مقالات وآراء

تصاعد التحركات والمظاهرات في مناطق الشمال ‏السوري ‏ هل بدأت المقاومة الشعبية ضدّ ‏الاحتلالين الأميركي والتركي؟

 أيهم درويش

تشهد العديد من مناطق الشمال السورية التي ترزح تحت الاحتلالين الأميركي، غضباً شعبياً عارماً رفضاً للاحتلال وما يقوم به من عمليات سرقة للنفط السوري وإحراق المحاصيل الزراعية لا سيما حقول القمح.

السوريون في تلك المناطق نفذوا خلال اليومين الماضيين تحركات رافضة للاحتلال والمجموعات الإرهابية والانفصالية في تل عودة بريف القامشلي وعدة قرى محيطة بريف الحسكة، وذلك على خلفية استهداف حقول القمح بالقذائف الحارقة بواسطة الطائرات الأميركية والمدفعية التركية، ما تسبّب بحرق مساحات واسعة من هذه الحقول، إمعاناً في محاصرة السوريين في لقمة عيشهم.

ممارسات الاحتلال لم تقتصر على سرقة النفط وإحراق المزروعات، بل تتعدّاها إلى قطع المياه عن نحو مليون سوري، خصوصاً في المناطق التي تتغذى بالمياه من محطة «علوك» التي تسيطر عليها القوات التركية الغازية والمجموعات الإرهابية التابعة لها.

وفي هذا السياق تؤكد مصادر متابعة لما يحدث في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال والإرهابيين، أن عمليات سرقة النفط وحرق المواسم وقطع المياه في الشمال السوري، تتمّ بصورة مُمنهجة، وهي منسقة بين الأميركيين والأتراك، وتستند إلى تحالف واضح مع العدو الصهيوني، بعد أن قام الأخير منذ أيام باستهداف «معمل تجفيف البصلفي مدينة السلمية و»معمل الأعلاففي قرية عقارب الصافي بمحافظة حماه، وبحسب التقاريركلا المعملين كانا يعملان بكامل طاقتهما الإنتاجية، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدلّ على مخطط لضرب الأمن الغذائي السوري، استكمالاً للإجراءات القسرية ـ القهرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على سورية.

وترى المصادر، أنّ تركيا أخذت على عاتقها تنفيذ الجزء الأكبر هذا المخطط مباشرة وبواسطة المجموعات الإرهابية، مقابل دعم أميركي لتمكين تركيا من تحويل إدلب إلى ما يسمى «منطقة آمنة»، وهذا ما تحدث عنه وزير خارجية النظام التركي الإرهابي مولود أوغلو.

إنّ تحرك الأهالي رفضاً للاحتلال في عشرات القرى والبلدات السورية، مرشح للتصاعد وبوتيرة أعلى وأكبر. فما حصل خلال الأيام والأسابيع الماضية، حيث قام الأهالي باعتراض آليات تابعة للاحتلال الأميركي ومهاجمة مواقع عسكرية تابعة للاحتلال التركي ومرتزقته، يؤكد بأن رفض السوريين إلى تزايد، وقد تأخذ المواجهة أشكالاً مختلفة، وتتطور إلى مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.

ما هو مؤكد بحسب مصادر محلية أن المظاهرات ضد الاحتلال لن تتوقف، وهي في الأساس بدأت تحت عنوان التعبير عن إدانة ممارسات قوات الاحتلال، لكنها في الجوهر هي مقاومة شعبية ضد الاحتلال، وتأكيداً على وحدة سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى