفي الصراع في ليبيا قالا إنّهما سيحاولان التوصل إلى حل بشأن موانئ النفط المغلقة».

ماكرون

من جهته، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ»إنهاء وجود المقاتلين السوريين والأجانب في العاصمة الليبية طرابلس على الفور».

وأضاف أن على «الأمم المتحدة التفاوض حول شروط الهدنة في ليبيا دون فرض شروط مسبقة من أي من الطرفين المتحاربين».

ولم يُشِر ماكرون في كلمته إلى تقدّم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر صوب طرابلس أو إلى تقليص إنتاج النفط.

أبو الغيط

وأكد أبو الغيط، خلال كلمته أمام مؤتمر برلين لمناقشة الأزمة الليبية أمس، أنه «لا يمكن نجاح وقف إطلاق النار في ليبيا دون التوصل لمعالجة جذرية لمشكلة الميليشيات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة».

وأوضح: «لا يمكن لوقف إطلاق النار أن ينجح ويظل نافذًاً بغض النظر عن ترتيباته ومهما كانت آليات مراقبته، دون التوصل إلى معالجة مبكرة وجذرية لمشكلة الميليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة التي تعمل خارج إطار سلطة الدولة».

وأشار أبو الغيط، إلى أن «استمرار وجود مثل هذه الجماعات يمثل تهديدًا لديمومة مسار وقف إطلاق النار، وللعملية السياسية التي يجب أن تكون مكملة وحاضنة له».

كما أعرب عن «رفض الجامعة العربية لكل مظاهر استقدام العناصر الإرهابية من الخارج، والاستعانة بالمرتزقة الأجانب، والتي لم تؤد سوى إلى تأجيج الصراع وتعقيد المشهد الأمني على الأرض».

غوتيريس

فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمته خلال المؤتمر، أن «بيان مؤتمر برلين سيتضمن آلية مراقبة لقرارات المؤتمر ومتابعة تنفيذها». وحذر غوتيريس من «نشوب حرب أهلية واسعة النطاق في ليبيا»، مؤكداً أنه «يجب اتخاذ إجراء حاسم لتجنّب ذلك».

وانطلقت في العاصمة الألمانية برلين، أمس، أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا بمشاركة رؤساء ووزراء خارجية 12 بلداً ورؤساء وممثلين لـ5 منظمات. وجرت أعمال الاجتماع العام، عقب سلسلة لقاءات ثنائية بين المشاركين، وراء أبواب مغلقة.

وعلى الرغم من عدم إدراجهما في قائمة المشاركين الأساسيين في المؤتمر، إلا أن الحكومة الألمانية أكدت أن «كلاً من رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، قبلا الدعوة من المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى برلين».

لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر..

وعن اللقاءات الثنائية، عقد وفدا روسيا وتركيا اجتماعاً على هامش مؤتمر برلين حول ليبيا أمس، برئاسة الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

وقال بوتين خلال الاجتماع، إن «تركيا وروسيا حققتا خطوة جيدة جداً بالدعوة إلى الهدنة في ليبيا»، مشيراً إلى أن «العمليات العسكرية الكبرى توقفت إثر ذلك هناك». وأضاف: «لم نتمكّن من حل جميع المسائل بشأن ليبيا في موسكو، حيث لم يدعم أحد الطرفين الاتفاق ولكن يجب المضي قدماً في هذا الاتجاه، وأن تكون جهود موسكو من أجل السلام قد أثمرت نتائج أولية».

وكان بوتين قد قال قبيل اجتماع مع نظيره التركي «لم نفقد الأمل في استمرار الحوار وحل الصراع».

من جهته، أكد أردوغان على أن «القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر يجب أن يتخلى عن موقفه العدواني ليمهّد الطريق لعملية سياسية». وأضاف أردوغان في بداية اجتماعه مع نظيره الروسي أن «تحقيق السلام في ليبيا يتطلب ضمان الهدنة ووقف سياسة حفتر العدوانية».

فيما أعلن المكتب الصحافي للكرملين أمس، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال استراحة من المحادثات حول ليبيا في برلين». وذكر المكتب الصحافي في بيان «عقد فلاديمير بوتين اجتماعات مع بوريس جونسون وأورسولا فون دير لاين».

وناقشت المحادثات قضايا العلاقات الثنائية، وكذلك المشاكل الدولية، بما في ذلك تسوية الوضع في ليبيا.

ووصل الرئيس الروسي إلى العاصمة الألمانية برلين في وقت سابق من يوم أمس، حيث حضر المؤتمر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، وقائد «الجيش الوطني الليبي» المشير خليفة حفتر، ووفود عن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، وألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو.

كما التقى القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، صباح أمس، كلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في مقرّ المستشارية بالعاصمة الألمانية برلين في جلستين منفصلتين، بحسب ما أفادت به شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي. وأشارت الشعبة، في بيان مقتضب، أن «القائد العام للجيش الليبي أكد خلال الجلستين على الثوابت والمبادئ الوطنية».

وكان قد صرّح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في وقت سابق أمس، بأن «الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، اتفقت على مسودة البيان الختامي حول المؤتمر». وأعرب تشاووش أوغلو، متوقّعاً أن «يخرج بنتائج إيجابية».

وأشار إلى أن «جهود الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، هيأت أرضية تنظيم المؤتمر»، لافتاً إلى أن «توقع حل جميع المشكلات في ليبيا عبر مؤتمر برلين، سيكون تفاؤلاً مبالغاً فيه»، مضيفاً أنه «يتعين علينا مواصلة هذه الجهود حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا بعد مؤتمر برلين».

في حين توقّع مصدر مشارك في المؤتمر أن «تتضمّن مسودة البيان الختامي للمؤتمر تشكيل 4 مجموعات تقنية لمراقبة تنفيذ جميع القرارات المنبثقة عن المؤتمر».

وقال المصدر: «سيتمّ إنشاء أربع مجموعات تقنية لمراقبة تنفيذ القرارات المنبثقة عن مؤتمر برلين، سيتبادل المشاركون المعلومات خلال هذه المجموعات، ويعالجون أيّ أزمات تنشأ». وأردف المصدر «وسيكون عمل هذه المجموعات أمراً خاصاً». وكانت قد كشفت مسودة البيان الختامي بأنه سيدعو كافة الأطراف الليبية إلى «الامتناع عن استهداف المنشآت النفطية».

كما تعترف المسودة أيضاً بأن «شركة النفط الوطنية، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، هي الكيان الشرعي الوحيد المصرّح له ببيع النفط الليبي».

وكان قد طالب أحد أعضاء مجلس النواب الليبي بـ»إدراج قضية التوزيع العادل لعوائد النفط على جدول أعمال مؤتمر برلين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى