عربيات ودوليات

طريقة انتقال فيروس «كورونا».. البيت الأبيض ليس واثقاً من دقّة البيانات الصينيّة والصحة العالميّة تطالب الحكومات بتمويل اختبارات اللقاح المضاد لكورونا

 

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، أمس، إن «الولايات المتحدة لا تثق بشكل كبير في المعلومات الواردة من الصين بشأن عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا».

ونقلت شبكة «سي إن بي سي» عن المسؤول، قوله إن «الصين تواصل رفض العروض الأميركية لتقديم المساعدة لها».

ووفقاً للبيانات الرسمية في الصين، «أصيب نحو 60 ألف شخص بفيروس كورونا الجديد وتوفي أكثر من 1300 شخص». وبعد أيام قليلة من إعلان تباطؤ معدل الإصابة، قال مسؤولون أمس، إنّ «هناك أكثر من 15 ألف إصابة جديدة».

وجاءت الزيادة الكبيرة في الإصابات بعد تغيير طريقة الكشف عن الفيروس. وأرسلت منظمة الصحة العالمية فريقاً طبياً متقدماً إلى البلاد يوم الأحد.

وكتب المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس في تغريدة من جنيف «كنت في المطار للتوّ لتوديع أعضاء فريق متقدّم من أجل بعثة الخبراء الدوليين بقيادة منظمة الصحة العالمية إلى الصين، برئاسة دكتور بروس إيلوارد صاحب الخبرة الكبيرة في حالات طوارئ سابقة تخصّ الصحة العامة».

فيما توقّع رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مايك ريان، «بدء وصول بقية الفريق الدولي من الخبراء إلى الصين خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، لبدء التحقيق وتقييم آثار فيروس كورونا».

وأضاف ريان خلال مؤتمر صحافي أمس: «بغضّ النظر عن الحالات التي اكتشفت على متن السفينة دايموند برينسس في اليابان، نحن لا نشهد تزايداً درامياً في الإصابات خارج الصين».

وأوضح مسؤولو المنظمة أنهم يركزون في الوقت الراهن على «اكتشاف كيفية انتقال فيروس كورونا»، مضيفين أنّ «هناك حاجة لمئات ملايين الدولارات لاختبار عدة لقاحات مضادة»، وداعين القطاعات الحكومية لـ»المشاركة في تمويل هذه الاختيارات».

من جانبها أعلنت السلطات في إقليم هوبي الصيني، أمس، «ارتفاع عدد وفيات فيروس كورونا المستجدّ في الإقليم إلى 1310 أشخاص، والمصابين إلى 48.2 ألف وشفاء نحو 3441 حالة».

وقالت السلطات في بيان: «تم تسجيل 14840 حالة جديدة في الإقليم، ويخضع للعلاج في المراكز الطبية نحو 33 ألف شخص، منهم 5647 بحالة حرجة، وقضى 242 شخصاً أول أمس الأربعاء، وبهذا وصل عدد الضحايا الإجمالي إلى 1310».

أما عن حقيقة انتشار الفيروس المستجدّ، فقد انتشرت تقارير إعلامية، تربط بين المرض وأكل لحوم بعض الطيور والحيوانات.

ولكن هذا الأمر أثار تساؤلات عديدة، حول علاقة اللحوم المصنعة والحيوانات بانتشار المرض، وفي محاولة للإجابة على بعض من تلك التساؤلات. قال الدكتور أحمد الخولي، رئيس قسم متابعة اللقاحات في الحجر الصحي في مطار القاهرة: «إن هناك أكثر من نوع من فيروس كورونا، هناك عائلة للفيروس متوطنة في الحيوانات البرية ولا تنتقل للإنسان، أما النوع الآخر وهو الذي يصيب البشر عن طريق الجهاز التنفسي، وينتقل عبر الهواء والغبار والاتصال المباشر بالشخص المصاب».

وتابع «تلك هي الطرق الرئيسية لانتقال المرض بين البشر بالإضافة إلى طرق ثانوية أخرى، أما الحيوانات فهي بعيدة تماماً عن نقل المرض، لأن كورونا الحيوان مختلف تماماً عن كورونا البشر وليس هناك أي رابط بينهما».

وأكد رئيس قسم متابعة اللقاحات، أن «اللحوم والحيوانات ليست عاملاً مباشراً في نقل العدوى، وأهم شيء لوقف انتشار الوباء في أماكن ودول أخرى أن يتم الحجر على المناطق الموبوءة بعدم دخول أو خروج أي شخص من تلك المناطق».

وأضاف قائلاً «لكن ما حدث في كورونا أنه نقل إلى أكثر من دولة ولم يعد قاصراً على الصين نتيجة عدم فرض الحجر الصحي بشدة».

وأشار الخولي إلى أن عائلة «كورونا» هي من أنتجت فيروس «سارس» في عام 2003، وتلاه فيروس آخر ولكن لم يكن بدرجة الخطورة نفسها التي عليها فيروس «كورونا» الجديد.

وقال رئيس قسم متابعة اللقاحات: «كورونا العائلة متواجدة في الحيوانات الأليفة مثل القطط، عندما يصيب الإنسان فإن أعراضه بسيطة جداً حيث يسبب إسهالاً، للمريض وليس له أي علاقة بالجهاز التنفسي».

ونفى رئيس قسم متابعة اللقاحات، أن «تكون هناك علاقة بين انتقال المرض للإنسان عن طريق اللحوم أو أكل الجوارح والخفافيش وغيرها من الطيور والحيوانات، هناك نظريات تتحدّث عن هذا، ولكنها لم تثبتها حتى الآن».

وأوضح قائلاً «هناك أكثر من نوع من فيروس كورونا متوطّنة في الحيوانات، وطريقة انتقال الفيروس الجديد تكون من آدمي إلى آخر ولا ينتقل عبر الحيوانات للإنسان مثل الإنفلونزا».

وأضاف الخولي، «فيروس كورونا معروف منذ فترة طويلة، ولكنه يتحوّر من فترة إلى أخرى، وفيروس كورونا الحالي هو خليط بين نوعين من الفيروسات منها سارس، وأخطر المشاكل التي وقعت بعض الدول فيها، هي قيام تلك الدول بنقل مصابين أو غير مصابين من مواطنيها إلى بلادهم، لأن أصول الحجر الصحي عدم النقل من وإلى الأماكن التي ينتشر بها الوباء حتى يتم إيجاد علاج أو يتوقف انتشار الفيروس بصورة أو بأخرى».

ولفت الخولي إلى أن «كل التوقعات تشير إلى أن الفيروس سينتشر ويتوسّع، لكنه كفيروس ليس بالقوة والضراوة وهو يشبه أعراض الإنفلونزا بصورة كبيرة، وسبب التهويل أن الوباء في بدايته ولا يوجد علاج، وكان يجب أن يكون هناك قرار سريع بعزل المنطقة المصابة وتشديد الحجر الصحي».

فيما قال  الدكتور روبير كامل أستاذ اللحوم والصناعات الغذائية في المركز القومي للبحوث في مصر، إن «فيروس كورونا الجديد ينتشر عبر الهواء والغبار وأي صناعة يمكن أن تلامس هذا الهواء يمكنها أن تكون ناقلاً للفيروس، وصناعات اللحوم غير بعيدة عن ذلك».

وأشار أستاذ اللحوم إلى أن «كورونا الجديد لا ينتقل بصورة مباشرة عبر اللحوم، لكنه ينقل من بشر لبشر، وأثناء عمليات تصنيع اللحوم يتدخل العامل البشري الذي يمكن أن يكون مصاباً وينشر العدوى لمن حوله وبالتالي إلى اللحوم».

وأضاف كامل، «خطورة الفيروسات تكمن في سرعة انتشاره داخل الجسم وتكاثرها السريع وتكسيرها الخلايا داخل جسم الإنسان، ويمكن انتقال بعض الفيروسات من الحيوان للإنسان والعسكر بالعديد من الطرق، لكن حتى الآن لا توجد أدلة وبراهين علمية على انتقال كورونا بين الحيوانات والبشر».

هذا وتتلاشى جهود السلطات الصينية بالسيطرة على انتشار هذا الفيروس القاتل، مع ارتفاع عدد الضحايا والمصابين، وأكدت منظمة الصحة العالمية أمس أنه «من المبكر جداً» الإعلان عن أي استنتاجات بشأن ذروة فيروس كورونا وعن أي مراحل يدور الحديث.   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى