حديث الجمعة

فلنكن اتحاداً عربياً

 

 

في ظل التشتت والتفكك الغربي، ومن صميم عروبتي، وقوميتي، أرفع ندائي للعرب أجمعين.. فيا أيها العرب، دعونا نجمع حطام أوطاننا المتراكم على رصيف العروبة، ولنحرق جميع الشعارات التي دسّها العدو سمّاً في طبقِ لغتنا.. يا أيها العرب.. لقد اكتفينا من الركوع على أبواب الذل.. اكتفينا من النزيف الذي يتقطّر من جراح الأمل، والالتهاب الذي يتسرب من قطبات أوجاعنا..

دعونا نكنّس أشلاء الحقد في شوارع الضمير، وأزقة النيات.. ولنكثر من الصلاة على أعتاب الفقراء.. فهيا.. هيا نمسح الغبار عن كفوف العطاء ونبتر يد كل حاقد تمتد إلى حدود عروبتنا..

هذه فرصتنا لنتّحد.. فرصتنا لننهض من قيلولتنا التي طالت.. نحن العرب.. نحن الذين توحّدنا على عشق فيروز، وقضية درويش وأشعلت نبضتنا قصيدة نزار..

نحن الذين تغرينا رائحة الرغيف تفوح من كفّي امرأة تعجن الصبح بيديهانحن الذين ينبع النيل من ضلوعنا متصلاً بوريد الفراتين، فتزهر في سهول بِقاعنا شتولُ الأصالة.. نحن الذين نموت وقوفاً كالنخيل، ونحيا أرزاً في سفوح صنين….

أيّها العرب.. فلنكن ولو مرة واحدة مثالاً يحتذي به الغرب.. فلنوقظ ضمائرنا ولنلتفت صوب القدس لنربّت على خوف الأطفال ونعدهم معاً أننا لن نتركهم بلا غطاء ولن نسمح أبداً بتهشيم براءتهم وتشويهها..

أيها العرب.. هل ستستمعون إلى نداء امرأة عربية تكاد تخنقها رائحة الشماتة التي تندلع من بال العدو.. نعم يشمتون بعروبتنا.. ويضحكون.. يفرحون لمصائبنا وحماقاتنالا.. لن نسمح لهم بذلك.. بعد الآن.. أرجوكم دعونا ننتفض على ألاعيبهم ودهائهم ونقطع ألسنة السخرية..

اليوم سأرتدي ثوبي الأبيض المرصّع بنقاء العذارى.. سأتجمّل بكامل عروبتي لأقف على صخرة الروشة فاتحة ذراعيّ لمراكب تشقّ برد البحر وتخنق صراخ الريح، وتغزل من ضباب الغياب انتماءها..

اليوم سأحفر صوتي على صمت الشطآن، لعلّي أذكّر عابري الأوطان أن البحر ليس إلاّ قطبة مخفية بين القلب والوجدان..

يا أيّها العرب.. فلنوحّد شعاراتنا وغاياتنا ونبضاتنا، ولنهتف معاً.. كلنا عرب..

ناريمان علوش

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى