أولى

الدور الروسيّ في الاندفاعة
الفرنسيّة الأخيرة نحو لبنان…

} باريسنضال حمادة

فرنسا تعود إلى لبنان من الباب الواسع دولياً إقليمياً ومحلياً، وتأتي هذه العودة الفرنسية في ظل أزمات كثيرة يعيشها لبنان اقتصادية وأمنية وسياسية واجتماعية، فضلاً عن وباء كورونا الذي ينتشر بسرعة، وبسبب هذه الأوضاع المأساويّة لم تجد فرنسا أي اعتراض على اندفاعتها السياسية والامنية والعسكرية من أي طرف لبناني، وهي عندما دخلت الى لبنان أمنت لدخولها غطاء دولياً يمكن القول إن الغطاء الروسي هو الأهم في هذه المرحلة التي تعيش فيها أميركا أشهر ما قبل الانتخابات الرئاسية والتي تشل حركة السياسة الأميركية الخارجية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط الساخنة والمليئة بالمشاكل.

ماذا عن الغطاء الروسي؟

تقول مصادر سياسية في العاصمة الفرنسية باريس إن الاندفاعة الفرنسية هذه أتت بسبب الأزمة التركية مع اليونان وقبرص في البحر المتوسط، فضلا عن التقدم التركي في ليبيا التي تعتبر فرنسا أنها الأحق بالدخول إليها بسبب قيادتها عملية إسقاط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

المصادر قالت إن فرنسا وضعت لتركيا خطوطاً حمراء في البحر المتوسط وحصلت على تأييد روسيا في هذا الأمر، لكون الأزمة التركية بالأصل مع دولتين لديهما أغلبية أرثوذوكسية، كما تتخذ كل من موسكو وباريس موقفاً متطابقاً في وجه التمدد التركي في ليبيا، التي أرسلت اليها روسيا بطاريات صواريخ أس 300 نصبتها في سرت بعد تقدّم الأتراك في طرابلس الغرب بفعل استقدامهم مرتزقة من الجماعات السوريّة المسلحة الى ليبيا.

المصادر الفرنسية تشير الى تنسيق روسي فرنسي واسع بشأن الأزمة التركية مع قبرص واليونان وتفيد أن قصر الإيليزيه شكل خلية أزمة تضمّ رئيس أركان الجيوش الفرنسية ومسؤولي أجهزة الاستخبارات ووزير الخارجية ووزير الداخلية لمتابعة مجريات الأحداث والتنقيب الذي تقوم به تركيا عن الغاز في البحر المتوسط.

وتشير المصادر إلى أن فرنسا لعبت دوراً كبيراً ضد تركيا في الاتحاد الأوروبي ما أدّى الى تراجع المانيا عن موقفها الرافض لتهديد تركيا بفرض عقوبات أوروبية عليها، وتشكل علاقة ألمانيا مع روسيا الجيدة، سبباً آخر في تراجع ألمانيا عن دعم تركيا وفي كلتا الحالتين يعتبر ما حصل انتصاراً لماكرون في هجومه لحصار تركيا.

من هنا تكمن أهمية لبنان بالنسبة لفرنسا وأهمية مرفأ بيروت القريب جداً من مناطق التنقيب التركية في البحر المتوسط الذي سوف يكون ساحة الكباش الدولي على الغاز.. وهذه المرة في مياه البحار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى