الوطن

استحضار المطالب المشبوهة في يوم الحراك

 

} عمر عبد القادر غندور*

 يجمع اللبنانيون بمختلف مشاربهم على انّ المطالبة باجتثاث الفساد والثورة على الأوضاع الاقتصادية المزرية ومحاسبة الذين أفقروا الشعب ونهبوا ثروات البلد وضرورة محاسبتهم، وهو ما أخرج اللبنانيين الى الشوارع انطلاقاً من ١٧ تشرين الأول، كلها مطالب محقة ومشروعة لا جدال عليها.

 ولكن زجّ المطالبة بنزع سلاح المقاومة بين المطالب المشروعة هو «أمر عمليات» صدر عن الغرف السوداء المتربّصة بلبنان وشعبه؟ ويقوم به من ارتضى أن يكون رهينة للأوامر المشبوهة سواء صدرت عن أفراد أو جمعيات أو أحزاب، في الوقت الذي مثلت وتمثل فيه المقاومة قوة حماية للبنان في مواجهة العدوانية الصهيونية واحتلال أراضٍ لبنانية، ما يجعل سلاح المقاومة سلاحاً وطنياً مشروعاً، وهو ما أثبتته المقاومة في حربها مع دولة الاحتلال ومع القوى التكفيرية على الحدود اللبنانية السورية.

وإذا كان استحضار سلاح المقاومة وتمريره بين المطالب المحقة في شارع الحراك هو مؤامرة فتنوية تستهدف أمن اللبنانيين، فإنّ استحضار الفتنة المذهبية بالأمس بأبشع صورها هو انحراف بغيض يدلّ على جهل وقذارة المشتغلين به، وهو ما أثار قرف واستياء الناس، ما دعا الى استصدار بيانات لدار الفتوى وحزب الله وحركة أمل والمفتين والشخصيات التي أدانت هذا الانحدار المخجل لدى الحثالة والجهلة والموتورين والمتخلفين وإخوان الشياطين، وهو عمل مرفوض ومستنكر لا يعبّر عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين وتأكيد حرمة التعرّض للرموز الدينية، وضرورة الانتباه الى هذه التصرّفات المشبوهة والرامية الى إشعال الفتنة بين المسلمين ومواجهتها بأقصى التدابير والإجراءات، ويقول الله سبحانه وتعالى «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان»

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى