الوطن

استشهاد مدنيّ برصاص دوريّة أميركيّة في قرية خربة عمّو بريف القامشلي والأهالي يتعاونون مع الجيش السوريّ ويطردون قوات الاحتلال دمشق: تصريحات أردوغان جوفاء لشخص منفصل عن الواقع.. وموسكو تحمّل تركيا المسؤوليّة عن تصعيد التوتر في سورية

أفاد مصدر في وزارة الخارجية السورية بأن التهديدات الصادرة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص حكومة سورية وجيشها «جوفاء وفارغة وممجوجة»، ولا تصدر إلا عن «شخص منفصل عن الواقع».

وأضاف المصدر أن تصريحات «رأس النظام التركي» تأتي بعد «انهيار تنظيماته الإرهابية التي يدعمها ويسلحها ويدربها، تحت ضربات الجيش العربي السوري، وبعد انكشاف أمره ودوره كأداة للإرهاب الدولي».

وقال المصدر، إن تهديد أردوغان بضرب جنود الجيش السوري جاء «بعد أن تلقى ضربات موجعة لجيشه من جهة، ولإرهابيّيه من جهة أخرى».

وشدّد المصدر على أن سورية مستمرة في «واجباتها الوطنية والدستورية في مكافحة التنظيمات الإرهابية على كامل الجغرافيا السورية وتخليص أهلنا من نيرانها، بما في ذلك فتح معابر إنسانية آمنة»، متهماً «رأس النظام التركي» باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وأشار المصدر إلى أن أي تمركز للقوات التركية على الأراضي السورية هو «تمركز غير مشروع وخرق فاضح للقانون الدولي»، محمّلاً أنقرة المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التمركز.

وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن تواصل هجمات الإرهابيين في إدلب رغم تعهّد النظام التركي «بتحييدهم» هو أمر غير مقبول ومخالف لاتفاقات سوتشي.

وقال بيسكوف في تصريح أمس، إن «تركيا تعهّدت بتحييد الإرهابيين في إدلب، لكنهم ما زالوا يواصلون مهاجمة القوات السورية والمنشآت العسكرية الروسية وهو أمر غير مقبول»، مشيراً إلى أن «الكرملين لا يزال متمسكاً بوثيقة سوتشي».

وكان بيسكوف أكد أمس، أن اعتداءات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة ويجب عدم السماح باستمرارها مطالباً في هذا الصدد رئيس النظام التركي بالالتزام بمسؤولياته المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب وفق اتفاقات سوتشي.

من جهتها، حمّلت روسيا الجانب التركي المسؤولية عن تصعيد التوتر في منطقة إدلب شمال غرب سورية، مؤكدة أن تركيا لا تلتزم بشكل «مزمن» بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي عقدته أمس: «نرى أن سبب التدهور الحالي يعود إلى عدم التزام تركيا بشكل مزمن بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي، المبرمة يوم 17 سبتمبر 2018، ونقل أنقرة عناصر من ما يُسمى بالمعارضة السورية المعتدلة الموالية لها إلى شمال شرق سورية».

وأكدت زاخاروفا أن روسيا «لا تزال متمسّكة بالاتفاقات التي تمّ التوصل إليها في إطار عملية أستانا، ومصمّمة على مواصلة العمل المشترك الرامي إلى تنفيذها بصورة كاملة».

وأوضحت زاخاروفا أن روسيا تعتبر أن «المهمة الأساسية في الظروف الحالية تكمن في خفض مستوى العنف على الأرض، وتأمين حماية العسكريين من الدول الضامنة، الموجودين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد، وكذلك منع إشعال مواجهة داخلية نتيجة عمليات عسكرية غير مدروسة».

وتابعت المتحدّثة باسم الخارجيّة الروسية: «نتوقع أن يواصل المسؤولون الروس والأتراك في الفترة المقبلة العمل على وضع حل شامل لقضية إدلب. ومؤخراً زار وفد روسيّ من وزارتي الخارجية والدفاع أنقرة، ويجري الآن وضع جدول أعمال للاتصالات الجديدة عبر القنوات الوزارية».

في سياق متصل أكد مدير قسم التحديات الجديدة والتهديدات بوزارة الخارجية الروسية فلاديمير تارابرين أن القوات الروسيّة وقوات الجيش السوريّ تستهدفان في عملياتهما التنظيمات الإرهابية فقط.

وقال تارابرين في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية أمس «لقد أعلنا أكثر من مرة أن لا روسيا ولا القوات المسلحة السورية تقصفان السكان المدنيين وكل الضربات توجّه إلى التشكيلات الإرهابية فقط ولمن يحمل السلاح ويحارب السلطات الشرعية».

وكان المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أكد أول أمس، أن اعتداءات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة ويجب عدم السماح باستمرارها.

إلى ذلك، أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين أن بعض الدول الغربية لا تزال تدعم المجموعات الإرهابية بالمعدات العسكرية والسلاح، وهذا ما كشفته الأسلحة التي ضبطها الجيش العربي السوري في مقار التنظيمات الإرهابية.

وبينت الهيئتان في بيان مشترك أمس، أنه «بعد اندحار الإرهابيين في مناطق انتشارهم بريف حلب وإدلب ضبطت وحدات الجيش السوري كمية كبيرة من المعدات والذخيرة والأسلحة التي خلفتها التنظيمات الإرهابية المسلحة من بينها معدات وأسلحة غربية الصنع ما يشهد على استمرار دعم الإرهابيين من الخارج».

وأوضح البيان أن عمليات الجيش العربي السوري العسكرية في منطقة خفض التصعيد بإدلب كانت رداً على اعتداءات الإرهابيين على المناطق الآمنة ما تسبّب باستشهاد 150 مدنياً.

ميدانياً، حرّر الجيش السوري ظهر أمس، 3 بلدات جديدة بمحاذاة الطريق الدولي (حلبدمشق/ M5) وسط تقدم مضطرد انطلاقاً من مواقعه شمال الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي إدلب وحلب، باتجاه مدخل الأخيرة.

وقال مصدر في ريف حلب إن وحدات من الجيش السوري تابعت تقدمها وسط تمهيد ناري كثيف من قبل سلاح الجو السوري الروسي المشترك، وسيطرت على قرى «عرادة» و»أرناز» و»الشيخ علي» وتلتها الاستراتيجية إلى الغرب من بلدة «الزربة»، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة.

وأكد المصدر أن عملية السيطرة هذه تهدف إلى تأمين المحور الغربي لمقطع الطريق الدولي (حماةحلب)، بالتوازي مع العمل على تقليص التمدد شمالاً باتجاه مدخل مدينة حلب.

وقال مصدر ميداني إن السيطرة على البلدات الثلاث تفتح الطريق أمام السيطرة على موقع «الفوج 46» المشرف على بلدة أورم الصغرى ومدينة الأتارب الاستراتيجية أقصى ريف حلب الجنوبي الغربي.

وفي سياق متصل، أعلن متحدث باسم التحالف الدولي إصابة جندي أميركي بخدوش بسيطة خلال الاشتباكات التي وقعت في بلدة شرقي سورية مع مجهولين.

وأكد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، إصابة جندي أميركي بخدوش بسيطة أثناء تشغيل معداته، خلال الاشتباكات التي وقعت مع مجهولين في مدينة القامشلي، شمال شرق البلاد.

وقال بيان للناطق باسم التحالف، العقيد مايلز.ب. كيكينز، عبر (تويتر)، أمس «في حادثة القامشلي، تعرّض جندي أميركي لخدش سطحي بسيط أثناء تشغيل معداته». وأضاف «عاد الجندي الأميركي إلى العمل».

وصرح التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إن قواته فتحت النار، عند نقطة تفتيش في شمال شرقي سورية بعد تعرّضها لإطلاق نار من أسلحة خفيفة. وذكر التحالف في بيان أن الدورية عادت إلى القاعدة.

وكانت وسائل إعلام سورية قد أفادت بمقتل مواطن سوري مدني، أمس، بنيران الجيش الأميركي شرقي القامشلي.

ونقلت وكالة «سانا» السورية عن مراسلها في الحسكة القول عن «استشهاد مدني جراء إطلاق قوات الاحتلال الأميركي النار على أهالي قرية خربة عمو شرق القامشلي، الذين تجمّعوا عند حاجز للجيش العربي السوري لمنع عربات أميركية من المرور».

كما ذكر المصدر أن «أهالي القرية أعطبوا 4 مدرعات للاحتلال الأميركي وإثر ذلك قامت قوات الاحتلال باستقدام تعزيزات للمكان تضم 5 مدرعات».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى