الوطن

أبعاد زيارة ماكرون ومآلات التحقيق

 

} عمر عبد القادر غندور*

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت ليست لشمّ الهواء وتقديم الدعم المعنوي والاعلان عن بعض المساعدات وحسب، بل الى الكثير وستظهر إرهاصات ذلك في الوقت القريب.

    الرئيس الفرنسي لم يترك تفصيلاً الا وناقشه في الأمن والاقتصاد والسياسة، وكان أكثر انفتاحاً مع القوى السياسية منه مع أركان الدولة، وما جمعه من قوى سياسية في قصر الصنوبر أكثر مما قدر عليه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا.

    وتأكد الرئيس ماكرون من خلال زيارته للمرفأ والجمّيزة انّ الناس كفروا بالطبقة السياسية، كما انّ بعضهم لم يتوان عن المطالبة بعودة لبنان الى الانتداب الفرنسي، وهو ما كرّره خفية عن الإعلام بعض القوى خلال التقائهم بالضيف الفرنسي، الذي هو على بيّنة ودراية بالتنوع الحزبي والطائفي الذي يتشكل منه نسيج الشعب اللبناني.

     وفي حين استرسلت هذه القوى في الحديث عما دار بينها وبين الضيف الفرنسي، لم تتوفر اي معلومات رسمية عما دار من حديث بين الرئيس ماكرون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. الا انّ حديث الرئيس الفرنسي عن ضرورة ان يتوصل اللبنانيون الى تفاهمات بينهم والحاجة الى نظام سياسي جديد وانّ ايّ طرح مستقبلي يجب ان يحظى بإجماع اللبنانيين.

   ولا نظنّ انّ مفاعيل هذه الزيارة ستنتهي عند هذا الحدّ بل هي مرشحة لتطورات ميدانية هامة ومفصّلة ستشارك فيها العديد من الدول وبينها الولايات المتحدة.

    ولا نقول انّ الرئيس الفرنسي مكلف بهذه المهمة، وربما ما قاله رئيس الجمهورية في دردشة مع الإعلاميين يوم أمس، يؤشر الى انّ ايّ مسعى لإحداث تغيير في لبنان يجب ان يمرّ عبر الآليات الرسمية، وهو قال بالحرف الواحد «ليس ميشال عون هو من يتهاون في الشأن السيادي».

     وانطلاقاً من هذه القناعة قال الرئيس عون انّ المطالبة بلجنة تحقيق دولية للنظر في تفجير المرفأ، تعني تضييع التحقيق!

    وليس صدفة ان تتحرك جماعات حقوقية خارج لبنان للمطالبة بإجراء تحقيق مستقل لانّ القضاء اللبناني لا يمكنه اجراء تحقيق شفاف !

    وكان سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله تحدّث عن انفجار المرفأ بلسان المحب الصادق داعياً الجميع الى الترفع والتغاضي من منطلق أخلاقي وإلى أن تكون الأولوية للتعاطف والتضامن وليس للتساجل السياسي، وتناسي ما بين اللبنانيين من خلافات للنهوض بلبنان من جديد رغم قسوة الفاجعة التي طالت الجميع ومن غير استثناء، ولفت الى ضرورة التقاط الفرصة السانحة من رحم الحالة المأساوية وإظهار الحرص على مستقبل لبنان محذراً من انّ لبنان أمام الفرصة الأخيرة لتقديم المسؤولين عن الفاجعة ومحاكمتهم وإذا لم يحاكم المتهمون فلا أمل في بناء دولة.

    وعن المطالبة بلجنة تحقيق دولية قال سماحته: الجميع في لبنان يثقون بالجيش اللبناني ولطالما كتبوا القصائد في محبّتهم للجيش. ونحن ندعو الى تكليف الجيش بمهمة التحقيق إلى جانب لجنة ملحقة إذا أرادوا ذلك.

    وتوجه سماحته الى مروّجي الأكاذيب والأضاليل السخيفة بالقول: في الماضي راهنتم على السراب ولم تحصدوا إلا السراب، واليوم تراهنون على السراب، وكما خابت رهاناتكم بالأمس ستخيب رهاناتكم اليوم وغداً.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى