الوطن

الجعفري: الغرب لن يتمكّن من التغطية على آثار إرهابه الاقتصاديّ بحق سورية

معلّمو الحسكة يندّدون بصمت المنظمات الدولية عن إغلاق «المسلحين» مدارسهم.. والاحتلال التركيّ ومرتزقته يعتدون بالقذائف على ريف الحسكة

 

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الدول الغربية التي تفرض إجراءات اقتصادية قسرية على سورية لن تتمكن من التغطية على آثار إرهابها الاقتصادي بحق الشعب السوري، مشيراً إلى أن المزاعم حول حرصها الإنساني لن تخفي حقيقة جرائمها التي ترمي لخنق المواطن السوري وممارسة المزيد من الضغوط على الدولة السورية وعرقلة عملية إعادة الإعمار وعودة المهجرين.

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع الإنساني في سورية: بعد مرور 75 عاماً على الانتصار في الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة فإن مدرسة وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز القائمة على فكرة تقول: »إذا قلت كذبة كبيرة وواصلت تكرارها فإن الناس سيصدّقونها لاحقاً»، لا تزال للأسف نهجاً للعديد من ممثلي الدول الغربية ويتجلى ذلك بأبرز صوره وأشدّها قتامة في الادعاءات التي يروج لها ممثلو العديد من الدول الغربية لناحية أن الإجراءات القسريّة أحادية الجانب التي يفرضونها بشكل غير قانوني وغير شرعي على سورية لا تستهدف الشعب السوري وأنهم يبذلون جهوداً كبيرة لضمان توفير استثناءات إنسانية وطبية من هذه الإجراءات وتقديم المساعدة للسوريين وأن الحكومة السورية تحرم مواطنيها المصابين بوباء كورونا من العلاج.

وأشار الجعفري إلى أن ممثلي الدول الغربية عملوا على مأسسة الكذب وجعله نهجاً لتضليلهم ولسياساتهم التخريبية وأن أكاذيبهم هذه لا تنطلي على أحد لأن كل سوري يلمس في كل ثانية ودقيقة وساعة الآثار الكارثيّة للإجراءات القسريّة الغربيّة التي تستهدفه في أبسط تفاصيل حياته اليوميّة وتحدّ من قدرة مؤسسات الدولة السورية وشركائها الإنسانيين على توفير الخدمات الأساسية والدعم لمواطنيها والارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي.

وأوضح الجعفري أن استهداف الشعب السوري بالإرهاب الاقتصادي ليس جديداً فهو نتيجة لاستمرار الإدارات الأميركية في نظرتها الضيقة القائمة على رعاية وخدمة المصالح الصهيونيّة على حساب استقرار وأمن منطقتنا بأسرها ودماء شعوبها لافتاً إلى أنه منذ العام 1978 دأبت الإدارات الأميركية المتعاقبة على فرض إجراءات قسرية على الاقتصاد السوري وقطاعاته الحيوية كقطاعات الطيران المدني والنفط والطاقة والاتصالات والتكنولوجيا والمصارف والاستيراد والتصدير بما في ذلك استيراد وتصنيع الغذاء والدواء والتجهيزات الطبية الأساسية وذلك لثني سورية عن مواقفها الرافضة لسياسات الهيمنة والاحتلال ضاربة بعرض الحائط وثائق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي تؤكد عدم شرعية هذه الإجراءات القسرية الانفرادية وانتهاكها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وصكوك حقوق الإنسان.

وبيّن الجعفري أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية زادت خلال السنوات الماضية وبشكل خاص خلال فترة الإدارة الأميركية الحالية وصولاً لما يُسمّى «قانون قيصر» بهدف إضعاف الدولة السورية والنيل من خياراتها الوطنية وتحقيق ما عجزت حكومات الدول المعادية عن تحقيقه سياسياً وعسكرياً وعبر الاستثمار في الإرهاب وأعمال العدوان الأحادية تارة والثلاثية تارة أخرى. وهو الأمر الذي أكدته التصريحات المتكرّرة للمسؤول الأميركيّ »جيمس جيفري» كما سمعنا بالأمس تصريحات رأس الإدارة الأميركيّة حول استهداف الرئيس بشار الأسد والتي تؤكد أن هذه الإدارة تمثل دولة مارقة وخارجة عن القانون وتنتهج نفس أساليب التنظيمات الإرهابية بالقتل والتصفيات وتؤكد المستوى الذي انحدر إليه التفكير والسلوك السياسي الأرعن لهذه الإدارة.

على صعيد آخر، نفذت الكوادر الإدارية والتدريسية وطلاب المدارس في مدينة الحسكة السورية، احتجاجًا على قيام المسلحين الموالين للجيش الأميركي بالاستيلاء على مدارسهم.

وقال مصدر أهلي في الحسكة بأن المعتصمين الذين تجمهروا أمام مديرية تربية الحسكة، نددوا بممارسات تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي، واستيلاء مسلحيه على المدارس وحرمان آلاف الطلاب والتلاميذ من التعليم، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: (التعليم من حق  كل الأطفال السوريين)، و(ميليشيا قسد تهدد الطلاب والكوادر التعليمية) و(تحارب مستقبل آلاف الطلاب والأطفال نتيجة ممارساتها)، و(لا للإغلاق المدارس).

كما ندد المشاركون بالصمت  الدولي والمنظمات الدولية المهتمة بالتعليم والطفولة، وطالبوا بتدخلها السريع لإنهاء حالة الاستيلاء على المدارس وحرمان أجيال متعددة من العلم والتعلم.

ومع انطلاق العام الدراسي، الأحد الماضي، اعتدى المسلحون الموالون للجيش الأميركي بالضرب على كوادر وطلاب ثانوية (الشهيد حنا عطا الله للمتفوقين) في مدينة الحسكة أثناء اعتصامهم أمام المدرسة احتجاجًا على استيلاء تنظيم «قسد» على المدرسة ومنعهم من الدخول إلى صفوفهم الدراسية.

 مديرة تربية محافظة الحسكة السورية الحكومية إلهام صورخان أكدت أن مسلحي ميليشيا «قسد» المرتبطة بالجيش الأميركي، أقدمت على إغلاق جميع المجمعات التربوية الحكومية في مناطق سيطرتهم بالمحافظة الواقعة شمال شرقي سورية، ومنع العاملين فيها من دخولها، مع إغلاق جميع المدارس الثانوية لتضاف إلى مدارس المراحل التعليمية (الابتدائية والإعدادية).

وتمنّت صورخان في نهاية حديثها لـ»سبوتنيك» من المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بشؤون التعليم والطفولة وعلى رأسها منظمة «اليونسيف»،»بالتدخل الفوري» ومنع التنظيم من إغلاق المدارس وإعادتها لمديرية التربية الحسكة لنتمكن من إتمام رسالتها التعليمية والعلمية السامية في تربية الأجيال.

ورغم قلة عددها ومعاناتها الزحام الشديد، والمضايقات من قبل «قسد»، إلا أن المدارس السورية تشهد إقبالاً كبيراً من التلاميذ والطلاب الأكراد بشكل خاص ومن بينهم أبناء قياديين وموظفين في ما يُسمى «الإدارة الذاتية الكردية» التي شكلها مسلحو التنظيم، وذلك رغم إصداره قراراً يمنعهم من الالتحاق بالمدارس السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي تحت طائلة العقوبات التي تصل إلى الفصل والغرامات المالية الكبيرة مع تدني أعداد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس التي تعتمد المناهج الكردية.

وفي سياق متصل، اعتدت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين بالقذائف على بلدة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي.

وذكرت مصادر أهلية أن قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية المنضوية تحت إمرتها المتمركزة في قريتي الداودية وأم عشبة اعتدت بالقذائف الصاروخية منذ الفجر على بلدة أبو راسين أقصى الريف الشمالي للحسكة التي سقطت في محيط البلدة وتسببت بحدوث أضرار مادية.

ومنذ احتلالها عدداً من القرى والبلدات والمدن في سورية اتخذت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية تلك المناطق المحتلة منطلقا لتنفيذ اعتداءاتها المتواصلة على المدنيين وهجرت الآلاف منهم وسرقت ونهبت ممتلكاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى