حديث الجمعة

«عشق الصباح»

عشق الصباح لفلسفة تحاكي الروح

تشكل متن حكايانا نص وتعبير «سرمدي العشق»

كنهر ماء نقيّ لا ينضب

لنقرأ في فلسفة «الأرسوزي» لعلنا نتعلم منها الحكمة بتجلي معانيها فيكون الفكر منارة تضيء طريق الأجيال إلى الغد الآتي الواضح كوهج الشمس.. نتعلم من الحكاية قيمة «العمل» ودور الإنسان الفاعل في الحياة والمجتمع رافضين اليأس مهما كانت الصعاب والحصارات الجائرة لأجلك سورية كل شيء يهون.. محبتي وتقديري.

…..

من الحكايا….

(الأحلام في النوم: أو المنامات)

الحلم في النوم هو فن، وهو ككل تحفة فنية يتألق من معنى وصورة!

 إلا أنه فن تستقل فيه العبارة عن مقتضيات الجماعة وعن جهود الإرادة.

والمعنى في الحلم هو: حدسٌ في وضع صاحبه الاجتماعي أو الجسماني.. حدسٌ انصرف عنه الفكر بمشاغل اليقظة.

 والصورة في الحلم هي: مشهد يعبر كل من أوضاعه بصورة رمزية عن إحدى حالات الحدس المختلفة؟

وها نحن نعرض هنا على سبيل المثال «حلماً» من أحلامنا.

ففي سنة /1940/ رأيت في المنام أنني في دارنا وكانت الدار في غاية الفسحة.. وهي محاطة بجدار وليس لها سقف يظللها.. وكنت وأنا في وسط الدار على ورقة موز أتوجّه من علو شاهق بنصائحي لأقاربي فأقول:

لهم لو ربينا في بيتنا هذا حماماً لأغنانا عن مؤنة الآخرين…. وبينما كنت أتوجه بحديثي لأقاربي.. وكانت الدار مزدحمة بهم هبت عاصفة في الأفق وأقبلت نحونا فقلت لأهلي:

انفخوا!!

انفخوا! لعلكم تعدلون بنفسكم من شدة العاصفة المقبلة وإلا فأهلك..؟؟؟

وما أن انتهيت من قولي حتى انبرى أخي من بينهم موجهاً إليّ قوله:

أما حان لك أن تفهم أن الواحد منا ليضنّ على غيره بنسمة هواء!!!

ولنبدأ الآن بتعداد أوضاع المشهد:

«دار فسيحة بجدار دون سقف، أقارب مزدحمة بهم الدار»

أنا على ورقة موز شاهقة الارتفاع، حمام، عاصفة؟

ولنأت بعد ما تقدم إلى تفسير الرؤيا:

بمقابلة كل من أوضاع المشهد.. مع أحد تجليات الحدس يلي مثال الرؤيا؟

فإما الدار الفسيحة فهي هنا «رمز الوطن العربي»؟

محاطة بجدار دون سقف «رمز بلادنا»؟ لا دولة تدير شؤونها ولا جيش يحميها؟؟؟

أي أنها تحت رحمة القدر؟

وأما الأقارب فهم «العرب أبناء جنسنا وأنا بينهم على ورقة موز «يرمز إلى وضعي بعد هجرتي من «لواء الاسكندرونة» ووضعي في «الرأي العام يومها»؟

ولكن مَن لم ينتظم الرأي العام على «حزب يشد أزره يصبح بمثابة ورقة موز بافتقاره إلى عمق السنديان في الأرض»؟

وأما العلو الشاهق فيعني: هنا مدى الخطورة المتوقعة لدى سقوطي؟

وأما الحمام فهو رمز «الروح القدسي» رمز المعاني التي تتفتح عنها النفس استجابة للعرف أي: لتراثنا القومي..؟

وأما العاصفة في: تنبيه بغضب «فرنسا «وأنه دليل على غضبهم ومن ثم إرغامي على السير ماشياً طلية خمسة أيام من «الحفة حتى تلكلخ»؟؟؟

ماراً من المنطقة الجبلية بحراسة الميليشا!!!

يوم بين الحفة وجوبة برغال؟؟ ويوم آخر بين الجوبة وتلسلحب؟؟

واليوم الثالث بين تلسلحب ومصياف؟؟؟ واليوم الرابع بين مصياف ووادي العيون؟؟؟

واليوم الخامس بين وادي العيون وتلكلخ؟؟؟

من كتاب «المؤلفات الكاملة» المجلد الثاني

للمفكر الفيلسوف العربي السوري المبدع: زكي الأرسوزي ابن اللواء السليب.

«فيلسوف البعث» نحن على عهدنا باقون بقيادة السيد الرئيس المؤتمن:

بشار حافظ الأسد.

حسن إبراهيم الناصر

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى