الوطن

لأول مرّة… دورية روسيّة تركيّة تقطع كامل أوتوستراد حلب اللاذقية

انشقاق 140 مسلحاً عن «قسد» المتعاملة مع الاحتلال الأميركيّ شرق سورية

أعلنت مجموعة كبيرة من أبناء العشائر العربية بريف دير الزور الشرقي، انشقاقها عن ميليشيات «قسد» المتعاملة مع الاحتلال الأميركي، احتجاجاً على ممارسات الاحتلال ومسلحي التنظيم ضد السكان المحليين.

ونقل عن مصادر عشائرية بريف دير الزور إقدام عناصر ما يسمّى «طابور عسكري» كامل من أبناء العشائر العربية، على إلقاء سلاحهم وتسليم مقارهم بريف دير الزور الشرقي، احتجاجاً منهم على ممارسات التنظيم ضد ذويهم وأقربائهم.

وقالت المصادر إن العدد الإجمالي للمنشقين يبلغ 140 عنصراً، توقفوا عن العمل مع «قسد» الخاضع للاحتلال الأميركي وألقوا سلاحهم بشكل كامل وأخلوا مقارهم بالقرب من مدينة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي.

وأوضح مصدر في الحسكة بأن انشقاق هذا الكم الكبير من عناصر تنظيم «قسد»، بعد يومين من قيام التنظيم وقوات الاحتلال الأميركي بمحاصرة مدن الشحيل والبصيرة وقرى جديد عكيدات والرز والجرذي شرقي محافظة دير الزور لمدة 3 أيام متتالية وسط نشر حواجز في مداخل ومخارج البلدات مع فرض حظر للتجوال خصوصاً مدينة الشحيل، وقطع مادة الخبز والثلج والتيار الكهربائي عن المدنيين داخلها.

وشنّ مسلحو تنظيم «قسد» مدعومين بالقوات غير الشرعية لما يسمى «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي، حملة أمنية استمرت منذ ليل الخميس/ الجمعة ( 16 – 17 تموز / يوليو )، في مدينة الشحيل شرقي دير الزور حتى الاثنين الماضي 20 تموز/ يوليو والتي جاءت بعد الرفض الشعبي لمناهج «قسد».

ونقلاً عن مصادر أهلية بريف دير الزور الشرقي فإن العشرات من المدرعات الأميركية مدعومة بالطائرات الحربية والمسيّرة لما يسمى «التحالف الدولي» ومسلحي تنظيم «قسد»، حاصرت مدينة الشحيل شرقي دير الزور والقرى المجاورة، بعملية عسكرية تعتبر الأكبر من نوعها، وذلك بعد رفض سكان المدينة والمناطق الأخرى شرق دير الزور فرض مناهج تنظيم «قسد» على مدارسهم.

وتبعد مدينة الشحيل عن مركز مدينة دير الزور 45 كم وعن مدينة الميادين 10 كم، وتعدّ مدينة الشحيل من أكبر مدن (الدرجة الثالثة) في المحافظة، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 14 ألف نسمة.

وبيّنت المصادر بأن القوات المقتحمة للبلدات والقرى قامت بمصادرة العشرات مما يُسمّى «العبارات النهرية» التي تقوم بنقل المدنيين وسياراتهم من الضفة الشرقية (مناطق «قسد») لنهر الفرات إلى الضفة الغربية (مناطق سيطرة الجيش السوري)، وذلك لأغراض العلاج الطبي والدراسة الجامعية والتجارة وشؤون الحياة العادية، كما قامت باعتقال مجموعة من المدنيين ونقلهم إلى قاعدة حقل العمر النفطي التابعة للجيش الأميركي حيث تمّ الإفراج عن عدد منهم.

 وتشهد مناطق سيطرة تنظيم «قسد» والاحتلال الأميركي في الشرق السوري توسّعاً كبيراً في المقاومة الشعبية والاحتجاجات ضد ممارسات الطرفين بشكل شبه يومي.

وكانت تقارير سياسية وإعلامية دولية مختلفة المصادر تحدثت عن سعي تنظيم «قسد»، التي تسيطر على مناطق في شمال شرقي سورية، إلى إحداث تغييرات جغرافية وديمغرافية وتاريخية في المنطقة، ما أثار حفيظة أهالي المنطقة.

وبحسب التقارير، تستمرّ محاولات «قسد»، والتي بدأت منذ سنوات، بإحداث تغيرات مختلفة في البنية الجغرافية والديموغرافية والاجتماعية في المناطق التي تسيطر عليها بدعم من قوات الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سورية، ما أثار غضب أهالي هذه المناطق وزاد غضبهم ورفضهم لسياسات «قسد».

وازداد غضب المواطنين بعد الإجراءات الأخيرة التي طبقتها «قسد»، من بينها فرض منهاج تعلمي جديد يتضمن تدريساً لمواد تتعارض من ناحية مع تاريخ المنطقة ونسيجها الاجتماعي.

إلى ذلك، تمكنت دورية روسيةتركية مشتركة من الوصول إلى آخر نقطة على الطريق الدولي (إم 4) الذي يربط بين محافظتي اللاذقية وحلب، مروراً بريف إدلب.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الدوريات الروسية حتى آخر نقطة على مسار الطريق الدولي وفق الاتفاق الذي أقره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في شهر آذار/ مارس من العام الحالي في موسكو.

واعتبر السيد عمر رحمون عضو هيئة المصالحة الوطنية في سورية خلال حديث له، أن تركيا تماطل في تنفيذ اتفاق موسكو الأخير.

وطرح رحمون تساؤلاً حول «منطقية أن يستغرق تسيير دورية عسكرية تركية روسية على طريق طوله 70 كم فترة 4 أشهر، على الرغم من أن تركيا تملك السلاح والعربات وتسيطر على الفصائل المسلحة المتواجدة على جانبي الطريق»، مستهجناً: «كيف يمكن أن يفتح هذا الطريق أمام حافلات تقل مدنيين، وهذا الأمر على أرض الواقع مستحيل مع وجود الجماعات المتشددة الإرهابية».

وكشف رحمون عن معلومات حصل عليها من مصادر خاصة أن الجانب التركي «بات يجهّز في الآونة الأخيرة فصيل أنصار التوحيد المبايع لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب وذلك لتنفيذ هجمات باتجاه مواقع الجيش السوري في تلك المناطق»، على حد قوله.

وشكك رحمون في صدق النيات التركية حول تطبيق اتفاق موسكو الأخير، حيث «تشير المعطيات على الأرض أن تركيا تريد الحفاظ على حالة التوتر في مناطق ريف إدلب ومناطق غرب حلب من خلال دعم الفصائل المتشددة بالمال والسلاح».

وختم رحمون حديثه، قائلاً: إن «سورية والحليف الروسي يسعيان إلى إيجاد حل لملف إدلب سياسياً في حال التزمت تركيا بتعهداتها، وذلك حفاظاً على المدنيين المتواجدين في مناطق سيطرة الإرهابيين كي لا نضطر إلى عمل عسكري قد يكون هنالك خطر من خلاله على أرواح المدنيين الذين تتخذهم المجموعات المسلحة دروعاً بشرية داخل مناطق سيطرتها بريف إدلب وحلب».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى