الوطن

الكورونا يعرّي بلدنا من ورقة التوت

} عمر عبد القادر غندور*

 لم تكن الضائقة الاقتصادية وحدها التي تهدّد بتحويل 51 بالمئة من اللبنانيين الى فقراء، ولا التناحر السياسي الذي ينسف ايّ تفاهم بين اللبنانيين، ولا حكومة الرئيس حسان دياب التي تحوّلت الى حقل رماية للهواة والمحترفين، ولا الحراك الشعبي المحق الذي ركبه المستغلون والزعران، حتى جاء الانفجار المعيب في مرفأ بيروت وأطاح بما بقيَ من مظاهر الدولة ولم يزهق الأرواح وحسب بل أصاب الامن الاجتماعي في مقتل.

 وكان منتظراً ان يتفشى وباء كورونا وينتشر في كلّ بقعة من لبنان نتيجة جهل واستخفاف الكثير من اللبنانيين الذين تعاملوا وما زالوا يتعاملون معه على انه مجرد انفلونزا ونزلة برد، بينما هو وباء قاتل عجز العلماء ومراكز الأبحاث حتى الآن عن إيجاد دواء فعّال وآمن وموثوق. وعبثاً حاولت وزارة الصحة ووزيرها الهمّام حمد حسن لفت اللبنانيين الى عدم الاستهتار والالتزام بقواعد الحماية والحذر، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.

 وفي عز الحشرة التي تؤشر إلى ازدياد الإصابات بالفيروس وباتت تتجاوز الخمسماية والستماية إصابة يومياً ما رفع العدد الإجمالي إلى أكثر 13 ألف مصاب، وأعلنت العديد من المستشفيات الكبرى الخروج من الخدمة بعضها بسبب ما لحقها من انفجار المرفأ وبعضها بسبب عجزها عن شراء المستحضرات اللازمة لمعالجة وباء «كوفيد 19» والبعض الآخر بسبب عدم التزام الحكومة المستقيلة والحكومات السابقة بوعودها ولم تسدّد لهذه المستشفيات ما عليها من ذمم، وما لم يتمّ تعديل تسعيرة مرض كورونا التي تتقاضاها من الوزارة، بالإضافة الى خشيتها على الأطباء والممرّضين من الإصابة بالفيروس، لا سيما في المستشفيات الخاصة.

 وفي ضوء هذا الواقع المرير ماذا بقي للبنانيين المنهكين من وسيلة لتحصين أنفسهم سوى الالتزام بالقواعد والإرشادات والتباعدوهل أدركوا أخيراً انّ الوباء ليس مزحة، وانّ درهم وقاية خير من قنطار علاج.

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى