الوطن

دياب من الناقورة: لن نتنازل عن حبة تراب أو قطرة مياه

 

طالب رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب الأمم المتحدة بفرض  تطبيق القرار 1701 ووقف اعتداءاتها الجوية والبحرية على لبنان مؤكداً أننا لن نتنازل عن حبة تراب أو قطرة مياه من لبنان.

وكان دياب زار أمس مقر قطاع جنوب الليطاني حيث تفقد ثكنة «بنوا بركات» في مدينة صور، ثم مقر قوات «يونيفيل» في الناقورة ورافقه الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر، ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.

وكان في استقبال دياب في ثكنة بنوا بركات، نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، قائد الجيش العماد جوزاف عون، قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن مارون القبياتي. واستعرض دياب ثلة من التشريفات الرسمية ثم رأس اجتماعاً مشتركاً في مكتب قائد القطاع.

بعدها انتقل دياب والمجتمعون إلى غرفة عمليات القطاع حيث استمعوا إلى إيجاز عن دور قطاع جنوب الليطاني والمهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب في القطاعين الشرقي والغربي والتنسيق مع قوات «يونيفيل».

وألقى دياب كلمة قال فيه: «حببت أن أكون معكم اليوم، لأتفقد أحوالكم، وأشد على أيديكم، وأنتم تبذلون جهوداً كبيرة لحماية الاستقرار في جنوب لبنان، وكذلك لحماية أهلكم أبناء الجنوب».

أضاف «أنتم هنا تمثلون الدولة، تمثلون الشرعية، وتمثلون أيضاً مصلحة الناس في الأمن والاستقرار، ولذلك فإن واجبكم كبير، وأنا أعلم أنكم أهل لهذا الدور، فالجيش هو صمّام الأمان الذي يحمي الاستقرار. أدعوكم إلى أن تكونوا، على صورة قيادتكم الحكيمة وقائدكم المتفاني، فتتعاملون مع الوقائع بعناية، وتحفظون أهلكم، وتحمون وطنكم، وتدافعون عن الشرعية، وتمثلون هيبة الدولة».

ووقع الرئيس دياب على السجل الذهبي، ثم قدم له العميد القبياتي هدية تذكارية، وهي عبارة عن جهاز اتصالات من مخلفات العدو «الإسرائيلي»، كما قدم القبياتي درعاً تذكارية إلى كل من وزيرة الدفاع وقائد الجيش.

ثم انتقل دياب والوفد المرافق إلى الناقورة، وتوجهوا إلى مقر قيادة «يونيفيل» حيث كان في استقبالهم رئيس البعثة وقائدها العام الجنرال ستيفانو ديل كول. واستعرض رئيس الحكومة ثلة من التشريفات، ووقع على السجل الذهبي. وبعد ذلك تبادل رئيس الحكومة الهدايا التذكارية مع الجنرال ديل كول وألقى كلمة قال فيها: «على مدى إثنين وأربعين سنة، امتلأ أرشيف قوات الأمم المتحدة في لبنان، بمحاضر توثيق الانتهاكات الإسرائيلية للقرارات الدولية، وللسيادة اللبنانية، في مقابل احترام لبنان للشرعية الدولية، وتأكيد تمسكه بمرجعية الأمم المتحدة، وبدور قواتها في لبنان. وجودكم هنا ليس بإرادة دولية فقط، وإنما برغبة لبنانية أيضاً، وباحتضان من أبناء هذا الجنوب الصامدين».

وتابع «نحن متمسكون بتطبيق القرار 1701، وندعو الأمم المتحدة إلى فرض التزام هذا القرار على العدو الإسرائيلي الذي يضرب عرض الحائط القرارات الدولية ولا يلتزم تطبيق القرار 1701 ويخترق السيادة اللبنانية براً بحراً وجواً، ويهدد ويتوعد لبنان، ويجاهر أمام العالم بممارساته العدائية، ويوحي للرأي العام العالمي أنه أقوى من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن وقراراته».

وتوجه بنداء إلى العالم «ليفرض على العدو الإسرائيلي تطبيق قرار الأمم المتحدة الرقم 1701 والإنسحاب من الأراضي والمياه اللبنانية المحتلة، لأن استمرار هذا الاحتلال، براً وبحراً، يمنع تثبيت الاستقرار». وقال «هنا في الناقورة، هذه الـ 1850 مترا مربعا هي لنا، هي أرض لبنانية، ومقابلها في البحر مياه لبنانية، وهناك في مناطق أخرى ما تزال توجد أراض تحت الاحتلال، ونحن لن نتنازل عن حبة تراب أو قطرة مياه من وطننا».

وكرر أن « لبنان متمسك بتطبيق القرار 1701، وبدور قوات الأمم المتحدة، والمحافظة على وكالتها وعديدها من دون أي تعديل، لأن الحاجة إليها ما تزال ضرورية وملحة في ظل محاولات العدو الإسرائيلي المتواصلة لزعزعة الاستقرار في جنوب لبنان، وانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية»، مؤكداً  «أهمية أن تستمر قوات يونيفيل بالتنسيق والتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني منعاً لأي التباس وبما يسهل من مهمة قوات يونيفيل ويعزز الثقة مع أبناء الجنوب».

من جهته، أعرب ديل كول عن امتنانه «لرئيس مجلس الوزراء وحكومته والقوات المسلحة اللبنانية لتعاونهم المستمر في تنفيذ ولاية يونيفيل»، وقال «هذا التعاون هو محور نجاحنا الجماعي في الحفاظ على ما يقرب من 14 عاماً من الهدوء في جنوب لبنان. علينا معاً أن نبني على هذه الفترة الطويلة من الاستقرار غير المسبوق حتى نتمكن من تنفيذ ولايتنا بشكل فعّال ودون عقبات».

أضاف»إن وجودكم بيننا سيشجع إلى حد كبير حفظة السلام التابعين ليونيفيل، وكذلك شركاءنا الاستراتيجيين في القوات المسلحة اللبنانية، على البناء بشكل أكبر على المكاسب المتنامية لناحية الوضع الأمني منذ سريان وقف الأعمال العدائية. إنني أتطلع للعمل مع حكومة لبنان، ولا سيما القوات المسلحة اللبنانية، لتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل ومعالجة أي قضايا عالقة».

وقبل ختام زيارته لمقر «يونيفيل» في الناقورة توجه رئيس الحكومة مع ديل كول والوفد المرافق إلى قاعة الاجتماعات حيث استمعوا إلى شرح مفصل عن دور قوات «يونيفيل» في جنوب لبنان والمهام التي تقوم بها.

قائد الجيش

من جهته، تفقد قائد الجيش «ثكنة الشهيد فرنسوا الحاج» في مرجعيون عبر طوافة عسكرية. وكان في استقباله قائد اللواء السابع العميد سيمون زغيب والضباط الكبار، في حضور العميد الركن قبياتي.

وللمناسبة أقيمت مأدبة غداء انضم اليها قائد القطاع الشرقي في «يونيفيل» الجنرال الإسباني ماركوس للاغوا نافارو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى